إيلاف من لندن: حذرت منظمة اليونيسيف اليوم من خطر تعرض 3.5 ملايين عراقي لخطر التجنيد من قبل الجماعات المسلحة نظرا إلى افتقارهم إلى التعليم ما يتسبب بضياع جيل بكامله من أطفال البلاد منوهة بأنّها ناشدت الجهات المانحة للتبرع بـ 32 مليون دولار أميركي لتمويل برامجها في دعم التعليم في العراق خلال عام 2017 لكنها لم تتلق سوى نصف التمويل المطلوب.&

وقالت المنظمة التابعة للامم المتحدة في بيان صحافي اليوم تسلمته "إيلاف" الاثنين ان ملايين الاطفال العراقيين يفتقرون إلى التعليم وهو ما يجعلهم عرضة للتجنيد من قبل الجماعات المسلحة موضحة أن مستقبل وأمن العراق الاقتصادي وازدهاره يعتمد على زيادة حجم الاستثمار في التعليم اليوم".&

وأشارت إلى أنه "على الرغم من أن الاستثمار في قطاع التعليم في العراق مكلفٌ إلا أن عدم القيام بذلك سيكلف الأمة أكثر بكثير في المستقبل".

وأضافت أن في دراسة "كلفة ومنافع التعليم في العراق" الذي أطلقته وزارة التربية العراقية اليوم بدعم من اليونيسف، قُدِرت الخسائر الاقتصادية نتيجة الهدر الكبير للأموال بسبب الأجور المهدورة جراء التسرب من المدارس في العام الدراسي 2014-2015 فقط بحوالى مليار دولار أميركي.

وحذرت اليونيسيف من أن "شحة الاستثمار والموارد في التعليم تهدد مستقبل ملايين الأطفال العراقيين حيث يفتقر 3.5 ملايين طفل عراقي في سن الدراسة إلى التعليم ما يعني أنهم يصبحون أكثر عرضةً للزواج المبكر وعمالة الأطفال والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة".

ضياع جيل كامل من الأطفال&

وأشارت إلى أن "نصف الأبنية المدرسية في العراق بحاجة إلى إصلاحات عاجلة موضحة انه فيما يتسرب الأطفال من المدرسة يرسب آخرون في مراحلهم الدراسية مشيرة إلى أنّ انخفاض معدلات التحصيل التعليمي للأطفال اليوم يعني وظائف بأجور منخفضة في المستقبل.

وقال غيرت كابيليري المدير الإقليمي لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "يعاني أطفال العراق من فترات صراع طال أمدها ومن دون فرص متساوية في الحصول على التعليم الجيد يصبح الأطفال عرضةً للخطر ونحن نتحدث عن ضياع جيل كامل من الأطفال".

وبين "إن الاستثمار في التعليم يفي بحقٍ أساسي من حقوق الإنسان لكل بنت وولد وضروري لتنمية وتقدم البلاد وهو أفضل دواء ممكن ضد التطرف".

1 من كل 5 اطفال تسربوا من الدراسة

واشار تقرير مصاحب لليونيسف عن "فقر الأطفال في العراق" إلى أن واحداً من بين كل خمسة أطفال فقراء قد تسرب من التعليم قبل إتمام الدراسة الابتدائية وذلك لأسباب اقتصادية.&

وقالت المنظمة إن الأطفال هم أكثر من يعاني من استمرار الصراع والنزوح في العراق حيث تعاني نحو 40 في المئة من الأسر النازحة من الفقر ونحو نصف الأطفال النازحين في العراق هم خارج المدرسة أما الأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تضررت بشدة جراء أعمال العنف في العراق فأكثر من 90 في المئة منهم لا يرتادون المدرسة.

ويقول كابيليري "يجب أن تتوافر لدى جميع أطفال العراق الموارد التي يحتاجونها لتحقيق إمكاناتهم التعليمية، سواء كان ذلك يعني صفوفا دراسية جديدة أو برامج التعليم المسرع أو معلمين مهرة أو مستلزمات مدرسية".

وناشدت اليونيسف الجهات المانحة للتبرع بما مقداره 32 مليون دولار أميركي لتمويل برامجها في دعم التعليم في العراق خلال عام 2017 لكنها لم تتلق سوى نصف التمويل المطلوب.