الجديدة: فتح عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار المغربي (المشارك في الحكومة) ، النقاش حول الهوية السياسية للحزب، مشيرا إلى أن هذا الأخير يوجد على أبواب مرحلة جديدة في تاريخه. واقترح أخنوش في افتتاح المؤتمر السادس للحزب اليوم الجمعة بمركز محمد السادس للمعارض بمدينة الجديدة (جنوب الدار البيضاء) على أعضاء حزبه إمكانية أن "تتمحور مرجعية الحزب حول الديمقراطية الاجتماعية بتموقع وسطي". وقال أخنوش إن هذا النقاش سيكون في صلب اهتمام المؤتمرات الجهوية التي سينظمها الحزب في مختلف مناطق المغرب خلال شهري أكتوبر ونوفمبر ، والتي أشار الى انه &سيحضرها شخصيا للمشاركة في بلورة المرجعية السياسية للحزب.

وحدد أخنوش الأهداف المحورية لهذه المرجعية في "الدفاع عن كرامة المواطن خاصة من خلال توفير فرص الشغل؛ وتشجيع الاقتصاد والاستثمار والمبادرة الذاتية والذكاء الترابي، باعتبارها رافعة أساسية لخلق فرص الشغل؛ وتنويع أنماط الإنتاج خاصة من خلال تشجيع الاقتصاد التضامني والاجتماعي؛ وتعزيز ثقافة التكافل وتقوية القطاع العام"، مضيفا "نريد فتح نقاش موسع من أجل توضيح رؤيتنا، وملاءمتها مع التحديات التي تنتظرنا".

ويأتي تنظيم مؤتمر الحزب بعد زهاء سبعة أشهر من الإعداد المكثف، منذ تولي أخنوش رئاسة الحزب خلال مؤتمر استثنائي عقد في نهاية أكتوبر عقب استقالة رئيسه السابق صلاح الدين مزوار بسبب تراجع نتائج الحزب في الانتخابات التشريعية التي جرت في أكتوبر الماضي . ومنذ تولي أخنوش رئاسة الحزب أحدث رجة تنظيمية عبر قيادة حركة إعادة هيكلة شاملة وعميقة للحزب طاف خلالها مختلف مدن المغرب ليشرف شخصيا على وضع لبنات التنظيم الحزبي الجديد ، وصولا إلى مؤتمره الوطني السادس.&

وعن حصيلة هذه المرحلة، قال أخنوش "رفعنا تحدي إعادة النظر في هيكلة الحزب لأننا التزمنا بالرفع من وتيرة الاشتغال واحترمنا كل المواعيد التي أعلنا عنها في بداية العام"، مشيرا إلى انتخاب منسقي الحزب على مستوى جميع الفروع والمناطق، والذين جرى التعاقد معهم على أساس التزامات محددة من حيث الأهداف والنجاعة في العمل.

وفي سياق الإعداد لمؤتمره الوطني، &أشار أخنوش إلى أن الحزب نظم 112 مؤتمرا خلال شهر واحد، بينها 83 مؤتمرا على صعيد الفروع الحزبية، و12 مؤتمرا على صعيد الجهات المناطق بالنسبة للتنظيمات النسائية، و12 مؤتمر للتنظيمات الشبابية على مستوى المناطق، و5 مؤتمرات للمنظمات الموازية. وأفرزت هذه المؤتمرات ممثلي أعضاء الحزب إلى مؤتمره العام.

وقال أخنوش إن الحزب "أصبحت لديه جاذبية كبيرة" بعد عملية إعادة الهيكلة، مشيرا إلى أن عدد المنخرطين الجدد خلال الأشهر الأربعة الأخيرة بلغ 65 ألف منخرط.&

ورفع أخنوش ، في افتتاح المؤتمر شعار "ومن هنا نبدأ المسار..."، داعيا إلى مواصلة العمل على نفس الوتيرة التي تم بها التحضير للمؤتمر.&

وردد أخنوش خلال كلمته الإفتتاحية عبارات "من هنا يبدأ مسارنا"، و"من هنا يبدأ العمل الجاد"، مكررا قولته الشهيرة "أغاراس أغاراس"، والتي تعني بالأمازيغية "الطريق المستقيم".

