الرباط: قال جيرت كابيلير، مدير منظمة اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن 29 مليون طفل من أبناء بلدان المنطقة يعيشون حالة الهشاشة والفقر، وهو ما يمثل 20 بالمائة من عدد الأطفال في المنطقة، وتوقع أن يسجل هذا الرقم تزايدًا في السنوات المقبلة بسبب الظروف التي تعيشها العديد من البلدان.

واعتبرا كابيلير، في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الأول حول فقر الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اليوم الاثنين، بالعاصمة المغربية الرباط، أن مشكلة فقر الأطفال "مشكلة مركبة تتجاوز البعد المالي والمادي"، وأضاف المسؤول الأممي أن "20 مليون طفل لا يلجون إلى التعليم"، مؤكدًا أن هذا المشكل يخلق "حلقة دائرية من الفقر سيتكرر مرات ومرات".

وسجل مدير منظمة اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الأطفال الذين يعيشون في أسر رب الأسرة فيها لم يسبق له أن تلقى تعليمًا "يعيشون حالة مضاعفة من الفقر والهشاشة"، مشددًا على أن مواجهة هذه الظاهرة تحتاج "الجرأة والشجاعة والإرادة السياسية".

ودعا المسؤول الأممي إلى اعتماد نظرة شمولية وإرادة سياسية آنية تهم الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، معتبراً أنه بتعاون وإشراك الجميع "يمكن أن نحد من الفقر عند الأطفال"، قبل أن يختم بأن كل طفل "له الحق في أن يعيش حياة كريمة".

من جهته، قال لحسن الداودي، الوزير المنتدب المكلف الشؤون العامة والحكامة، إن الحكومة الحالية تسعى الى تحقيق "نسبة تغطية صحية للمواطنين المغاربة تقترب من 100 بالمائة خلال السنوات الخمس المقبلة ، بدل نسبة 60 بالمائة الحالية".

جانب من الخبراء وحضور المؤتمر

وأكد الداودي أن الحكومة عازمة على تكثيف جهودها في المجالين الصحي والتعليمي، وقال: &"سنكثف جهودنا لنبني المستوصفات والمدارس من أجل بناء جيل جديد قادر على التنافسية"، وشدد المتحدث ذاته، على أن هذه الجهود من شأنها حماية الشباب من التشدد . واضاف: " سنجنب شبابنا التطرف، لأن الذي لا يعمل ولا يدرس، قد يكون عرضة لكل أنواع التطرف، وليس الديني فقط".

وأشار المسؤول الحكومي إلى أن المغرب اندمج في العولمة "لكننا لم نغيّر ثقافة الشغل والبحث العلمي وعلاقة الإنسان بالبحث العلمي وبالتطور التكنولوجي"، معتبرًا أن هذا الأمر "إشكالية خطيرة نعاني منها، شبابنا لا قدر الله سيؤدي ثمن ضعف وتيرة التغيير على المستوى الثقافي".&

بدورها، أقرت بسيمة الحقاوي وزيرة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، بغياب إحصاءات وأرقام مضبوطة حول وضعية الأطفال بالمغرب، حيث قالت: "إننا نفتقر إلى معطيات من الميدان التي ترتبط بالأطفال وأخرى ترتبط بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة".

وأكدت الحقاوي، في تصريح صحافي على هامش الملتقى، أن هناك ما يزيد عن "41 بالمائة من الأطفال المغاربة قد يعيشون أو يعانون الفقر والهشاشة"، معتبرة أن هذا الموضوع "حساس يتطلب الشراكات المتنوعة لمواجهته ونتقاسم فيه المسؤولية جميعاً".

وأشارت الوزيرة المسؤولة عن القطاع إلى أن المغرب أضحى يتوفر على سياسة عمومية في مجال حماية الطفولة، كما أنه يتوفر على مؤسسات وطنية "تستجيب للمعايير الدولية وعلى سياسة عمومية لحماية الطفولة 2015/ 2025"، وجددت التأكيد في كلمتها على أن حماية الطفولة مجال مشترك بين جميع المتدخلين.

يشار إلى أن المؤتمر الأول حول فقر الأطفال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تحتضن أشغاله الرباط، إلى غاية 17 من مايو الجاري، ينظمه المرصد الوطني للتنمية البشرية ومكتب اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتعاون مع وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية والمرصد الوطني لحقوق الطفل.&

ويعرف المؤتمر المنعقد تحت شعار: "فقر الأطفال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: من القياس إلى الفعل"، بمشاركة ممثلي عدد من حكومات دول المنطقة، بالإضافة إلى باحثين وخبراء دوليين في محاربة الفقر والهشاشة التي يعانيها الأطفال، إذ من المتوقع أن يخرج المؤتمر بعدد من المقترحات والتوصيات التي من شأنها المساهمة في الحد من الفقر لدى هذه الفئة من سكان دول المنطقة.