«إيلاف» من الرياض: وسط حزن أعترى الصحافة السعودية، وتغريدات وداع على متن الطائر الأزرق، عبر رفقاء درب تركي السديري عن بالغ حزنهم لرحيل رفيقهم، باعتباره أحد أهم رموز الصحافة وعلمًا من أعلامها. فبعد ساعات من رحيل السديري، يستذكر زملاء السلطة الرابعة أهم المحطات التي جمعتهم بالفقيد، منوهين بالمهنية العالية التي كان يسعى إلى غرسها طوال مسيرته.
&
توجه تنويري متعب
في هذا الإطار، قال خالد المالك، رئيس تحرير صحيفة "الجزيرة" السعودية ورئيس مجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين ورئيس مجلس إدارة اتحاد الصحافة الخليجية، لـ "إيلاف" إن وفاة زميله ورفيق دربه تركي السديري يشكل خسارة جسيمة وموجعة للوسط الإعلامي والثقافي، فالسديري خدم الصحافة أربعين عامًا رئيسًا لتحرير الزميلة ’الرياض‘، وهي الفترة التي شكلت تغيرًا وتطورًا في شكل الصحفية ومحتواها بفضل حسن ادارته، إلى جانب امتداد اهتمامه بالصحافة الأخرى كونه رئيسًا لمجلس إدارة هيئة الصحفيين السعوديين، ومجلس إدارة اتحاد الصحافة الخليجية".
وبنبرة اعتراها حزن بالغ، قال المالك: "فقدت بوفاته شيئًا مني"، مضيفًا إلى أنهما كانا يقودان منافسة حادة، "تلك المنافسة كانت تهدف إلى مصلحة الصحيفتين، وإن كان ذلك على حساب علاقتنا الشخصية التي شهدت بين الحين والآخر شيئًا من الفتور".
خالد المالك حديثه بالقول إن تركي السديري كان كاتبًا متميزًا وصاحب فكر تنويري، "جمع في صحيفة «الرياض»&نخبة من الكتاب والمفكرين السعوديين والعرب من اصحاب التوجه التنويري والأفكار التنويرية، وأضفى على الصحيفة شيئًا من التميز، وإن كان هذا التوجه وضع المزيد من المتاعب في وجهه في أثناء إدارته تحرير الصحيفة".
&

خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة

&

ابتسامة عذبة ورحيل موجع&
في حديث لـ «إيلاف»، وصف جميل الذيابي، رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، السديري بأنه كان أحد الأركان الأساسية في الصحافة السعودية، "ليس من باب توليه رئاسة تحرير الزميلة ’الرياض‘ فحسب، بل من منطلق التطوير الذي شهدته الصحيفة على يديه، وهذا خير شاهد على إنجازه وعلى روح قيادية تمتع بها السديري".
أشاد الذيابي بإسهامات السديري وانجازاته في الاعتناء بتطوير الصحفيين السعوديين وصقل قدراتهم المهنية في مختلف أقسام التحرير. وأضاف أن المرض لم يُفقد السديري ابتسامته العذبة، على الرغم من تعرضه لوعكة صحية حادة خلال العقد الماضي وخضوعه لعمليات جراحية عدة، "ولم تتوقف قفشاته ومتابعته هموم المهنة اليومية، فكان قريبًا جدًا، ناظرًا بعين الزمالة إلى كل من يرافقه في المؤتمرات والمناسبات والرحلات الإعلامية، لذلك فإن فاجعة رحيله تجعل غيابه فقدًا كبيرًا للصحافة السعودية والخليجية والعربية".
ختم الذيابي نعيه قائلًا إن السديري بقي صحفيًا مهنيًا قويًا على كرسي رئاسة التحرير على مدى 41 عامًا، وشاهدًا على حقبة مهمة من تاريخ المملكة، فاستحق عن جدارة لقب "ملك الصحافة السعودية" الذي أطلقه عليه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ

من الرياضية إلى رئيس تحرير&
قالت ميسون ابو بكر، الإعلامية في التلفزيون السعودي، لـ "إيلاف" إن تركي السديري ليس مجرد صحفي عابر، "بل كان قياديًا مميزًا برع في إدارة تحرير أهم صحيفة في المملكة عبر الأزمنة الطويلة الماضية .
أضافت أنها التقت الراحل في التلفزيون السعودي الرسمي في لقاء ببرنامج "من سوانح الذكريات" الذي استعاد فيه السديري ذكريات وأمنيات بدت كأنها وداعيات أخيرة على عتبات الرحيل، وتناول حوارها معه بداياته في الصحافة مذ كان صحافيًا في "الرياضية" وصولًا إلى رئاسته إحدى أهم الصحف في المملكة، كما تحدث عن ذكريات كثيرة تعود لثلاثين عاما كان أهمها علاقته الحميمة بالملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وكان أمير الرياض آنذاك.
من جانبه، نعى عادل البريه، مدير القناة "الثقافية" السعودية، تركي السديري قائلًا إن فقده خسارة لهامة صحافية كبيرة، "فالفقيد كان يستحق لقب عميد الصحافة بكل جدارة لإسهاماته الواضحة في النهوض بالصحافة السعودية".
وأعاد البريه بث حلقة "من سوانح الذكريات" التي ضمت لقاء الفقيد على القناة الثقافية، ورأي أنها أقل ما يمكن تقديمه للراحل تكريمًا لمسيرته المهنية، وارضاءً لمحبيه من الرفاق وزملاء المهنة، إذ كان حوارًا منفردًا وحديثًا ذو شجن وحنين.

الاعلامية في التلفزيون السعودي ميسون ابو بكر

&

&