«إيلاف» من لندن: حذرت حركة يمنية سياسية من احزاب تنشط على الساحة اليمنية لا تعمل لبناء دولة حضارية وقوة اقتصادية وإنما لنهب الثروات ورهن الدولة لأجندات خارجية بما يعرض أمن البلد ودول المنطقة لمخاطر عسكرية واقتصادية .. ودعت الى حلها لما لأجنداتها من تأثير سلبي على حاضر اليمن ومستقبله وعلى أمن وسلامة المنطقة ودول الجوار.

وشدد همدان الهمداني رئيس حركة "معا من أجل يمن أفضل" الناشطة من لندن بالتنسيق مع فعاليات شعبية داخل البلاد على ان مشكلة اليمن هي الحزبية التي دخلت البلاد مع موجة التحرر العربي من الأنظمة الملكية المستقرة إلى الأنظمة الجمهورية المضطربة. واشار الى ان المتتبع لتاريخ الصراع في اليمن شمالا وجنوبا يرى أن المواجهات بين المجموعات الحزبية للسيطرة على سدة الحكم ليس لبناء دولة حضارية وقوة اقتصادية وإنما لنهب الثروات ورهن الدولة اليمنية لأجندات خارجية تعرض أمن اليمن ودول المنطقة لمخاطر عسكرية واقتصادية.

واضاف الهمداني في حديث مع «إيلاف»&اليوم عن آخر التطورات السياسية في اليمن ان هذا البلد يمرّ حاليا بأسوأ مراحل الفساد الحزبي والذي هو نتاج طبيعي لجميع مراحل تكون الأحزاب السياسية خاصة منذ إعلان الوحدة اليمنية باتفاق غير واضح بين حزب المؤتمر الحاكم في الشمال والحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب.

أخطر حزب في اليمن

واشار الى انه من هنا كانت بداية حكاية تكوين أخطر حزب في تاريخ اليمن من حيث طريقة تشكيله والشخصيات التي أسسته والشخصيات التي انضمّت إليه. واوضح ان هذا الحزب هو "حزب الإصلاح" الذي لبس عمامة الدين و امتطى سلاح القبائل واستطاع بدعم كامل من مؤسسه الفعلي علي عبدالله صالح والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر أن يكون الحزب الثالث بل الثاني في دولة الوحدة من حيث القوة والحجم والامكانيات .

وقال انه حينما أتت ساعة الصفر فقد سعى الحزب لإثبات قوته في عام 1994 حين شارك في حشد القبائل لخوض معركة ضد الجنوب باسم الجهاد ضد أعداء الله الاشتراكيين في حين كانت حجة حزب المؤتمر للمحافظة على الوحدة. واضاف انه من هنا بدأت مخالب حزب الإصلاح تنمو وأحلامه تتسع وبدأ التخطيط للانقلاب على سيده حزب المؤتمر بعد أن اقتسما البلاد نهبا وإفسادا ودمرا كل مقومات الدولة الضعيفة التي كانت قائمة حتى عام 1994.

انتزاع السيطرة على الحراك الشعبي &

واضاف انه رغم ذلك فقد حصلت خلافات كبيرة بين حزبي الإصلاح والمؤتمر ما دفع صالح إلى اختلاق الحوثيين وإشعال الحرب معهم والزج بالالوية العسكرية التي تدين بالولاء لقيادات إصلاحية من بيت الأحمر في القتال في حين كانت مهمة استخدام الدين لاستقطاب المغفلين بقيادة الشيخ عبدالمجيد الزنداني الذي أظهر قوته وحظوره بإنشاء المعاهد الدينية والجامعات العلمية لتكون غطاء رسميا لاستقطاب الشباب والسيطرة عليهم ليسهل تحريكهم وقت الحاجة لخدمة أجندة حزب الإصلاح المشبوهة.

