يوصف ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بأنه مهندس العلاقات السعودية - الأميركية، وخاصة أن اجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض في مارس مهد لهذه الزيارة التاريخية، كما أنه أسس أول قناة تواصل بين البلدين.

وشاب العلاقات السعودية- الاميركية توترٌ&في فترة ولاية باراك أوباما، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة بتوقيع الاتفاق "النووي" مع إيران.

يقول سلمان الأنصاري المحلل السياسي ورئيس لجنة العلاقات العامة السعودية - الأميركية «سابراك» أن الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته لأميركا قبل شهرين لم يكتف بتصحيح العلاقة السعودية الأميركية ووضعها في الإطار الصحيح، بل أضاف لها ثقلاً إستراتيجياً وسياسياً واقتصادياً غير مسبوق في تاريخ العلاقة، مشيراً إلى أن أكبر دليل على ذلك إعلان الزيارة الأميركية يعتبر لأول مرة في التاريخ بجعل السعودية أول دولة يزورها رئيس أميركي في أول فترة رئاسته.

ويقول مراقبون إن ولي ولي العهد السعودي خط مع قادة واشنطن المعضلات، وأسس الحل القائم على تحالف عربي إسلامي عريض، استناداً الى رؤية سوياً نحقق النجاح: استقرار المنطقة السبيل إليه وقف تدخلات إيران، ودعمها لأدوات العنف والتخريب. حل القضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية لعام الفين واثنين.

وعقب شهرين من زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن تشكلت ملامح العمل المشترك التاريخي، التمكين لتفاهم وتحالف استراتيجي إسلامي عربي أميركي، يعزز فرص النجاح لبسط الاستقرار كشرط حيوي أيضا لهدف مشترك هو التنمية والرفاه لنفي ظروف استيلاد التطرف.

ويقول برنارد هيكل، الأستاذ الجامعي والخبير في شؤون الشرق الأوسط لقناة "سي أن بي سي"، إن قرار ترمب، بزيارة المملكة العربية السعودية يُعد "نجاحاً كبيراً" لولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان.

وقال أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون، في مقابلة ضمن برنامج سكوك بوكس على "سي أن بي سي" إن "ولي ولي العهد دبر ورتب واتفق على كل هذا".

وأضاف أن "غالبية الدول العربية ستكون هناك، بالإضافة إلى 50 دولة إسلامية على الأقل. وسيقدمون تصريحات كبيرة، كما سوف يلقي الرئيس دونالد ترمب خطاباً جوهرياً، وسيفتتحون مركزاً كبيراً لمكافحة التطرف ودعم الاعتدال الإسلامي".

وقد لعب الأمير محمد بن سلمان دوراً محورياً في جهود المملكة العربية السعودية لبناء اقتصادها بعيداً عن صناعة النفط. كما يحمل على عاتقه المسؤولية الرئيسية عن القطاع العسكري وقطاع الطاقة في المملكة.

وعلى النقيض من المشهد الذي كان سائداً في عهد أوباما، يبدو أن إدارة ترمب تتحرك نحو نهج أميركي تقليدي أكثر في تفضيل السعودية على عدوها الإقليمي إيران.

ويرى الخبير الاستراتيجي والعسكري السعودي اللواء م.أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في جدة "إن الأمير محمد بن سلمان نجح في إصلاح ما أفسده الرئيس السابق باراك أوباما الذي سمح لإيران بلعب دور شرطي المنطقة، غير أن الأمير محمد حقق اختراقاً سريعاً وقلب الطاولة على إيران ومناصريها في أروقة السياسة الأميركية وأثبت لواشنطن وبقية العواصم أن السعودية أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة والغرب عموماً وهي أكثر الدول محاربة للإرهاب".

ووصف عشقي الأمير محمد بن سلمان بأنه مهندس العلاقات السعودية الأميركية مثلما هو مهندس برنامج الرؤية الاقتصادية 2030.

ومن جانبه قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق والخبير السياسي د. محمد آل الزلفة: إن النجاح الذي حققه الأمير محمد بن سلمان في إعادة رسم العلاقة مع واشنطن لا يصب في مصلحة السعودية فقط بل في مصلحة العالم العربي والإسلامي.

مشيراً في هذا الصدد إلى أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة أثمرت عن اصطفاف واشنطن إلى جاب السعودية والعالم الإسلامي في وقف التدخلات الإيرانية في شؤون المنطقة.

أما أستاذ العلاقات الدولية د.أسامة مطرفي فقال عندما استدعي ترمب عدداً من المسؤولين الأميركيين للاستماع لما يقوله ولي ولي العهد، ثم قرار ترمب وقتها أن يكون الغداء الذي أقامه للأمير محمد في الصالة العائلية من البيت الأبيض، «أدركنا وقتها أن الأمير محمد بن سلمان حقق نجاحاً باهراً في وضع أقوى دولة في العالم إلى جانب السعودية وخياراتها الاستراتيجية».