كشفت معلومات عن أن رمضان بلقاسم العبيدي والد تفجيري مانشستر، كان على علاقة مع السلفي المتشدد عمر محمود عثمان (أبو قتادة الفلسطيني) أحد الزعماء الروحيين للقاعدة قبل إبعاده للأردن من جانب الحكومة البريطانية العام 2013. 

وتشير التقارير البريطانية إلى أن غالبية من تم اعتقالهم في اليومين الماضيين، كانوا ينتمون إلى الجماعة الليبية المقاتلة التي كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بشبكة القاعدة قبل اعلان البيعة لتنظيم داعش في ليبيا.

ويشير عارفون لرمضان العبيدي، في أحاديث لـ(بي بي سي) إلى أنه كان يلتقي أبو قتادة حين كان في لندن على مدى سنوات، رغم أن العبيدي لم يكن من القياديين المعروفين للجماعة الليبية المقاتلة، إلا أنه كان له ارتباطات وعلاقات مع كثير منهم، وكان فرّ إلى بريطانيا بعد مطاردته من جانب نظام القذافي لعلاقته بالجماعة المقاتلة. 

يذكر أن مفتي الجماعات السلفية الجهادية الفلسطيني عمر محمود عثمان المكنى بـ(أبوقتادة) دعا في كتاب جديد أصدره في مطلع مايو 2017 إلى قتال الجيش الليبي في مدينة بنغازي، واصفًا القوات المسلحة الليبية بـ"جنود الطواغيت" ويحمل الكتاب عنوان "جرائم حفتر في قنفودة بليبيا".

وحوش بشرية

والكتاب صادر عن مكتبة (خير أمة) الالكترونية للمطبوعات الاسلامية، وفيه قال ابوقتادة ان الناس شاهدت : "وحوشاً بشرية مسعورة في ليبيا تقوم بنبش القبور لاستخراج جثث مسلمين مجاهدين لعرضها وسحلها والتمثيل بها، وقد بلغ من سُعَار هذه الوحوش السّافلة الحاقدة أن قامت بتصوير نفسها ضاحكة مع هذه الجثث الشريفة الشهيدة، حسب تعبيره.

وحسب موقع (أخبار ليبيا)، هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها أبو قتادة عن الشأن الليبي فقد سبق أن أصدرت له الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة خلال تسعينيات القرن الماضي أشرطة مسموعة عن مركزها الإعلامي في مدينة مانشستر في بريطانيا، حيث تناول في هذه الأشرطة الشأن الليبي عمومًا ووجه فيها هجومًا على المعارضة الليبية وقيادتها في الخارج ومنهم المشير خليفة حفتر.

ويعرف أبوقتادة بأنه أول من أفتى بجواز قتل المدنيين العام 1996 في فتوى شهيرة اعتمدت عليها الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر في تنفيذ عملياتها الإرهابية، قبل أن يتخذها تنظيم القاعدة سندًا لتنفيذ عملياته بداية من العام 1998.

ويشير الموقع إلى أن مفتي الجماعات السلفية الجهادية «أبوقتادة» متهم بالإرهاب من قبل عدة بلدان حول العالم، كما ضم اسمه ضمن القرار الدولي رقم 1267 الصادر من مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الذي صدر في العام 1999، والذي يختص بالأفراد والمؤسسات التي ترتبط بحركة القاعدة أو حركة طالبان.

اتباع حفتر 

وأضاف أبو قتادة في كتابه، حسب فقرات نقلها موقع (المصدر) أن "وقائع ما يجري في ليبيا تدل على عمق قذارة ما وصل إليه أعداء المسلمين والمجاهدون والداعون لتحكيم الشريعة، فهؤلاء أتباع المجرم حفتر المدعوم غربيًّا ومن بعض الدول العربية الكارهة لإصلاح الشعوب والمانعة لتحقيق نتائج الثورات بتحكيم الشريعة هم من يقوم بهذه الأفعال التي لا يصنعها إلا نفوس انسلخت من دينها ثم من إنسانيّتها".

