شهدت قمة الدول الصناعية السبع الكبرى، التي اختتمت فعالياتها اليوم في جزيرة صقلية الايطالية، بعض الخلافات مع الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بعدة قضايا تأتي على رأسها قضية التغير المناخي، حيث رفضت واشنطن، على خلاف الدول الستة الأخرى، التوقيع على اتفاق باريس الخاص بالمناخ الموقع في العام 2015.

وفي تقرير لها بعنوان "توازن القوى: نسخة خاصة من قمة الدول السبع الكبرى"، أفادت وكالة بلومبيرغ بأن قمة هذا العام شهدت بعض التحولات بالاتساق مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث جاءت مشاركته في تلك القمة لتغير الكثير، منوهةً إلى أن تأثير مشاركة ترامب في القمة يمكن أن يقاس بعدد الصفحات التي احتاجتها القمة لوضع اتفاقاتها، حيث تمت الاستعانة هذا العام بـ 6 صفحات فقط مقارنة بـ 32 صفحة أساسية و23 أخرى مرفقة في قمة العام الماضي.

وبدا من الواضح أن القمة التي عقدت العام الماضي في اليابان كانت تُعَبِّر عن حقبة أخرى، خاصة وأن ترامب حينها لم يكن سوى مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية، ولم تكن المملكة المتحدة قد صوتت بعد بخصوص خروجها من الاتحاد الأوروبي، وكان ما يزال رئيس الوزراء البريطاني، دافيد كاميرون، في منصبه. كما أن الاتفاق على فوائد التجارة الحرة أو مكافحة التغيرات المناخية كان مأخوذاً بعين الاعتبار.

وقد بلغ اجمالي عدد الكلمات التي وردت في بيان القمة الختامي والوثائق المرتبطة به 8614 كلمة، في ظل وجود انقسامات بشأن التغير المناخي والتجارة، علماً بأن أقصر بيان صدر عن القمة كان في النسخة الأولى عام 1975 بعدد كلمات قدره 1129 كلمة، فيما كان الأطول عام 2004 بإجمالي عدد كلمات قدره 38517 كلمة.

ومن ضمن الأمور التي رصدتها بلومبيرغ مغادرة ترامب وتوجهه إلى بلاده من دون أن يعقد مؤتمراً صحافياً، ليسجل بذلك تدهوراًً جديداً في علاقته الشائكة مع الإعلام.

ومن ضمن التوصيات التي خرجت بها القمة التشديد على ضرورة التصدي للإرهاب من خلال الشبكة العنكبوتية، حيث طالب قادة القمة العملاقتين غوغل وفايسبوك وغيرهما من الشركات بضرورة بذل جهود كبيرة لإزالة المحتوى المتطرف والمساعدة في منع الهجمات الإرهابية. ونبهت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، خلال القمة، إلى أن المعركة بدأت تنتقل من ساحات القتال إلى الإنترنت.

وفي خطوة استثنائية، اتضح، وفق ما ورد في البيان الختامي، أن الولايات المتحدة تُراجِع سياساتها، في حين أن باقي الدول ما تزال ملتزمة بمواقفها تجاه اتفاق باريس.

وسجَّل الرئيس الفرنسي الجديد، ايمانويل ماكرون، حضوراً قوياً بتصريحاته باللغة بالإنكليزية في صقلية، حيث عرض التعاون على رئيسة وزراء بريطانيا في ضوء الهجوم الإرهابي الذي وقع مؤخراً في مدينة مانشستر، بينما أبقى على دعمه لطلب تيريزا ماي الخاص بإجراء محادثات موازية بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.