كابول: بعد غياب 20 عاما عاد قلب الدين حكمتيار السبعيني الخميس إلى كابول، بعدما كان أحد زعماء الحرب الأكثر إثارة للخوف في فترة المقاومة الأفغانية للسوفيات، ورئيسا موقتا للوزراء اثارت تحالفاته المتقلبة تنديدا متكررا.

فزعيم الحزب الاسلامي بعمامته السوداء وملامحه القاسية ونظارتيه الدقيقتين ولحيته البيضاء، لطالما اعتبر واحدا من أشرس المقاتلين في البلاد، خصوصا لقصفه العنيف العشوائي لكابول أثناء الحرب الأهلية (1992 1996) والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف، ما دفع الصحافة العالمية الى اطلاق لقب "جزار كابول" عليه.

وكرر هذا الزعيم البشتوني السني عقد التحالفات وحلها، منقلبا على حليف اللحظة، في سلوك واجهه زعيم مجاهدي تحالف الشمال الراحل أحمد شاه مسعود، المقاتل الآخر التاريخي ضد السوفيات، مرات متعددة في كابول وفي معقله في بانشير.

شب قلب الدين حكمتيار المولود في 1947 في ولاية قندوز (شمال) في كنف عائلة فقيرة متدينة، قبل انضمامه إلى الشيوعيين. لكنه سجن في 1972 لقتله طالبا ماويا وتوجيهه إهانات قاسية لفتاة سافرة الرأس.

بعد تلقيه أثناء الاجتياح السوفياتي دعم السعودية وباكستان والولايات المتحدة، خسر حكمتيار دعم باكستان التي التفتت إلى حركة طالبان غداة استيلائها على السلطة في كابول في 1996.

لجأ زعيم الحرب أولا إلى إيران ثم الى باكستان حيث أمضى الحيز الكبر من السنوات العشرين الفائتة، قبل أن يدعو إلى "الجهاد" ضد الولايات المتحدة والقوات الأجنبية التي توافدت لقتال طالبان. ولاحقا في 2004 انضم إلى صفوف المعارضة المسلحة للرئيس آنذاك حميد كرزاي.

بعد 11 سبتمبر 2001 اتهمت الولايات المتحدة حكمتيار بالعمل مع زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن ووضعت اسمه على لائحة "الارهابيين الدوليين" وما زال، رغم ترحيب السلطات الأميركية الحالية باتفاق يمنحه الحصانة.

أما الأمم المتحدة فرفعت عقوباتها في فبراير بعد عودة فرنسا عن تحفظاتها القائمة على تبني زعيم الحزب الاسلامي "كمين أوزبين" في 2008 الذي استهدف جنودا فرنسيين واسفر عن مقتل 10 في وادي كابيسا الأفغاني.

غير ان اتفاق السلام المبرم في سبتمبر 2016 مع الرئيس أشرف غني لقي إدانة المنظمات الحقوقية على غرار هيومن رايتس ووتش، التي نددت بـ"ثقافة افلات من العقاب" تجيزها الحكومة الأفغانية ومانحوها الدوليون وفق ما اعلنت.

وذكّرت هيومن رايتس ووتش، إلى جانب قصف كابول، بمجازر بحق المدنيين واغتيالات للمثقفين والصحافيين والناشطين المدافعين عن حقوق النساء نسبت إلى حكمتيار.

وبعد اعتبار الحزب الاسلامي لوقت طويل ثاني الجماعات المتمردة أهمية بعد طالبان، تراجعت أنشطته الى حد كبير مؤخرا. وأسفر آخر هجماته في 2013 في كابول عن 15 قتيلا بينهم خمسة اميركيين.

ويقدم الحزب نفسه منذ عودته الى أفغانستان في 29 ابريل بصورة صانع سلام ويكرر توجيه النداءات لحركة طالبان لإلقاء السلاح.