يجري مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي آي" تحقيقات في اتصالات جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، مع مسؤولين روس، في إطار التحقيقات في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حسبما أفادت وسائل إعلام أمريكية.

وذكرت التقارير أن المحققين يعتقدون أن كوشنر لديه معلومات مهمة، لكنه ليس بالضرورة مشتبه بتورطه في جرم.

ويحقق "اف بي آي" في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، التي أجريت أواخر العام الماضي، وعلاقاتها بحملة ترامب. ونفى الرئيس ترامب وجود أي تواطؤ.

وأكد محامي كوشنر أن موكله سيتعاون مع أي تحقيق.

ووصف الرئيس ترامب التحقيقات المتعلقة بروسيا بأنها "أسوأ مطاردة لسياسي في التاريخ الأمريكي."

وتعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أن موسكو حاولت التأثير على الانتخابات لتصب في صالح المرشح الجمهوري آنذاك، ترامب، الذي تغلب على منافسته الديمقراطية، هيلاري كلينتون.

جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب
AFP
جاريد كوشنر متزوج من ايفانكا، ابنة الرئيس ترامب

وأبلغ مسؤولون أمريكيون شبكة "إن بي سي" بأن الاهتمام بالتحقيق مع كوشنر (36 عاما) لا يعني أن المحققين يشتبهون في أنه متورط في جريمة أو ينوون توجيه اتهام له.

وعلى الجانب الآخر، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن المحققين يركزون على الاجتماعات التي عقدها كوشنر العام الماضي مع السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، سيرغي كيسلياك، وموظف مصرفي من موسكو يُدعى سيرغي غوركوف.

وغوركوف هو رئيس مصرف"فنيشكونوم بنك" الحكومي، الذي خضع لعقوبات من جانب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ردا على ضم روسيا لجزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في شرق أوكرانيا.

ويخضع هذا البنك لسيطرة رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف ومسؤولين آخرين في الحكومة، واستُخدم لتمويل مشاريع كبرى مثل الأولمبياد الشتوية عام 2014، التي أقيمت في منتجع سوتشي جنوبي روسيا.

وأكد كوشنر أنه لم يناقش العقوبات مع غوركوف.

وأعلنت وزارة العدل الأمريكية تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، روبرت مولر، محققا خاصا للإشراف على التحقيقات في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

سيرغي غوركوف
Reuters
سيرغي غوركوف هو رئيس مصرف "فنيشكونوم بنك" الروسي، الذي خضع لعقوبات من جانب إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ردا على ضم روسيا لجزيرة القرم في أوكرانيا

ويحقق الكونغرس الأمريكي أيضا في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات، وأي علاقة محتملة لحملة ترامب بموسكو.

ووافق كوشنر بالفعل على أن يقدم للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ أية معلومات لديه تخص اتصالات مع المسؤولين الروس.

وقال جيمي غورليك، محامي كوشنر، لبي بي سي: "السيد كوشنر تطوع سابقا بأن يقدم للكونغرس ما يعرفه بشأن هذه الاجتماعات."

وأضاف: "سيفعل (كوشنر) الشيء نفسه إذا جرى الاتصال به فيما يخص أي تحقيق آخر".

وتزايدت الدعوات لإطلاق تحقيق خاص منذ أن أقال ترامب المدير السابق لـ"اف بي آي"، جيمس كومي، في وقت سابق من هذا الشهر.

ويواجه البيت الأبيض أزمة كبيرة في أعقاب إقالة كومي، ومزاعم حول ارتباط ذلك بطلب ترامب منه إنهاء تحقيق في الاتصالات بين مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين، وروسيا.

واضطر فلين للاستقالة من منصبه في فبراير/شباط الماضي بعدما أعطى معلومات خاطئة ومضللة لنائب الرئيس عن اتصال له مع سفير روسيا، قبل تولى ترامب الرئاسة رسميا.