الجزائر: دعت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية الأئمة والمقرئين المعنيين بإقامة صلاة التراويح في شهر رمضان الداخل إلى عدم الإطالة في هذه الشعيرة الدينية والاكتفاء بساعة واحدة فقط.

وتعد الجزائر من البلدان التي ستكون فترة الصيام فيها طويلة وتزيد عن 15 ساعة، كما تتزامن مع فترة الحر التي تعرف به منطقة البحر الأبيض المتوسط، خاصة مع بداية موسم الصيف في البلاد مطلع شهر يونيو المقبل.

تحديد

وأمرت الوزارة في تعليمة ستوجه إلى الأئمة عبر مختلف مساجد الجزائر بأن يحرصوا على ألا يطيلوا في صلاة التراويح، وأن لا تتجاوز مدتها ساعة واحدة، وفق ما ذكرته صحيفة الشروق.

وأشارت إلى أن الوزارة أبقت على الإجراءات نفسها التي اعتمدتها السنة الماضية لا سيما ما يتعلق بصلاة التراويح التي تم تحديدها في ساعة واحدة، مع إلزام الأئمة بتخفيف فترة الصلاة.

&ودعت الوزارة في السنوات الأخيرة منذ أن أصبح شهر رمضان يتزامن مع فصل الصيف الأئمة إلى الحرص على تقليص صلاة التراويح.

وقال رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة وموظفي الشؤون الدينية الشيخ جمال غول لـ"إيلاف" إن المقصود من هذا القرار هو تخفيف الصلاة وتشجيع الناس على أداء التراويح ،وليس تحديد مدة معينة للصلاة".

وأضاف أنه "لا يحوز تحديد مدة الصلاة لان المفروض فيها هو الخشوع والتدبر، والذي يختلف من إمام إلى إمام ومن قارئ إلى آخر ومن بيئة إلى أخرى".

&وأكد غول أنه ليست المرة الأولى التي تُقبل فيه الوزارة على هذا القرار، لكن الأمر لا يحتاج إلى لغط، وفيه سعة فمن له الاستطاعة على أداء صلاة التراويح فله ذلك ، ومن لم تكن له القدرة لا حرج عليه".

ضبط الأذان&

وشددت وزارة الشؤون الدينية الجزائرية أيضا على مراقبة الأئمة المخالفين لوقت أذان المغرب الذي سيكون موحدا وفقا للروزنامة الوطنية.

وأيد جمال غول في حديثه مع "إيلاف" هذا القرار، وقال انه " يجب الالتزام بوقت الإفطار و الإمساك حسب الروزنامة المقدمة من الوزارة حتى لا نشكك المسلمين في أداء واجباتهم".

&ولفت إلى أن بعض المناطق تعرف تقديما في وقت أذان المغرب وتأخيرا في موعد صلاة الصبح، وألح على معالجة هذا الأمر بحزم كبير.

وسبق وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أن أعلن الشهر الماضي عن قرار وزاري سيصدر قريبا في الجريدة الرسمية ينظم الأذان في الجزائر.
&
وقال إنه "سيصدر قريبا بالجريدة الرسمية قرار وزاري ينظم لأول مرة الأذان في الجزائر وفق السنة النبوية والشريعة الإسلامية و مختلف الطبوع الوطنية"، مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصية و "ميراث كل منطقة مع إعطاء صورة حضارية عن &الإسلام". &

&وأوضح عيسى أن " هناك جهودًا بذلت وتبذل لرسم علامة مميزة للأذان في &الجزائر على غرار الدول الإسلامية".

ودعا المؤذنين إلى الحفاظ على "الأذان والعمل بإخلاص وان يكون المؤذن دقيقا عند دخول وقت الصلاة وتجميل صوته ما &استطاع بلا تمطيط ولا مبالغة". & & &&

مرجعية & &

أمرت وزارة الشؤون الدينية أيضا مديريها الولائيين بالحرص على أن يكون الخطاب الديني في رمضان الذي تكثر فيه جلسات الذكر وفق إطار المرجعية الوطنية.

غير أن جمال غول تساءل في حديثه مع "إيلاف" حول "أي مرجعية تتحدث الوزارة ، لأن هذا الملف لم تحدد معالمه وطلبنا تجنب مطاطية هذا المصطلح بما أنه لم يحدد في إطار قانون واضح".

&وأضاف أن "بعض فتاوى الوزارة تخرج عن المذهب المالكي الذي تقول إنه المرجع الذي تتبعه البلاد".

&وكشف الوزير محمد عيسى أنه سيتم قبل نهاية السنة الجارية تنصيب مجمع &الفقه الإسلامي بغية المساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة الهجمات على &المرجعية الدينية الوطنية، وسيضم مثقفين وباحثين يعملون بشكل وثيق ومنسق مع المجالس العلمية لمديريات الشؤون الدينية في البلاد، وستسند له تلك المهام المتعلقة بالفتوى.

وأعرب عيسى عن أسفه لاعتماد المواطنين بعض الفتاوى التي تصدر في سياقات مختلفة عن تلك الموجودة حاليا.&

وأردف أنه من الضروري تماما التفكير في السبل والوسائل التي تسمح بتجنيب الشباب لبعض الدعاة الذين يضرون بالأمة.&

قناة إخبارية&

كما أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن مشروع لاستحداث قناة إخبارية الكترونية من قبل الوزارة هو حاليا في "مرحلة النضج".&

وأضاف أنه سيسند لهذه القناة بعد دخولها حيز الخدمة مهام تغطية الندوات والملتقيات وغيرها من الأنشطة المنظمة من قبل وزارة الشؤون الدينية في جميع مناطق البلاد. &&

وقال "إن عددا من المواطنين يطرحون مشكلة عدم إمكانية متابعتهم للجلسات العلمية &الرائدة المنظمة" .

وأوضح أن القناة المستقبلية ستعمل على إظهار خصوصيات المرجعية الدينية الوطنية (المذهب &المالكي) وعلمائها من خلال المراحل المختلفة من تاريخ الجزائر.

ولفت إلى أنه "من الواضح أن عددا من الجوانب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار قبل إطلاق القناة المذكورة، وهي تلك المتعلقة بالجوانب الفنية والمهارات التي تضمن تنشيطها". &&