«إيلاف» من نيويورك: أُسدل الستار على الزيارة التاريخية للرئيس الاميركي دونالد ترمب الى المملكة العربية السعودية بعد يومين حافلين شهدا ثلاث&قمم جمعته بقادة الدول العربية والإسلامية.
الرئيس الاميركي الذي قدم الى المنطقة في جولته الخارجية الاولى، اختار الرياض ليؤكد أن السياسات التي اتبعها الرئيس الاسبق باراك اوباما قد انتهت، وان لا مكان لرؤيته ونهجه على خارطة الإدارة الجديدة.

إيران الغائب الحاضر
إيران كانت الغائب الحاضر عن الرياض، فغابت عن المشهد الاميركي الاسلامي الجامع، وحضرت في خطابات الرؤساء بوصفها دولة تعمل على زعزعة الاستقرار ودعم الحركات الارهابية، وصولاً الى وضعها بمصاف داعش.

نجاح للجميع
وبلا أدنى شك، فإن نجاح زيارة الرياض ستعمّ فوائده على المشاركين الرئيسيين، فالسعودية والى جانب الاتفاقيات التي ابرمتها، اثبتت دورها الكبير وتأثيرها في العالم الاسلامي، بعدما تمكنت من استضافة لقاء غير مسبوق على مستوى زعماء الدول الإسلامية والضيف الأميركي.
وبات جليًا ان دول الامارات ومصر والاردن والسعودية، تشكل الأعمدة الرئيسية للتحالف العربي المعتدل من أجل مواجهة التنظيمات الارهابية.

انجازات ترمب
على المقلب الاميركي، شكلت زيارة ترمب ونتائجها محطة جديدة له كي يثبت للشعب الأميركي انه يعمل على تحقيق شعاراته الانتخابية المتعلقة خصوصًا بمحاربة الارهاب والاقتصاد والاستثمارات الضخمة، التي ستؤدي الى خلق آلاف الوظائف الجديدة.
ترمب تمكن ايضًا من قلب صورة، حاول كثيرون تسويقها عن انه معادٍ للمسلمين والعرب، فخرج الرئيس الاميركي ليعلن رسميًا عودة العلاقات المميزة بين واشنطن والدول العربية الإسلامية المعتدلة، وقال بشكل صريح إن خمسة وتسعين بالمئة من ضحايا الارهاب هم مسلمون.

والد كومي يسرق الاضواء
وعلى الرغم من النجاحات التي حققها ترمب في محطته الاولى، استمرت معظم وسائل الإعلام الأميركية بالعزف على وتر التحقيقات الروسية، وفي الوقت الذي كان ترمب يعقد الاتفاقيات الضخمة ويخاطب العالم الاسلامي، كانت تصريحات والد جيمس كومي المدير السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي&الذي طرده ترمب من منصبه تتصدر كبريات الصحف الأميركية، كما خرجت وسائل اعلامية أخرى لترسم سيناريو تولي نائب ترمب، مايك بينس، الرئاسة وتستعرض المرشحين لمنصب نائب الرئيس.

أموال النووي
وتشير أجواء العاصمة واشنطن، الى ان الحملة ستستمر على ترمب في الايام القادمة رغم كل النجاحات التي حققها وسيحققها& بالجولة الخارجية الاولى، فإيران التي لن يكون بمقدورها مقارعة التحالف العربي الاميركي، الذي ولد في الساعات الأخيرة في الشرق الأوسط، ستعمد الى توظيف الاموال التي حصلت عليها من خلال الاتفاق النووي، في سبيل تمويل حملات إعلامية ضخمة بالداخل الاميركي لزيادة ضغط المعارضة على ترمب، وارباك إدارته أكثر فأكثر عبر زجها في مستنقعات داخلية يمنع عنها لعب دور مؤثر حيال القضايا الخارجية.