تقع محافظة نينوى العراقية ومركزها مدينة الموصل في شمال غربي البلاد وتمثل في تنوعها العرقي والديني والطائفي صورة مصغرة عن العراق.

تبلغ مساحة المحافظة 37323 كليو مترا مربعا و عدد سكانها حسب احصاءات عام 2011 ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، اما مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق والتي تبعد عن العاصمة بغداد اكثر من 400 كليو متر فكان عدد ساكنيها مليون ونص مليون نسمة حينذاك.

وللمحافظة حدود طويلة مع سوريا وهي حدود شبه صحراوية تصعب السيطرة عليها .

من اهم مدن المحافظة تلعفر، البعاج، الحضر، ربيعة ، القيارة ، برطلة، تلكيف، قراقوش، سنجار، حمام العليل، شيخان، الحمدانية، مخمور، وانه.

خلال مرحلة الحكم العثماني كانت ولاية الموصل تضم مدينة الموصل وريفها و كل مناطق اقليم كردستان العراق.

وبقيت المحافظة تحمل اسم الموصل الى ان جرى تسميتها باسم نينوى عام 1970.

كانت مدينة نينوى عاصمة الامبراطورية الاشورية قبل الميلاد بأكثر من الفي عام وبقيت مزدهرة حتى احتلها الميديون قبل الميلاد بستمائة عام.

بنيت على انقاض مدينة نينوى التاريخية مدينة الموصل الحالية، التي كانت احد اهم المراكز التجارية في المنطقة على مر العصور اذ كانت محطة عبور لقوافل التجارة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط.

تحولت نينوى الى ساحة صراع بين الاطراف العراقية وقوى اقليمية مع ما يترافق ذلك من حديث عن امكانية تقسيمها الى عدة محافظات، وبروز اصوات تنادي بتحويل سهل نينوى الى محافظة تضم المسيحيين والايزيديين والشبك و سنجار الى محافظة للايزيديين واخرى للتركمان في تلعفر وهو ما يعارضه العرب السنة في المحافظة.

كما تضم المحافظة عددا من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة العراقية وحكومة اقليم كردستان مثل سهل نينوى، وهذه المناطق مشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي.

تغيرت التركيبة الديموغرافية للمحافظة بشكل جذري بعد استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية على المدينة والمحافظة في اواسط عام 2014، وترافق ذلك بمجازر جماعية بحق الشيعة والايزيديين وخطف وسبي بينما فر المسيحيون او اجبروا على النزوح بعد مصادرة ممتلكاتهم.

لجأ اغلب ابناء نينوى الى اقليم كردستان لكن نسبة لابأس بها من الايزيديين والمسيحيين لجأوا الى الخارج بعد ان فقدوا الامل بإمكانية العودة الى ديارهم او العيش بأمان هناك.

وفر شيعة المحافظة وهم من القومية التركمانية الى جنوب العراق هربا من بطش تنظيم الدولة الاسلامية.

هناك مخاوف من ان تتحول المحافظة بعد القضاء على تنظيم الدولة في العراق الى ساحة صراع مفتوح بين ايران وتركيا التي تمتلك قاعدة عسكرية قرب الموصل في بعشيقة.

وبينما تقول القيادة الكردية ان المناطق التي استعادتها قوات البيشمركة الكردية لن يتم الانسحاب منها، هناك شكوك حول عودة ابناء المدن والبلدات التي تمت استعادتها من قبضة التنظيم بسبب ما لحق بها من دمار شبه كامل وعدم وجود خطط واضحة لاعادة الاعمار في المستقبل المنظور.

التركيبة السكانية

1-الكلدان والآشوريون

مسيحيو العراق متنوعون عرقيا ويتبعون اكثر من عشرة كنائس، لكن اكبر طوائفهم هم الكلدان والآشوريون الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين.

كان عدد المسحيين في العراق قبل الغزو الامريكي عام 2003 مليون ونصف وتراجع عددهم الى اقل من 300 الف في العراق برمته في الوقت الراهن حيث لم يعد لهم وجود تقريبا سوى في اقليم كردستان وعدد محدود في العاصمة بغداد.

وكان هناك حوالي 8 الاف ميسيحي في مدينة الموصل لدى استيلاء داعش عليها و 125 الفا في سهل نينوى. صادر التنظيم جميع ممتلكات ودور عبادة المسيحيين وخيّر من بقي منهم في المدن والقرى التي احتلها ما بين تغيير ديانتهم الى الاسلام او الرحيل فاختاروا الرحيل تاركين ورائهم كنائسهم وممتلكاتهم.

لاجئات ايزيديات
AFP
تعرض الايزيديون لحملات ابادة واسعة

ورغم استعادة جميع البلدات والقرى المسيحية في سهل نينوى من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية، لكن لم يعد سوى عدد قليل منهم الى بيوتهم بسبب الدمار الواسع الذي لحق بهذه القرى جراء المعارك، اذ تشير التقديرات الى ان نسبة الدمار تتجاوز 70 بالمائة.

2-الايزيديون

يقدر عددهم في العالم حاليا باقل من نصف مليون شخص وهم اكراد من الناحية القومية ويتحدثون اللغة الكردية ومن اتباع واحدة من اقدم الديانات التوحيدية في المنطقة، ويتركز وجودهم في سهل نينوى وشيخان وسنجار وسوريا فيما لم يبق منهم سوى 300 شخص في تركيا.

لم يبق واحد منهم في المناطق التي دخلها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقال إنه قتل رجالهم وسبى نساءهم واطفالهم الصغار، باستثناء قلة حملت السلاح ولاذت بجبل سنجار.

3-التركمان

يقدر عدد التركمان في العراق بنحو مليونين ونصف المليون شخص وهم موزعين بين سنة وشيعة.

يقدر عدد التركمان في محافظة نينوى بحولي ربع مليون شخص وكانوا يتركزون في مدينة تلعفر والقرى المحيطة بها.

معظمهم شيعة وفروا منها قبل وصول تنظيم الدولة الاسلامية الى المدينة بينما تولى عدد من التركمان السنة مناصب كبيرة في التنظيم المذكور.

4-الشبك

يعيش الشبك في سهل نينوى الى جانب المسيحيين والايزيديين في بلدات تلكيف وبعشيقة وبرطلة وقراقوش وضواحي مدينة الموصل، ولهم عاداتهم ولغتهم الخاصة ومعظمهم شيعة و الباقي سنة.

يقدر عددهم بحوالي 250 الف شخص، نزح اغلبهم من قراهم ومدنهم و تعرضت مزاراتهم وحسينياتهم الى التدمير. وصلت عشرات عوائل الشبك الى النجف وكربلاء بينما فر الباقون الى اقليم كردستان حيث يعيشون في مخيمات خاصة بهم.