و تابع : "هذه الأفعال لا تضر الشّهداء بل كشفت كرامتهم عند الله حيث خرجت الجثث من قبورها كلحظة دفنها شاهدة قبول الله لها، فهي آية من آيات الله على تحقيق من هم أصحاب لقب الشهادة، ومن هم أهل القبول عند الله تعالى ، وكذلك هي عند كل أحد مهما كان حاله في هذه الحياة أنّ صانع هذه الأفعال هم أهل إجرام ونذالة، وأنهم لو حكموا بلاد المسلمين لصنعوا فيها أشد النكال والعذاب، ولذلك هي كافية لمعرفة أهل الرّحمة على الخلق من المسلمين وأهل الإجرام من المرتدين.

الطواغيت

واعتبر الداعية الفلسطيني المتطرف و المطلوب لعدة دول بتهم تتعلق بالارهاب أنّ الجهاد في سبيل الله ضد "هؤلاء وأسيادهم الطواغيت" رحمة من الله في كشف حال الناس، وتعرية مواقفهم كما هي وقال : "هؤلاء المجرمون هم جنود الطواغيت الذاهبين، وهم جنود كل طاغوت يقاتل المجاهدين السَّاعِين لتحكيم الشريعة. فليعلم أهل الإسلام واقعهم كما علم كل طالبٍ حكمهم في دين الله تعالى".

و أضاف: "هذا الصنيع من نبش لقبور الشباب المسلم المجاهد يمر أمام أعين الناس ولا يستنكره إلا المسلم المتابع، ويسكت عنه أولياء أمر المجرم حفتر من غربيين وعرب، ممن تقاتل طائراتهم معه، ويمدونه بالسلاح والمال والجنود، ونرى معه أصحاب لحى ممن تسمى باسم الإسلام أو السلفية في صورة من النذالة والخِسّة والضلال في تأييد الباطل الذي لا يماري فيه إلا من طمس الله على قلبه"

تفريق

كما أشار ابو قتادة الى أن هذا من حجج الله على خلقه في التفريق بين أهل الحق ومجرمي الخلق من الطواغيت وأذنابهم، فلم يعد في واقع الحال شبهة عدم التمايز بينهما، فليعلم المرء مقامه عند الله من خلال مقامه مع هؤلاء الأنجاس.

و قال عمر محمود عثمان : "إنها أي هذه الصور المؤلمة من حجج أهل الحق والدين أن الطواغيت سبيلهم واحد وهو قليب بدر، وخندق بني قريظة، فلا يغرنكم دعواهم مصالح الأمة أو مقاتلة الإرهاب بل هم يعادون الناس والإسلام وشريعة الرَّحمن، وهم من أنذل الناس وأذلهم مع المشركين لكنهم أشد ما يكون مع المسلمين".

عالم النفاق

ووصف الداعية القاعدي كل العالم بأنه عالم النفاق الذي لا يصلحه إلا سيف الجهاد وتحالف واتحاد أهل الحق أمام طغيان المجرمين قائلاً بأنها فرصة لأهل الإسلام في ليبيا أن يضعوا أيديهم بأيدي بعض نصرة للحق الذي يعاديه مشركو الغرب وأهل الردة من العرب ، وذلك بحسب تعبيره .

وختم ابو قتادة مقدمة كتابه بالدعاء ضد من اسماهم المرتدين من العرب و الغرب قائلاً : "إن كان هؤلاء يغيظهم موتكم كرماء شهداء فكم سيغيظهم وحدتكم ورميكم إياهم عن قوس واحدة ، اللهم انتقم لأوليائك الشهداء والعن مشايخ الردة وحكامها وأهل الغرب أجمعين ، اللهم إنهم أرادوا ذلة أوليائك الشهداء، اللهم فارفع ذكرهم في الآخرين واجعلهم منارة للسائرين على درب طاعتك ، اللهم مكن للمجاهدين من رقاب سفلة الخلق من جنود الردة والخسة والسفالة".