«إيلاف» من عدن: توافدت جماهير محافظات جنوب اليمن& ( لحج – ابين – الضالع – شبوة – حضرموت – المهرة وسقطرى ) الى مدينة عدن في اكبر تظاهرة شعبية جنوبية، بعد ايام قلائل من اشهار المجلس الانتقالي في الجنوب كحامل سياسي وممثل للشعب الجنوبي داخليًا وخارجياً.

ورفع&المتظاهرون& شعارات مطالبة باستقلال جنوب اليمن عن شماله، وحق تقرير المصير لشعب الجنوب .

وتأتي هذه التظاهرات الجنوبية بعد نحو ربع قرن من الزمن على الوحدة الاندماجية بين الجمهورية العربية اليمنية&(الشمال) وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب)، ليشكلا الجمهورية اليمنية&عام 1990م .

غير انه لم تمضِ&الا اربع سنوات حتى نشبت خلافات حادة بين الشمال والجنوب، الامر الذي جعل الشمال يستخدم قوته العسكرية وسلطات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في اخضاع الجنوب بالقوة العسكرية في حرب عام 1994م .

ورغم سيطرة الشمال تلك الا ان الجنوبيين ظلوا يرفضون ما اسموه ( الضم والإلحاق ) وتفجرت عدة ثورات وانتفاضات شعبية، كان اهمها ثورة الحراك الجنوبي التي انطلقت في عام 2007م.

واستطاع الجنوب العام الماضي وبمساعدة دول التحالف العربي هزيمة الغزو الذي شنته قوات الشمال المتمثلة في قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح وقوات الحوثي.

جنوب جديد&

جددت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي شكرها وتقديرها لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على مواقفهم الشجاعة ودعمهم المستمر لإنقاذ الجنوب&من أطماع ومخططات إيران وقوى الهيمنة والفساد بكافة اشكالها وانتماءاتها.

وأكد البيان الصادر عن هيئة رئاسة المجلس، الذي تلي في ختام التظاهرة الحاشدة – اطلعت «إيلاف» على صورة منه – " أن& الجنوب اليوم هو جنوب جديد لكل أبنائه وبكل أبنائه، وأن شعبنا الصامد قد أختار طريقه ومصيره، وعلى العالم الوقوف الى جانبه بكل وضوح وشفافية، ومساعدته في تحقيق استقلاله وطناً ودولة وهوية وإرساء ركائز ومداميك دولته الفيدرالية الجنوبية".
وأشار البيان& الى انه ومنذُ إعلان هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي في الـ 11 من مايو الجاري، قد بات للجنوب وقضيته الوطنية العادلة ممثلٌ سياسيٌّ &داخلياً وخارجياً استمد شرعيته من إرادة شعبية جمعية يحتشد شعب الجنوب، وان&هذه المليونية& في العاصمة عدن لتأكيد رمزيتها المؤيدة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وشدد& المجلس الانتقالي الجنوبي على "التزامه بأهداف ثورة شعب الجنوب العربي ومقاومته الوطنية المتمثلة في استكمال مهام التحرير والاستقلال وبناء دولته الفدرالية المستقلة كاملة السيادة".

شراكة في مكافحة الارهاب&
لفت بيان المجلس الانتقالي& الى أن& أمن الجنوب يشكل الجزء الأهم في منظومة الأمن والاستقرار الاستراتيجي لدول المنطقة والعالم، ولذلك فهو جزء لا يتجزأ من التحالف العربي،& وشريك معه في الوجود والمصير والتصدي لكل المخاطر المحدقة بالمنطقة، وفي مقدمتها المشروع الإيراني العدواني التوسعي وأدواته المحلية.
&وأكد البيان&ان الجنوب اصبح شريكاً أساسيًا أيضا في مكافحة الارهاب والتطرف واجتثاثه بكافة أشكاله وأنواعه ومصادره، مثمنًا& في& هذا السياق هيئة& الدور المتميز لدولة الإمارات العربية المتحدة في تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الارهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات الجنوب كافة.

شرعية الرئيس هادي&

نفى البيان ان يكون المجلس الانتقالي الجنوبي& بأي حال من الأحوال فعلاً أو رد فعل يستهدف شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
ونوه الى& أن المجلس الانتقالي الجنوبي استحقاق وطني جنوبي أملته ضرورة أن تكون&للجنوب قيادة وطنية واحدة تمثل إرادة شعبه وقضيته، بعد سنوات شهدت تزييف تلك الإرادة بأساليب عديدة.

