تعهد جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال المعارض في بريطانيا، بتغيير السياسة الخارجية للبلاد إذا ما فاز حزبه في انتخابات الثامن من يونيو/حزيران.

وقال إن سياسات حزبه تهدف إلى "تقليص التهديدات الإرهابية لا زيادتها".

وتحدث كوربن عن وجود ارتباط بين انخراط المملكة المتحدة في حروب خارجية وبين الإرهاب في الداخل.

جاء ذلك بعد استئناف الأحزاب والحملات الانتخابية لأنشطتها بعد تعليقها عقب هجوم مانشستر الذي خلف 22 قتيلا وأكثر من 60 جريحا.

وقال كوربن إن "الكثير من الخبراء، بما في ذلك المتخصصين في مجالات الأمن والاستخبارات، ربطوا بين الحروب التي انخرطت فيها بريطانيا أو دعمتها أو شاركت فيها في الخارج والإرهاب في الداخل".

وأضاف "اللوم يقع على الإرهابيين بالطبع لكننا أيضا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا بشأن ما يهدد أمننا بالفعل".

ووعد كوربن بالتراجع عن القرارات -التي اتخذت في ظل حكومة المحافظين- بشأن خفض نفقات الشرطة.

وقال "سنغير سياساتنا في الداخل وفي الخارج"، مضيفا أن حكومته ستسلك نهجا مختلفا في السياسة الخارجية من ناحية وتجاه ميزانية الشرطة والخدمات الأمنية وخدمة الرعاية الصحية الوطنية "ان اتش اس" من ناحية أخرى.

لكن معارضين له انتقدوا التوقيت الذي اختاه كوربن لتلك التصريحات.

وفي بداية خطابه، أشاد كوربن بردود الفعل "الملهمة" وبأولئك الذين هبوا لتقديم يد المساعدة في أعقاب الهجوم الإرهابي "شديد القسوة".

وأضاف قائلا إن الإرهاب "لن يفرقنا ولن ينتصر".

وتعتقد الشرطة البريطانية أن منفذ الهجوم، سلمان عبيدي ،المولود في مانشستر لأبوين من أصل ليبي، كان يعمل ضمن شبكة تضم أعضاء في بريطانيا وليبيا.

وكانت البارونة ليزا ماننغهام بولر المدير العام السابق لجهاز الامن الداخلي البريطاني (ام آي 5) انتقدت أمام لجنة التحقيق بشأن غزو العراق عبارة الحرب على الارهاب، معتبرة أن العراق لم يشكل تهديدا على بريطانيا قبل غزوه عام 2003 وقالت ان (ام آي 5) نصح الحكومة البريطانية بأن الحرب ستزيد من حجم التهديدات الداخلية.

ووصف بن والاس وزير الأمن البريطاني في حكومة المحافظين اختيار كوربن لتوقيت تصريحاته بأنه "مروع".

لكن كوربن استدرك قائلا إنه "لا يرغب في كسب نقاط سياسية في وقت يجب أن يتضافر فيه البريطانيون"، مشيرا إلى أن "الفهم المستنير للأسباب التي أدت إلى الإرهاب جزء لا يتجزأ من طريق حماية أمننا ومواطنينا".

وأضاف أن دور السياسات يجب أن يتمثل في "محاربة الإرهاب لا تغذيته"، متعهدا باتخاذ كافة الاجراءات الممكنة "لحماية بلادنا".

وقال والاس "يجب أن نكون واضحين ولا نستخدم الأعذار أو المنطق الملتوي حول السياسة الخارجية أو الداخلية، الحقيقة هي أن هؤلاء الناس يكرهون القيم الغربية".

وأضاف كل ما دون ذلك يجعل هؤلاء الأشخاص "يظنون أن أفعالهم ربما تكون مبررة، لكنها ليست كذلك".

من جانبه، قال تيم فارون زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي إن كوربن استخدم هجوم مانشستر ليحقق "مكاسب سياسية".

وكانت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، دعت لانتخابات عامة مبكرة في يونيو/حزيران المقبل، ورحب حزب العمال بالقرار مقدما نفسه بديلا لحكومة المحافظين.