وانطلقت أشغال المؤتمر الوطني السادس لحزب التجمع الوطني للأحرار في أجواء احتفالية أضفت عليها التجهيزات الجديدة لمركز محمد السادس للمؤتمرات بالجديدة طابعا خاصا يقطع مع الطابع المتقشف للمؤتمرات الحزبية في المغرب.

وفيما يخص ضيوف المؤتمر، فباستثناء حزب الإستقلال، الذي تغيب قياديوه البارزين عن المؤتمر، حضر الجلسة الإفتتاحية جل قادة الأحزاب المغربية، من بينهم محمد ساجد الأمين العام لحزب الإتحاد الدستوري الحليف الاستراتيجي لحزب التجمع الوطني للأحرار، &والذي يشكل معه فريقا برلمانيا موحدا، بالإضافة إلى نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المشارك في الحكومة، وحبيب المالكي رئيس المجلس الوطني لحزب الإتحاد الإشتراكي ، الذي يعقد بدوره مؤتمره الوطني في نفس اليوم. أما عن حزب العدالة والتنمية، فحضر رئيس الحكومة سعد الدين العثماني مرفوقا بالقياديين لحسن الداودي وعبد القادر عمارة، فيما تغيب الأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران الذي شغلت خصوماته مع أخنوش الإعلام المغربي خلال الأشهر الماضية ، إذ تسببت هذه الخصومات في عرقلة تشكيل الحكومة المغربية لعدة شهور عقب الانتخابات التشريعية في أكتوبر الماضي، ولم تخرج مفاوضات تشكيل الحكومة من عنق الزجتجة إلا بعد إعفاء ابن كيران، &وإسناد مهمة تشكيل الحكومة الجديدة لزميله في حزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني.

ولم يفوت أخنوش الفرصة للتوجه إلى العثماني بعبارات الود ، متمنيا له النجاح في مهامه. وقال أخنوش في هذا الصدد "إننا اليوم نعتز بالتحالف الذي يجمعنا بالأحزاب الصديقة والشريكة والتي نتقاسم معها نفس القناعة بضرورة تطوير العمل المشترك والتنسيق المستمر والتقارب في الرؤى والمواقف لما فيه خير بلادنا".&

وحول سيرورة تشكيل الحكومة الجديدة، &قال أخنوش "سعينا باستماتة لتكون حكومة قوية ومنسجمة وفعالة.. حكومة تجمعنا فيها مصلحة البلاد المجسدة في برنامج حكومي موحد رغم مرجعياتنا المختلفة".

أما على الصعيد الدولي، فعرف المؤتمر حضورا لافتا للأحزاب الشعبية الأوروبية (اليمين الوسطي)، يتصدرها الحزب الشعبي الأوروبي والحزب الشعبي الإسباني والحزب الشعبي البرتغالي. كما حضر قادة العديد من الأحزب الإفريقية منها حزب "كلنا تقدميون" من نيجيريا والحزب الديمقراطي في كوت ديفوار .

وتواصلت أشغال المؤتمر، الذي يشارك فيه 3000 مؤتمر، باجتماع اللجان التنظيمية والسياسية والمالية والقانونية، التي عكفت على دراسة وثائق المؤتمر، خاصة النظام الأساسي الجديد للحزب وبرنامجه. وستقدم الوثائق بعد اعتمادها من طرف اللجان للمؤتمرين قصد المصادقة خلال جلسة عمومية صباح السبت قبل اختتام المؤتمر.

ويرتقب أن يشكل انتخاب أعضاء المجلس الوطني (برلمان الحزب) السبت أبرز لحظات المؤتمر، والذي سيعقد أولى جلساته بعد ظهر السبت لينتخب بدوره أعضاء المكتب التنفيذي للحزب. كما سيصادق المجلس على النظام الداخلي للحزب، ويحسم في تركيبة اللجان الجهوية للتحكيم ولجنة مراقبة مالية الحزب، ولجنة المناصفة (بين الرجال والنساء) وتكافؤ الفرص. وسيصادق المجلس الوطني أيضا على رؤساء المنظمات الموازية التابعة للحزب.

أما بالنسبة للرئيس، فهناك إجماع وسط قياديي الحزب على استمرار أخنوش في هذا المنصب. ولم يتضمن جدول أعمال المؤتمر أي بند يتعلق بانتخاب الرئيس. وأشار قيادي في الحزب إلى أن ذلك ليس ضروريا وليس هناك ما يفرض إجراء انتخاب جديد للرئيس في هذا المؤتمر.