غزة: اعدمت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة الخميس ثلاثة فلسطينيين دينوا باغتيال القيادي في الحركة مازن فقهاء، المعتقل السابق في السجون الاسرائيلية والذي أثار مقتله صدمة في القطاع.

وافاد مراسلو فرانس برس الذين كانوا حاضرين لدى تنفيذ حكم الاعدام ان فلسطينيين اثنين اعدما شنقا، بينما اعدم الثالث رميا بالرصاص امام اكثر من 2500 شخص، بينهم مئة صحافي تمت دعوتهم لمشاهدة تنفيذ الاحكام.

وكان رئيس هيئة القضاء العسكرية يتلو لائحة الاتهامات الموجهة لكل مدان قبل اعدامه.

ونقل الثلاثة الى الساحة المخصصة للاعدام وسط مقر قيادة الشرطة غرب مدينة غزة واحدا تلو اخر في سيارة نقل السجناء على وقع هتافات تشيد بعملية الاعدام.

واكد رئيس هيئة القضاء ان المدان الرئيسي اشرف ابو ليلة (38عاما) هو المنفذ المباشر لاغتيال القيادي مازن فقهاء.

المقاومة ستنتصر عليكم

وقبيل تنفيذ حكم الاعدام بحقه قال المدان الثاني هشام العالول (44عاما) وهو من سكان منطقة الصبرة جنوب غرب مدينة غزة "انصح اي شخص تعاون مع المخابرات الاسرائيلية باخذ الفرصة الاخيرة ليسلم نفسه".

واضاف العالول الذي كان يرتدي اللباس الاحمر المخصص للاعدام "اقول للمخابرات الاسرائيلية انتم ورطتموني، المقاومة ستنتصر عليكم، وانا اخطأت واعتذر للشعب الفلسطيني ولاهلي".

واتهم العالول ب"تنفيذ مهام رصد تسببت باستهداف الجيش الاسرائيلي لمقرات للمقاومة واغتيال شخصيات مقاومة" مثل الشيخ احمد ياسين مؤسس حماس الذي اغتالته اسرائيل في 2004، وخالد الدحدوح القائد العسكري في حركة الجهاد الاسلامي الذي اغتيل في 2006 والقيادي في حركة فتح مسعود عياد الذي اغتالته اسرائيل في 2001.

اما المدان الثالث عبد الله النشار (38عاما) الذي كان يعمل في حرس الرئيس محمود عباس وفق ما اعلن رئيس هيئة القضاء، فاعدم من قبل سبعة رجال شرطة اطلقوا عليه النار مباشرة بعدما تم ربطه بسارية اسمنتية وضعت خلفها اكياس رمل، من بعد امتار عدة.

وعبرت الحاجة حنان الدحدوح (75عاما) وهي والدة خالد الدحدوح وقد حضرت عملية الاعدام عن فرحها باعدام المدانين الثلاثة وقالت بصوت مرتفع "الموت للعملاء وستنتصر المقاومة".

وفي بيان تلي خلال تنفيذ الاعدام قال القضاء العسكري انه "يعطي فرصة اخيرة لمن اراد التوبة من هذا العار (التعاون مع اسرائيل) بالاعفاء من العقوبة اذا بادر بتسليم نفسه". 

وسمحت الشرطة بدخول مئات المواطنين من فئات عمرية مختلفة كانوا تجمعوا قرب بوابة مقر قيادة الشرطة.

والى جانب ممثلي الفصائل حضر عملية الاعدام عدد من قادة حماس بينهم محمود الزهار وقادة الاجهزة الامنية وخصوصا اللواء توفيق ابو نعيم المسؤول الاول لوزارة الداخلية التابعة لحماس.

وتم اغلاق كل الشوارع المؤدية الى موقع الاعدام، وانتشر عشرات من رجال الامن في الشوارع.

وحكم بالاعدام المدانون الثلاثة خلال مثولهم الاسبوع الماضي امام محكمة "الميدان العسكرية" وهي محكمة خاصة تعتبر احكامها واجبة النفاذ ولا تقبل الاستئناف وفق القوانين "الثورية الفلسطينية".

واغتيل فقهاء في 24 آذار/مارس عندما أطلق عليه مجهولون أربع رصاصات قرب منزله في مدينة غزة. وتوعدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "بالثأر".

وفقهاء اسير محرر من الضفة الغربية المحتلة، ابعدته اسرائيل الى غزة لدى الافراج عنه ضمن صفقة تبادل في 2011.

ويعاقب القانون الفلسطيني بالاعدام جرائم التعامل مع اسرائيل والقتل والاتجار بالمخدرات على أن يصادق الرئيس الفلسطيني على هذه الاحكام.

لكن حماس لا تعترف بشرعية الرئيس محمود عباس وتعتبر ان ولايته انتهت العام 2009.