وبين ان رياح التغير بدأت من هنا تنقل أفكار الربيع العربي من تونس ومصر الى اليمن وكانت الساعة التي ينتظرها قادة الإصلاح لتحقيق أملهم بالسطو على الحكم وكان الشباب اليمني هو جسر العبور للوصول لتحقيق هذا "الهدف الشيطاني" و للأسف نجحوا في ركوب موجة الثورة الشبابية و كانت قياداتهم الشبابية تتحكم في مخيمات الاعتصام و المنصة والحراسات و حتى التموينات الغذائية في محيط ساحات الاعتصام.

همدان الهمداني رئيس حركة معا من أجل يمن أفضل

&

الاصلاح جزء من الاخوان

واشار الى ان الاصلاحيين بدأوا بعد ذلك بالظهور كثوار إنقاذ لليمن من حكم علي عبدالله صالح واستخدموا أموال الشعب المنهوبة للظهور إعلاميا بشكل كبير قوي وكان ظهور الإخوان في مصر ووصولهم لسدة الحكم أحد أهم مصادر القوة التي اعطتهم الأمل بتحقيق أهدافهم وأعلنوا انهم جزء من شبكة الإخوان العالمية وأنهم فرعها الرئيس في اليمن وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر الحزب حيث بدأت دول المنطقة تعي الخطر الذي يشكله هذا الحزب والذي كانت غافلة عنه وتأخرت كثيرا لادراكه.

واشار الى انه حين أتت المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني بعد ذلك بدأ الإصلاحيون باللعب على اوتار الوطنية وبناء الدولة المدنية ولكن الحوثيين خرجوا في المدن والقرى اليمنية وابتلعوها واحدة تلو الأخرى والكل ينتظر المارد الإصلاحي ليصدّ الغوغاء من إسقاط العاصمة ولكن خاب ظنهم وكان أول الفارين من العاصمة هو الجنرال الإصلاحي علي محسن وسبقه قادة الحزب من بيت الأحمر وكان آخر من هرب منهم القائد الديني عبدالمجيد الزنداني والتحقوا بحكومة الشرعية في المنفى وشكلوا لوبي داخل الحكومة ونافسوا في الفساد و تأخير حسم الحرب وإشعال الغضب في المناطق الجنوبية بسبب سيطرتهم الواضحة على مفاصل حكومة الشرعية وقراراتها المتخبطة.

ضرورة حل الاحزاب الحالية والتوجه للدولة المدنية

وشدد الناشط اليمني على ان حزب الإصلاح يمثل الحزبية في أبشع صورها حيث الولاء لأجندات الحزب و ليس للوطن. محذرا من انه لن يكون لأي حكومة حالية أو قادمة في اليمن أي استقرار في ظل وجود مثل هذه الأحزاب .. وقال "إننا في حركة (معا من أجل يمن أفضل) ‏نرى أن مشروع الأحزاب ‏أصبح ‏بلاء& على الأمة العربية ‏فكل حزب يعمل لخدمة أعضائه وتمرير أجندته& وليس لخدمة وطنه وشعبه .

&واكد همدان الهمداني في الختام على عدم شرعية جميع هذه الأحزاب .. مشيرا الى انها مخالفة للقوانين وادستور الجمهورية اليمنية و طالبنا .. داعيا الى حلها جميعها وأولها حزب الإصلاح لما له من تأثير سلبي على حاضر اليمن ومستقبله وعلى أمن وسلامة المنطقة و دول الجوار. ‏وشدد على ان البديل لذلك هي الدولة اليمنية ‏الاتحادية دولة أكثر ‏انفتاحا وتمتلك الشفافية ‏دولة ‏المساواة التي لا تعترف بالمناطقية او ‏العنصرية وتحترم الإنسان ‏والعدالة الاجتماعية وتمتلك قوتها من الشعب ‏ولديها رؤية مستقبلية حقيقية ‏ كدولة ديمقراطية ومؤسسات رصينة.