القاهرة: كشفت التحريات الأولية في حادث مقتل 28 قبطيًا في مصر اليوم الجمعة، أن نحو عشرة أشخاص يعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، اشتركوا في ارتكاب الحادث، فيما قال مسؤول في مطرانية المنيا، إن الجناة استولوا على مجوهرات ومتعلقات الضحايا بعد ارتكاب الحادث.

تواصل قوات الأمن المصرية تمشيط محافظة المنيا والمحافظات المجاورة لها والمناطق الصحراوية، بحثًا عن الجناة في حادث استهداف أتوبيس كان يقل أقباطًا اليوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل 28 شخصًا، وإصابة آخرين.

وحسب المعلومات التي توصلت إليها "إيلاف" فإن التحريات الأولية للأجهزة الأمنية تشير إلى أن نحو عشرة أشخاص يشتبه في أنهم ينتمون إلى تنظيم "داعش" الإرهابي، فتحوا النيران على أتوبيس كان يقل نحو 60 شخصًا من الأقباط في طريق دير الأنبا صموئيل، ما أسفر عن مقتل 28 شخصًا، وإصابة الآخرين.

فيما قال المنسق الإعلامي لمطرانية مغاغة في المنيا، بيتر إلهامي، اليوم الجمعة، إن "المسلحين الذين استهدفوا حافلة الأقباط استولوا على أموال ومجوهرات الضحايا".

وأضاف إلهامي في تصريحات تلفزيونية، أن "المسلحين كانوا ملثمين ويستقلون سيارتي دفع رباعي وفتحوا النار على أتوبيس وسيارة ربع نقل كانت تقل عمالا كانوا في طريقهم لزيارة الأنبا صموئيل المعترف".

وأجرت النيابة العامة في بني سويف معاينة للأتوبيس الذي تعرض لهجوم من قبل مجهولين بـ"الطريق الصحراوي الغربي مصر- أسوان" أثناء قدومه من مركز الفشن ببني سويف إلى دير الأنبا صموئيل في مدينة العدوة في المنيا.

واستمع فريق &من النيابة العامة إلى أقوال شهود العيان، وأشارت التحريات الأولية وروايات شهود العيان إلى أن منفذي الهجوم الإرهابي كانوا عشرة عناصر مسلحة استقلوا سيارتي دفع رباعي وقتلوا ركاب الأتوبيس أثناء رحلتهم إلى الدير.

فيما قدمت وزارة الداخلية رواية أخرى، وقالت "إن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن المنيا تلقت، صباح الجمعة، بلاغًا بقيام مجهولين يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي بإطلاق النيران بشكل عشوائي تجاه أتوبيس يقل عددا من المواطنين الأقباط أثناء سيره بالطريق الصحراوي الغربي دائرة مركز شرطة العدوة".

وأضافت في بيان لها، أن "القيادات الأمنية انتقلت إلى محل الواقعة، وتبين وقوع الحادث أثناء سير الأتوبيس في أحد الطرق الفرعية الصحراوية متوجهًا إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة وهو ما أسفر عن استشهاد 26 مواطنا وإصابة آخرين، وجار حصر الأعداد النهائية".

وأشارت إلى أنه تم فرض كردون أمني في المنطقة وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على ملابسات الحادث وضبط الجناة.

وأعلن اللواء عصام بديوي محافظ المنيا، أن إجمالي عدد الضحايا، اليوم الجمعة، 28 شخصًا بينما أصيب 25 آخرون، في حادث الهجوم المسلح من مجهولين على أتوبيس يقل مجموعة من الأقباط في رحلة دينية من محافظة بني سويف إلى محافظة المنيا أثناء توجههم لزيارة دير الأنبا صموئيل بالظهير الصحراوي الغربي في المنيا.

وقال إن مستشفى العدوى العام استقبلت جثامين 6 شهداء، فيما استقبلت مستشفى بني مزار العام 8 جثامين للشهداء، ومستشفى مطاي 9 شهداء، ومستشفى مغاغة 5 شهداء.

وأضاف &بديوي أنه في كل حادث إرهابي يكون المستهدف منه كل مصري وليس مسلم أو مسيحي، موضحًا أن معظم الضحايا من محافظة بني سويف، وأن تلك الفئة شرذمة قليلة، تستهدف أمن مصر.

وتظاهر المئات من الأقباط في المنيا، عقب الحادث، منددين بالجماعات الإرهابية، أمام أحد المستشفيات في محافظة المنيا.

وأدان بيت العائلة المصرية ـ مؤسسة يترأسها شيخ الأزهر وبابا الكنيسة، تهدف إلى حل الأزمات قبل تفاقمها ـ بـ"أقسى العبارات الحادث الإجرامي الجبان الذي وقع في محافظة المنيا اليوم والذي نفذته عصابة من المجرمين المأجورين الذين تجردوا من جميع المشاعر الإنسانية واستهدفوا الأبرياء والأطفال".

وأكد بيت العائلة في بيان له أن دماء المسيحيين والمسلمين سواء، وأن هؤلاء القتلة بعيدين كل البعد عن تعاليم الأديان وأن هذا الحادث يستهدف أمن واستقرار مصر.

وأوضح البيان أن هذه الأعمال الخسيسة لن تنال من وحدة المصريين ولن تزيدهم إلا تماسكاً وإصراراً على استئصال جذور عصابات الإرهاب والإجرام، وأن الشعب المصري يدعم جهود القيادة المصرية والقوات المسلحة والشرطة في دحر الإرهاب.