&فشل الرهان&

قال القيادي في الحراك الجنوبي& احمد الربيزي إن شعب الجنوب اعلن& في هذه المليونية فشل المراهنون بأن الحراك الجنوبي ومقاومته الباسلة انحسر وجودهما&وانتهى تأثيرهما& الشعبي، واثبت&شعب الجنوب للعالم ان لديه قضية بذل في سبيلها دماء غالية لا يمكن ان تذهب هدرًا، كما لا يضع أي اعتبار لما دونها من أهمية الا في ما يخدمها.

وأضاف الربيزي في حديثه لـ ( إيلاف )&بأن&الرسالة& السياسية لمتظاهري الجنوب في عدن& تكشف عن شعب& ثائر يفرض الإرادة الشعبية باعتبارها شرعية ثورية منحها وسيدافع عنها لقيادة موحدة أجمع عليها، هي قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة اللواء عيدروس الزبيدي”.

تفويض شعبي&

يرى الربيزي "ان أهمية هذه المليونية تكمن&في اعتبارها&فعلاً ثوريًا تصعيديًا يعطي دلالة على مواصلة الثورة السلمية الجنوبية، ولكونها أولى الفعاليات التي دعا&اليها المجلس الانتقالي الجنوبي وتعد تأكيدًا للتفويض الشعبي للقائد "الزبيدي" وترحيباً وتأييدًا لإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الأعلى، مشيرًا الى ان " للمليونية& أهميتها الإقليمية لما تشهده المنطقة من تحركات سياسية غير عادية منها الحديث عن جولة تفاوض جديدة بين الشرعية والانقلابيين، يراد لها تهميش الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية والتغاضي عن المعطيات التي أفرزتها نتائج حرب الغزو على الجنوب والانتصارات الجنوبية، التي يراد آخرون استثمارها لأجندتهم الحزبية المعادية لشعبنا".

الشرعية الثورية&

وأكد الربيزي " ان المجلس الانتقالي الجنوبي صار اليوم يمتلك الشرعية الثورية والشعبية التي منحها له شعب الجنوب، ولا شك انه سيذهب الى تنفيذ مطالب الشعب&الذي يناضل منذ ما يقارب ربع قرن منذ احتلال ارضه في الغزو الأول عام 94م".
واختتم بقوله إن المجلس الانتقالي لديه مهام غير عادية في هذه المرحلة البالغة التعقيد،&متوقعًا بان لدى المجلس& الكثير من المهام العاجلة التي سيفرضها على أرض الواقع كاستحقاق ثوري.

استفتاء شعبي&

اعتبر& القيادي في الحراك الجنوبي الشيخ لحمر علي الاسود، ان التظاهرة المليونية في عدن& بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

وأضاف الشيخ الاحمر في حديثه لـ ( إيلاف ) قائلا : " المليونية هي استفتاء شعبي من قبل شعب الجنوب العربي على& دعم المجلس الجنوبي& الانتقالي& وإغلاق الطرق على&بعض المكونات والأحزاب والشخصيات المفرخة&من اطراف الاحتلال، وتركها& تغني على&ليلاها،&وأيضا هي مهمة سياسية وأمنية تصل الى&العالم والى&من يهمه الامر في& هذا الكون اننا&شعب&عربي&لا نخون العهود ولا نخرق المعاهدات،&وأننا جزء& من الوطن العربي وسنظل& دولة&من ضمن الحظيرة العربية يسودها العدل والمساواة&ومحاربة الارهاب بكل اشكاله وألوانه، كما اننا& جزء لا يتجزأ من& الجغرافيا& السياسية والأمنية لحماية الامن القومي العربي".&

استعادة الدولة&

ولفت الاحمر الى أن&هذه المليونية أتت في ظل المتغيرات الاقليمية والدولية، في ظل التدخلات الفارسية والتي تعتمد على&حليفها "اليمني" المتمثل&في قوات صالح والحوثي .

واختتم& الاحمر بالإشارة الى ان شعب الجنوب هو من يضحي الآن& في جبهات القتال&من خلال المقاومة الجنوبية لهزيمة المشروع الايراني التوسعي في المنطقة، داعيًا دول العالم وفي مقدمتها دول الخليج العربي الى تفهم آمال وتطلعات الجنوبيين في استعادة دولتهم وهزيمة المشروع الانقلابي المدعوم ايرانيًا.&