رام الله: ينتخب الفلسطينيون السبت مجالسهم البلدية في الضفة الغربية وحدها بدون مشاركة قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس بسبب الخلافات بين الاخيرة وحركة فتح.

ويرجح ان تفوز حركة فتح التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمرشحون المستقلون القريبون منه بالعدد الاكبر من المقاعد كما حدث في الانتخابات البلدية التي جرت في 2012 وقاطعتها حركة حماس.

ولم تقدم حماس لائحة باسمها ووجهت دعوة فاترة الى التصويت بعدما دانت "تعميق الانقسام".

وقال رئيس اللجنة الانتخابية حنا ناصر ان مراكز الاقتراع فتحت عند الساعة السابعة (04,00 ت غ) في نحو مئة مدرسة في الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل منذ خمسين عاما.

وسينتهي التصويت عند الساعة 19,00 (16,00 ت غ) ليبدأ فرز الاصوات. وقال ناصر ان النتائج النهائية ستعرف الاحد.

وفي الساعة 10,00 ت غ بلغت نسبة المشاركة 24,3 في المئة بحسب اللجنة الانتخابية.

ولم يجر اي اقتراع في الضفة الغربية وقطاع غزة في وقت واحد منذ 2006.

ويعكس اقتراع السبت مجددا الانقسام بين الضفة الغربية -- التي تقودها السلطة الفلسطينية برئاسة عباس -- وقطاع غزة -- تسيطر عليه حماس منذ عشر سنوات --، اللذين تفصل بينهما جغرافيا الاراضي الاسرائيلية.

ويجري في ظل اعمال عنف متقطعة. فبعدما قتل فلسطيني الجمعة بنيران جنود اسرائيليين خلال مواجهات في الضفة الغربية، قتل فلسطيني اخر السبت في القدس الشرقية بعدما هاجم شرطيا اسرائيليا بسكين.

"حان الوقت"

بعد مسلسل قضائي طويل، ارجأت المحكمة العليا الاقتراع في القطاع الفلسطيني الى اجل غير محدد. ويشير غياب غزة بسكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، الى اخفاق جهود المصالحة.

واتهم رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدالله السبت حماس بانها المسؤولة الوحيدة عن ذلك لانها "منعت الانتخاب في غزة حيث تبقي على "حكومة" منافسة تكرس "الانفصال".

وتوجهت دونا كفري مع فتح مراكز الاقتراع الى مركز التصويت في حي الطيرة الراقي في رام الله، مقر السلطة الفلسطينية. وقالت لفرانس برس "حان الوقت لنتمكن من اتخاذ القرار في مدينتنا وبلدنا".

ووراء ساتر قامت بالتأشير على واحدة من اربع لوائح ووضعت بطاقتها في صندوق الاقتراع. وبعد ذلك وضعت اصبعها في الحبر الازرق الذي لا يمحى حتى لا تتمكن من التصويت لاكثر من مرة.

وقالت هذه الناخبة لفرانس برس "لاننا اعطيناهم اصواتنا، يمكننا ان نسائلهم في وقت لاحق".

&وصوت رامي نزال الموظف في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للامم المتحدة (اونروا) في مدرسة في حي عين مصباح على سفح واحدة من التلال المحيطة برام الله. وقال "من المهم ان يدلي كل شخص بصوته" لكن يجب ايضا ان "يتحمل المنتخبون المسؤولية التي عهد بها اليهم".

وزن العائلات

تعود آخر انتخابات رئاسية الى 2005. و ما زالت ولاية الرئيس محمود عباس مستمرة في غياب توافق مع حركة حماس الاسلامية المنافسة للسلطة الفلسطينية التي يقودها عباس الذي سيلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب &في نهاية ايار/مايو خلال زيارته الى الضفة الغربية واسرائيل للعمل على اتفاق سلام مع الاسرائيليين، على قوله.

اما البرلمان الاخير فقد انتخب في 2006 في اقتراع فازت فيه حماس. لكنها حرمت من هذا الانتصار من قبل السلطة الفلسطينية التي خاضت مع فتح شبه حرب اهلية ادت الى الانقسام الحالي.

ومن اصل 1,1 مليون ناخب مسجل، "70 بالمئة مدعوون الى التصويت"، كما قال ناصر. فبعض المجالس القروية وافقت على تشكيل لائحة انتخابية واحدة لذلك باتت النتائج معروفة بالفعل في 180 دائرة انتخابية.

وفتح "ممثلة بشكل كبير" بين المرشحين البالغ عددهم 4400 "لكن العشائر والعائلات تتمتع بوزن كبير ايضا".

وكما حدث في الانتخابات البلدية السابقة، من الصعب على المراقبين تحديد التوجهات الحقيقية بعد الاقتراع اذ ان الرهانات والعلاقات المحلية مهمة للناخبين الذين يقولون انهم يريدون افعالا محلية ملموسة اكثر من برنامج سياسي.

وقالت زينة مصري التي صوتت في رام الله ان "انتخابات بلدية افضل من لا شيء" في بلد "الوضع فيه مختلف عن اي مكان آخر في العالم".