لم تكن جريمة الاعتداء الجنسي أولوية عليا في عمل الشرطة البريطانية كما هي اليوم، ولكن العديد من مرتكبي جرائم الاغتصاب يفلتون من العدالة. &

لندن: تقول المحققة السابقة مارغريت اوليفر إنها لن تنسى ابدًا يوم اعتقلت "شبير" وأفراد عصابته الضالعين بعمليات اغتصاب، وهي تتذكر ان الرجل الذي فتح لها الباب لم يبدُ عليه أي شيء ينم عن انه رجل شرير يستدرج الفتيات الى شباكه، فقد سلم نفسه بهدوء حين اعتقلته الشرطة، بلا ذلك التحدي ورشقات السباب التي اطلقها لاحقًا خلال المحاكمة.&

اوليفر أشارت الى انها عملت مع الكثير من ضحايا اعتداءات جنسية واغتصابات رهيبة ورأت قضايا لا تنتهي بالوصول الى الجاني وإدانته حتى عندما تكون هناك ادلة قوية، وقالت انها لم تعد تتذكر عدد المرات التي نظرت خلالها في عيون مراهقات منكسرات، وتعين عليها ان تقول انها عاجزة عن عمل أي شيء لمساعدتهن، فيما كان المغتصبون الذين دمروا حياتهن على وشك ان يُطلق سراحهم. &

ولكن اعتقال شبير وافراد عصابته كان اختراقاً كبيراً. وتقول اوليفر انها كانت على اقتناع بأن اختراقات مماثلة عديدة ستتبعه. إذ كانت الشرطة قريبة من الكشف عن وباء من الاعتداءات الجنسية على فتيات قاصرات، وهناك عشرات الرجال الذين ارتكبوا اعمال اغتصاب عنيفة ترصدهم الشرطة. &

ثقة الفتيات

وأكدت المحققة السابقة أن هذه النجاحات تدين بالكثير للموارد الضخمة التي تُخصص الآن لملاحقة عصابات الاغتصاب التي تستدرج المراهقات الى شراكها. ولكن الأهم من الموارد ثقة هؤلاء الفتيات التي كسبتها الشرطة بعد عناء، فمن دون هذه الثقة لا يُجدى تكليف حتى 10 آلاف شرطي لملاحقة المتهمين. &

وتعين على الشرطة اقناع الفتيات من ضحايا هذه الاعتداءات بتقديم أدلة جرمية في المحكمة، ولكن طرق الشرطة لم تكن دائمًا ناجحة في كسب قلوب وعقول فتيات بريئات، حين يتعلق الأمر بملاحقة المغتصبين. &

واوضحت اوليفر انها التحقت بسلك الشرطة وهي أم لأربعة أطفال في عام 1997 وامضت سنوات تتعلم كيف تبني الثقة مع الضحايا بوصفها محققة وضابطة ارتباط مع العائلات وتعمل على قضايا قتل كبرى. &

كسر الحواجز

انتقلت اوليفر لاحقًا الى العمل على قضايا الاغتصاب والعنف المنزلي وحماية الأطفال، وهي قضايا كان افراد الشرطة في حي موسلي الفقير في مدينة مانشستر لا يحبون الاضطلاع بها. وكانت اوليفر تستمع الى فتيات جرى تخديرهنّ، بحيث لا يستطعن الحركة قبل اغتصابهن بعنف، ولكن التحقيقات أُغلقت في هذه القضايا، وجرى انذار بضعة اشخاص، ولكن لم توجه تهمة الى أحد. وكانت الضحايا يستغثن&بالشرطة لضمان العدالة، لكن الشرطة كانت تخذلهن، بل ان بعض افراد الشرطة كانوا لا يدخلون بيوت الفتيات، بل يجلسون في سياراتهم بانتظار اوليفر.&

وحذرت اوليفر من انه ما لم تبدأ الشرطة باحترام الفتيات من المناطق الفقيرة فانها لن تكسب ثقتهنّ ابدًا، وقالت انه حين يظهر الجانب الانساني للشرطة فانها تتمكن دائمًا من كسر الحواجز، وهناك الكثير من الأمثلة الساطعة على ضباط شرطة أكفاء يعملون من اسبوع الى آخر بلا كلل، ولكن هناك حاجة الى المزيد من هؤلاء والى قادة يشيعون ثقافة الاصرار على قيم التعاطف والنزاهة والأمانة في التعامل مع الضحايا. &

تختم اوليفر انه ما لم تتمكن الشرطة من التواصل مع الشهود الضعفاء، فإن كل ما يصدر عن الحكومة من بيانات وتصريحات لا يعني شيئًا، وسيواصل المجرمون الافلات من العقاب.&

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/magazine-39924586?ocid=global_bbccom_email_17052017_magazine
& &
&