نصر المجالي: سحبت سفراءها من خمس دول ثم تراجعت عن القرار أم أنها لم تسحب ؟&تم اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية "المحصّنة" لنشر تصريحات مزعومة للأمير أم أن التصريحات صحيحة ؟&وتساؤلات كثيرة تطرح نفسها بقوة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية عمّا&صدر من الدوحة، وهل سارعت أطراف فاعلة لـ"لملمة" الوضع حفاظًا على وحدة الموقف الخليجي أم لا ؟.&

غداة ما قالته قطر من أن موقع وكالة أنبائها الرسمية تم اختراقه، حيث نشرت عليه تصريحات "مزعومة" للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعلنت قناة (الجزيرة) عبر موقعها الرسمي، أن هيئة تنظيم الاتصالات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حظرت الدخول إلى الموقع الإلكتروني لقناة "الجزيرة".

وأشارت الهيئة إلى أن التنويه الذي سيظهر للمستخدمين من داخل الإمارات هو أن محتوى موقع "الجزيرة" تم تصنيفه ضمن المحتويات المحظورة، التي لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية.

كما قالت قنوات وصحف سعودية، اليوم الأربعاء، كذلك إن الهيئات المختصة قررت حجب موقع "الجزيرة" ومواقع الصحف القطرية داخل المملكة، بسبب تصريحات أمير قطر مساء الثلاثاء، بحسب ما نشره موقع "العربية" وصحيفتا&"الوطن" و"سبق" السعوديتان.

&

&

سحب سفراء&

وتزامنًا، ثار جدل حول ما إذا سحبت دولة قطر سفراءها أو أنها تراجعت عن القرار في آخر لحظة، والدولة المعنية بسحب السفراء منها هي المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والكويت والإمارات بعد تصريحات الشيخ تميم أمير قطر، التي شدد فيها على أن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة قوية ومتينة، رغم ما سمّاه بالتوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، معتبراً أن هذا الوضع لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي.

وكانت وكالة الأنباء القطرية (الرسمية) أعلنت أن قطر طلبت سحب سفرائها&من 5 بلدان عربية، هي: السعودية ومصر والكويت والبحرين والإمارات، لتعود بعدها وتفيد بأن الموقع تعرض للقرصنة. في حين قال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إنه: "لم يقل سحب أو طرد السفراء، وإن تصريحه أخرج من سياقه".

تضارب&

وجاء هذا التضارب على خلفية تصريحات للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، الثلاثاء، خلال مراسم&تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال، والتي نقلتها الوكالة الرسمية أيضاً، وقالت إن موقع الوكالة تعرض لـ(القرصنة).

ورغم الإعلان القطري عن حكاية (القرصنة)، إلا أن وسائل إعلام خليجية وعربية نشرت التصريحات المنسوبة للأمير تميم، الأمر الذي يشي بتجدد التوتر بين قطر وبعض جيرانها.

وقال مكتب الاتصال الحكومي في قطر إن "موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن، وتم نسب تصريح مفبرك لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى".

صدع العلاقات

وشهدت العلاقات بين قطر ودول الخليج العربية الأخرى صدعًا استمر ثمانية أشهر في 2014 بسبب دعم قطر المزعوم لجماعة الإخوان المسلمين.

وذكر التقرير، المنسوب للشيخ تميم على موقع الوكالة، الذي قالت قطر إنه تعرض للاختراق، أن أمير البلاد انتقد في حديث خلال مراسم تخريج دفعة من المجندين تجدد التوترات مع إيران.

وقال متحدث باسم الحكومة لـ(رويترز) إن الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية، لكنه لم يدلِ بأي حديث أو تصريحات.

شكوى علنية&

جاء ذلك بعد أربعة أيام من شكوى قطر علنًا من أنها كانت هدفاً لسيل من الانتقادات المنسقة من جانب أطراف غير معروفة قبيل زيارة ترمب تزعم أن الدوحة تدعم جماعات إرهابية في الشرق الأوسط.

والتقى ترمب &الشيخ تميم وزعماء مجلس التعاون الخليجي الآخرين، كما التقاه في القمة الاسلامية العربية الأميركية يومي السبت والأحد الماضيين.

وكان الجدل حول جماعة الإخوان المسلمين، أكثر الجماعات الإسلامية نفوذًا في العالم، في قلب الخلاف بين دول الخليج العربية في 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة.

وعاد السفراء بعدما قالت قطر إنها لن تسمح لجماعة الإخوان المسلمين باستغلالها لأنشطتها.

التصريحات المنسوبة

وإلى ذلك، فإن أمير قطر شدد في "التصريحات المنسوبة له" خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من مجندي الخدمة الوطنية في ميدان معسكر الشمال، على أن علاقة بلاده مع الولايات المتحدة قوية ومتينة، رغم ما سمّاه بالتوجهات غير الإيجابية للإدارة الأميركية الحالية، معتبراً أن هذا الوضع لن يستمر بسبب التحقيقات العدلية تجاه مخالفات وتجاوزات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

ومن التصريحات التي نقلتها الوكالة القطرية، قوله: "لا يحق لأحد أن يتهمنا بالإرهاب، لأنه صنف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، أو رفض دور المقاومة عند حماس وحزب الله".

وأكد الشيخ تميم على أن قطر نجحت في بناء علاقات قوية مع أميركا و إيران في وقت واحد، نظراً لما تمثله إيران من ثقل إقليمي و إسلامي لا يمكن تجاهله، وليس من الحكمة التصعيد معها، خاصة أنها قوة كبرى تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها، وهو ما تحرص عليه قطر من أجل استقرار الدول المجاورة.

مراجعة موقف

وطالب أمير دولة قطر كلاً من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين إلى "مراجعة موقفهم المناهض لقطر"، ووقف "سيل الحملات والاتهامات المتكررة التي لا تخدم العلاقات والمصالح المشتركة"، مؤكداً أن قطر لا تتدخل بشؤون أي دولة مهما حرمت شعبها من حريته وحقوقه.

وأشار تميم بن حمد إلى أن "قاعدة العديد مع أنها تمثل حصانة لقطر من أطماع بعض الدول المجاورة، إلا أنها هي الفرصة الوحيدة لأميركا لامتلاك النفوذ العسكري بالمنطقة، في تشابك للمصالح يفوق قدرة أي إدارة على تغييره".

وخلص الشيخ تميم إلى القول إن قطر تود المساهمة في تحقيق السلام العادل بين حماس الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وإسرائيل، بحكم التواصل المستمر مع الطرفين، فليس لقطر أعداء بحكم سياستها المرنة.

&