«إيلاف» من الرياض: لا تزال قمة الرياض وحتى الساعة تواصل عملها وسط احتفاء متجدد، شهدت فيه السعودية حراكًا دبلوماسيًا نشطًا، واتفاقات حيوية ضخمة بعد أن أتت القمم الثلاث برؤية واحدة تهدف الى تأكيد الإلتزام والتعاون السياسي نحو الأمن العالمي .

وبعد زيارة تاريخية قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في أولى جولاته الدولية، والتي اختار أن تكون الرياض وجهته الأولى، شهد الاجتماع توقيع الرؤية الاستراتيجية المشتركة بين البلدين، والتي تمثلت في 30 اتفاقية بمختلف المجالات، العسكرية والتجارية والطاقة والبتروكيماويات بلغت قيمتها 280 مليار دولار.

كما تصدر ملف الإرهاب قائمة الموضوعات المطروحة على طاولة القمة، بعد اتساع رقعة الارهاب مؤخراً على مستوى العالم، وشمل النقاش طرح قضايا عالمية وعربية عالقة، كان أهمها التمدد الإيراني وخطورة هذا المد على المنطقة العربية.

العهد الأوبامي...&فتور سياسي واقتصادي بين البلدين

وينظر المثقفون والمحللون الى هذه القمة نظرة تفاؤل وأمل لعودة العلاقة بين الرياض وواشنطن، ومعالجة الأزمات السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، ووضعهم لنتائج قمة الرياض في مقارنة بينها وبين الفترة التي أفسد فيها باراك أوباما العلاقة بين البلدين، هذا ما صرح به الخبير الاستراتيجي والأمني أحمد الشهري لــ(إيلاف)&قائلاً: « إن الشريك الأميركي وعلى مدى ثمانية أعوام مضت في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما أساء الى العلاقة العريقة&بين البلدين، حين سمح للكونغرس الأميركي في التهديد بفك عرى الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي تمثلت في السعي الى سن قانون يحظر بيع الأسلحة الى السعودية، الى جانب تحميل المملكة المسؤولية عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .

أوباما ركز شوكة إيران .. والقمة تكسرها&

وأضاف& الشهري: « إن هذا الاختلال في التوازنات بين العلاقات لم يقتصر على السعودية فقط، بل طال العالمين العربي والإسلامي، حين سمح للدب الروسي بالإمتداد غير العادل في سوريا، واعلان تقاربه فعليًا مع الحكومة الايرانية وتقوية شوكتها في العراق وسوريا، ورفع العقوبات عنها بشأن الاتفاق النووي، كان ذلك سببًا في اختلال العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية والشرق الأوسط».

قمة الرياض ..شراكة القرن&

وأشار الشهري الى « أن السعودية وعبر هذه القمة بدأت ترسم استراتيجية جديدة تستند الى الاعتماد على امكاناتها الذاتية وبناء تحالفات اقليمية ودولية من أجل الحفاظ على أمنها وتحقيق سياستها في المنطقة لمواجهة ما تراه مدًا ايرانيًا في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ومنع ايران من استغلال الاتفاق النووي لتحقيق منافع في الصراع على قيادة الاقليم مع المملكة».

وأكد «أن الدولة السعودية لاتزال سباقة للم شمل الصف العربي والعمل دائبة من أجل تحقيق مشروع التضامن الإسلامي المنشود، لذا فإن توجيه الملك سلمان عدة دعوات لقادات الدول المشاركة في قمة الرياض كانت خطوة واثقة من شأنها دفع عجلة العمل العالمي والعربي والاسلامي المشترك الى الأمام».

وأضاف: « إن الرئيس الأميركي قد اختصر المسافات عندما أكد في خطاب سابق له في البيت الأبيض أن ايران الراعي الأول للإرهاب في المنطقة،& واليوم وبعد هذه الشراكة التاريخية ضد الإرهاب وتمدده، حان الوقت لتقليم أظافرها وتقليص هذا الامتداد وخفض صوت القلاقل التي تثيرها ايران في المنطقة ».

واختتم الشهري حديثه مؤكدًا أن لهذا المؤتمر مدلولات ومضامين تدل على مرحلة النضج التام في العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية،& كما تشكل رسائل صارمة للمدرجين على لوائح الإرهاب بأن المنطقة واعتبارًا من توقيع الاتفاقيات العسكرية بين واشنطن والرياض يوم امس السبت أصبحت منطقة نفوذ أميركي، ولايجوز الاقتراب منها .

كما اظهرت انطباعات الرئيس الاميركي ترمب&نجاح ادارة هذا المؤتمر، اذ تجلى ذلك في خطابه الذي اشاد فيه بجهود مركز مكافحة الارهاب، مؤكدًا على ضرورة مواجهة خطره جماعيًا، حيث قال « أدعوكم للعمل معًا واذا وحدنا صفوفنا لن نفشل ابدًا»، وهي الرسالة التي ارادت القمة تعزيزها منذ اعلان انطلاقها.&

تجدر الإشارة الى أن العلاقات الأميركية السعودية عمرها أكثر من 70 عامًا، وشهدت الكثير من التوافقات والتوترات، حيث مرت ثماني سنوات عجاف فى ظل وجود الإدارة الأميركية السابقة بقيادة باراك أوباما، وكانت العلاقات بين البلدين باردة، ولكن الآن بزيارة الرئيس الأميركي&دونالد ترمب تأخذ العلاقات السعودية الأميركية منحى جديداً، خاصة بعدما تصدرت ملفات عديدة المفاوضات السعودية الأميركية فى القمة التى عقدت بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والرئيس الأميركي&دونالد ترمب، منها الاستثمارات المشتركة والتعاون العسكري&بين البلدين.