أيّ دور يلعبه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الممدّد له في ما خص القطاع المصرفي في لبنان، وفي ما خصّ العقوبات الأميركيّة المنتظرة ضد حزب الله وشخصيات حليفة للحزب؟.

إيلاف من بيروت: حسمت التمديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة للمرة الخامسة ثلاثة اعتبارات، وهي عدم التوافق على بديل، والقلق من الأجواء الأميركية والعقوبات الآتية، والوضع المالي الذي استنفد مليارًا ونصف مليار في الأشهر القليلة الماضية لحفظ الاستقرار النقدي.

فما مدى أهمية التمديد لسلامة بالنسبة إلى القطاع المصرفي، وأيضًا بالنسبة إلى العقوبات الأميركية المتوقعة على حزب الله؟. يرى الخبير الإقتصادي لويس حبيقة في حديثه لـ"إيلاف" أن القطاع المصرفي طالب بالتمديد لسلامة، وبالتالي القطاع المصرفي كان يقوم بحملة للتمديد لسلامة، وبالنسبة إلى العقوبات الأميركية، فإن الخارج، وخصوصًا الولايات المتحدة الأميركية، لديها ثقة كبيرة بسلامة، لذلك استمراريته تجعل العمل معه أكثر سهولة.

ومن الجهتين الموضوع إيجابي، ولكن يبقى أن الإستمرار مع الشخص نفسه لمدة أكثر من 25 عامًا قد يعطي انطباعًا بأن لا بديل منه. ومع وجود سلامة والتمديد له، يضيف حبيقة "نأمل أن تكون الأمور إيجابية كما هو متوقع منه".

مواقف سلامة
عن المواقف التي يجب أن يتخذها حاكم مصرف لبنان الممدد له في ما خصّ العقوبات الأميركية على حزب الله، يعتبر حبيقة أن العقوبات لا علاقة لها بالتمديد لسلامة أو لغيره، فهي من أميركا ضد حزب الله وإيران، والعقوبات أهم من شخصية حاكم مصرف لبنان، وهي مرتبطة بإيران وبالملف النووي، وسلامة دوره مهم، لكن يبقى الدور أيضًا لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والموضوع ليس نقديًا فقط، بل سياسي نووي يخص إيران، وما يستطيع القيام به حاكم مصرف لبنان هو طمأنة الأميركيين إلى ألا شيء غير شرعي يدخل عبر المصارف، ولكن هل يستطيع طمأنتهم إلى أن إيران لن تعمل بخصوص النووي؟، ودور حاكم مصرف لبنان يبقى محدودًا بآلية تطبيق العقوبات، وتطبيقها بطريقة لا تضرّ بلبنان، ومن خلال الحوار مع الأميركيين لتخفيف وطأة هذه العقوبات على حزب الله ولبنان بصورة خاصة.

شخصية سلامة
وردًا على سؤال هل شخصية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة التي توحي بالثقة للأميركيين من الممكن أن تلعب دورها في تخفيف وطأة العقوبات على حزب الله؟، يلفت حبيقة إلى أن العقوبات تبقى فوق قدرة أي شخص في لبنان، ووجود سلامة يسهّل أمور الحوار مع الأميركيين، لأنه محط ثقة بالنسبة إلى الأميركيين، والعقوبات ستبقى موجودة، ورياض سلامة يبقى دوره هو تخفيف وطأة العقوبات على لبنان وعلى النظام المصرفي اللبناني، وما يساعده أن المصارف اللبنانية كلها تدعم سلامة.

ولدى سؤاله كيف يمكن لسلامة أن يخفف من وطأة العقوبات على النظام المصرفي؟، يجيب حبيقة أن العقوبات الأميركية في حال طالبت بأمور لبنان لا يقدر عليها، حينها عبر الحوار يمكن لسلامة أن يتباحث مع الأميركيين بشأنها، وعبر ثقة الأميركيين بشخصية سلامة، يمكن التباحث في أمور تبقى عالقة في ما خص العقوبات، أو ربما أمور لا يمكن تنفيذها من قبل لبنان، أو النظام المصرفي اللبناني.

يضيف حبيقة: "وجود شخصية كحاكم مصرف لبنان يتمتع بصدقية لدى الأميركيين يمكن أن يخفف من وطأة العقوبات على لبنان، وحزب الله يبقى أكبر المطالبين بالتمديد لسلامة، وقد مدّد له، لأنه يملك سهولة التحاور مع الأميركيين، وهذا يؤثر إيجابًا على القطاع المصرفي في لبنان.

عن العقوبات التي قد تطال حلفاء حزب الله ودور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في هذا الخصوص يقول حبيقة إن سلامة يمكن أن يتدخل مع وجود أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في موضوع العقوبات، ولكنه لا يمكن أن يتدخل في موضوع شخصيات متورطة.