إيلاف - متابعة: قتل الجمعة 28 شخصا على الاقل، بينهم عدد كبير من الاطفال، في هجوم شنه مسلحون على حافلة كانت تقل اقباطا لزيارة دير في المنيا في جنوب القاهرة، بحسب ما افاد مسؤولون.

وقال محافظ المنيا عصام البديوي للتلفزيون الرسمي ان مسلحين فتحوا النار على حافلة تقل اقباطا كانوا في طريقهم لزيارة دير الانبا صموئيل بالمنيا (قرابة 250 كلم جنوب القاهرة) قبل ان يلوذوا بالفرار.

واضاف ان المسلحين "استخدموا أسلحة آلية".

وقال وزير الصحة المصري احمد عماد الدين للتلفزيون الرسمي ان حصيلة ضحايا الهجوم ارتفعت الى "28 شخصا" وان" 13 مصابا خرجوا من المستشفيات".

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة خالد مجاهد اعلن في وقت سابق مقتل 26 شخصا مضيفا ان عدد الجرحى 25 شخصا.

وقال مستشار وزير الصحة المصري للرعاية العاجلة شريف وديع للتلفزيون الرسمي ان هناك "عددا كبيرا من الاطفال" بين الضحايا.

واكد البديوي ان الشرطة تمشط المنطقة التي وقع فيها الهجوم، واقامت حواجز امنية بحثا عن المهاجمين.

وقالت وزارة الداخلية في بيان ان "مجهولين يستقلون ثلاث سيارات رباعية الدفع اطلقوا النيران بشكل عشوائي" على حافلة الاقباط.

واضافت ان الهجوم وقع "على طريق صحراوية فرعية" تؤدي الى دير الانبا صموئيل، مشيرة الى انها تكثف جهودها لضبط الجناة.

وطالبت الكنيسة القبطية في بيان نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك السلطات ب"اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في الام العديد من المصريين".

واكدت الكنيسة مواساتها ل"كل الاسر المجروحة وتألمها مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي اثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه".

تكرار الاعتداءات

ويأتي الهجوم بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءين ضد كنيستين قبطيتين اوقعا 45 قتيلا وتبناهما تنظيم الدولة الاسلامية.

وخلال الشهور الاخيرة توعد تنظيم الدولة الاسلامية، الذي تبنى كذلك هجوما على كنيسة قبطية في القاهرة اوقع 29 قتيلا في كانون الاول/ديسمبر الماضي، بمضاعفة الهجمات على الاقلية القبطية في مصر التي تمثل 10% من قرابة 90 مليون نسمة هم عدد سكان مصر.

ودان رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل "الحادث الارهابي الغادر".

واكد بيان صادر عن مكتب اسماعيل انه "اجرى عدة اتصاﻻت تليفونية بمجموعة من الوزراء المعنيين لمتابعة تداعيات الحادث واﻻطمئنان على توافر كافة اوجه الرعاية الطبية للمصابين ونقلهم الى المستشفيات المختلفة".

اكد رئيس الوزراء "جبن وخسة تلك اﻻعمال اﻻرهابية والتى تستهدف النيل من امن واستقرار الوطن".

وشدد على ان "هذه الاعتداءات تستهدف شق النسيج الوطنى" وعلى "عزم الدولة حكومة وشعبا على التصدي بكل قوة لتلك اﻻفكار واﻻعمال اﻻرهابية والقضاء عليها جنبا الى جنب مع اﻻستمرار فى عمليات البناء والتنمية".

ويشكل الاقباط المصريون اكبر طائفة مسيحية في الشرق الاوسط وواحدة من اقدمها في بلد غالبية سكانه من المسلمين السنة.

ويتمركز الفرع المصري من تنظيم الدولة الاسلامية في شمال سيناء ويهاجم بانتظام قوات الجيش والشرطة في هذه المنطقة.

كما قام التنظيم بهجمات استهدفت الاقباط في شمال سيناء ما دفع عشرات الاسر المسيحية الى النزوح.

ويأتي اعتداء الجمعة كذلك بعد زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس الى مصر للاعراب عن تضامنه مع المسيحيين المصريين.

وخلال هذه الزيارة التي تمت في نهاية نيسان/ابريل ، زار الحبر الاعظم الكنيسة التي تعرضت لاعتداء في 11 كانون الاول/ديسمبر الماضي والملاصقة لمقر بطريركية الاقباط الارثوذكس في قلب القاهرة.

خطاب تحريضي

واعلنت السلطات المصرية انها حددت هوية منفذي الهجومين على كنيستي الاسكندرية وطنطا مؤكدة انهم ينتمون الى خلية ارهابية في جنوب مصر وعرضت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى توقيفهما.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ان التنظيمات "الارهابية" تحاول "بث الفرقة" بين المصريين من خلال مهاجمة الاقباط.

وادى الاعتداءان على كنيسة مار جرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الاسكندرية، واللذان وقعا اثناء الاحتفال بأحد الشعانين، الى تزايد القلق لدى الاقباط المصريين الذين بات لديهم شعور بانهم مستهدفون.

وما يزيد من قلق الأقباط المصريين استمرار الخطاب "التحريضي" ضدهم خصوصا من قبل قيادات التيار السلفي، رغم دعوة السيسي المتكررة الى "تجديد الخطاب الديني".

ومنعت وزارة الاوقاف الاسلامية في مصر في 11 ايار/مايو الجاري الشيخ سالم عبد الجليل الذي يقدم برنامجا تلفزيونيا دينيا على قناة خاصة من القاء الخطب في المساجد اثر تصريحات مسيئة لغير المسلمين في برنامجه.

وكان عبد الجليل انتقد المشايخ المسلمين الذين يجمعون على ان المسيحيين واليهود مؤمنين موحدين، معتبرا ان "غير المسلمين عقيدتهم فاسدة".