أسامة مهدي: في اليوم الثاني لانطلاق عملية عسكرية كبيرة لتحرير ما تبقى من أحياء مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش، تؤكد مؤشرات القتال تأخرا في اكمال المهة لايام عدة مقبلة بسبب المدنيين المحاصرين وانتحاريي وجيوب التنظيم برغم بقاء 5 بالمائة من المدينة فقط بقبضته، فيما نعى الرئيس معصوم قائدين عسكريين كبيرين قتلا خلال معارك المدينة.

وقالت قوات الشرطة الاتحادية ان قطعاتها مسنودة بطائرات الرصد المسيرة تواصل تقدمها الحذر في المحور الشمالي للمدينة القديمة في الموصل حيث تمكنت من التوغل مسافة 250 مترا في حي الزنجيلي وتقتل 14 داعشيا بينهم 7 انغماسيين وتدمر مركز اتصالات لهم و5 مضافات.

واوضحت انها تدفع في محاور جنوب المدينة القديمة بعشرات القناصين والاسلحة الساندة لتمشيط المناطق والسيطرة النارية على الازقة الضيقة كما نقلت عنها خلية الاعلام الحربي في بيان الاحد تابعته "إيلاف".

واكدت القوات سيطرتها على اهداف حيوية في حي الزنجيلي شمال المدينة القديمة ونشرها لاسلحتها المضادة للعجلات المدرعة والمفخخة في عمق 300مترا وسط الحي، موضحة انها عثرت على مضافات ومركز اعلامي. واشارت الى انها تقوم بتوفير ممرات امنة لخروج المدنيين المحاصرين حيث توقعت الامم المتحدة نزوح 200 الف مدني امن المدينة القديمة خلال ايام قليلة.

ويواجه مسلحو داعش تقدم القوات العراقية بالمفخخات حيث فجروا اليوم سبع سيارات مفخخة مستهدفين هذه القوات.

ومن جانبه قال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله ان قوات الجيش اقتحمت حي الشفاء والمستشفى الجمهوري فيما اقتحمت قوات الشرطة الاتحادية حي الزنجيلي واقتحمت قوات مكافحة الارهاب حي الصحة الاولى وسيطرت على اجزاء واسعة منه حيث يتوقع تحريره تماما خلال الايام الثلاثة المقبلة نظرا لمساحته الواسعة.

وكان قادة عسكريون قالوا مرخرا ان تحرير الموصل بشكل كامل سيتم قبل حلول شهر رمضان الذي بدأ امس السبت لكنه يبدو ان الصعوبات الميدانية هذا ستؤخر انجاز هذه المهمة حتى نهاية الاسبوع الحالي.

وتشن القوات العراقية منذ صباح امس عملية عسكرية لاستعادة ما تبقى من الاحياء التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم داعش في ايمن الموصل.

ويعد هذا الهجوم الاخير في المعركة المستمرة منذ اكثر من سبعة اشهر لاستعادة الموصل من التنظيم الذي اعلن منها اقامة دولة الخلافة على مناطق في العراق وسوريا. ومنذ عدة اشهر تحاصرالقوات العراقية المدينة القديمة حيث المباني لصيقة مع بعضها والشوارع ضيقة من الجهة الجنوبية لكنها لم تتمكن من التوغل بسبب صعوبة دخول الآليات هذه الازقة.

وتستخدم قوات الشرطة المتمركزة في المحاور الجنوبية والشمالية صواريخ غراد والمدفعية في هجومها &في حين يستهدف الطيران المسير مقرات داعش ودفاعاتهم في باب الطوب وباب جديد والفاروق والزنجيلي. &

معصوم ينعى قائدين عسكريين

واليوم نعى الرئيس العراقي العقيد عبد الباقي ضاحي عزيز السعدون مقدم اللواء الثالث بالفرقة 16 &والعقيد أحمد كاظم احمد جاهد التميمي آمر الفوج الأول في لواء المشاة الثالث بذات الفرقة اللذين قتلا خلال معارك الموصل.

وقال معصوم في بيان رئاسي اطلعت على نصه "إيلاف" الاحد "نعزي شعبنا والقيادة العامة للقوات المسلحة باستشهاد العقيد عبد الباقي ضاحي عزيز السعدون مقدم اللواء الثالث بالفرقة 16 والعقيد أحمد كاظم احمد جاهد التميمي آمر الفوج الأول في لواء المشاة الثالث بذات الفرقة اللذين استشهدا أثناء تأديتهما الواجب المقدس في قاطع عمليات "قادمون يا نينوى".

واضاف " لقد كان الشهيدان العقيد عبد الباقي ضاحي عزيز السعدون والعقيد أحمد كاظم احمد جاهد التميمي أبطالاً بحق في الذود عن كرامة شعبهما ووطنهما ومثالاً للقادة العسكريين البواسل في التضحية والصمود في جميع المعارك التي خاضاها ضد عصابات داعش ضمن مناطق مسؤولياتهما لتحرير ماتبقى من الموصل.&

وقال "إذ نتقاسم مع جنودهما ومنتسبي قواتنا المسلحة أعمق مشاعر الأسى لاستشهادهما فإن حسبنا جميعاً الفخر أنهما قاتلا حتى الرمق الأخير بشرف وبسالة مبتهلين إلى الله عز وجل أن يسكنهما فسيح جناته وان يلهم ذوي الشهيدين وجنودهما الصبر والسلوان".

وتخوض القوات العراقية المشتركة عمليات عسكرية واسعة النطاق منذ 17 اكتوبر الماضي لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش حيث تمكنت في 24 من يناير الماضي من تحرير الجانب الايسر الشؤقي من المدينة فيما اطلقت في 19 فبراير صفحة جديدة من العمليات العسكرية لتحرير الجانب الأيمن الغربي للمدينة الذي تحرر معظمه ولم تتبق منه غير الاحياء القديمة المكتظة بالسكان والذي تتقدم فيه القوات ببطء حاليا حفاظا على ارواح المدنيين المحاصرين في آخر أحياء المدينة القديمة.