الرباط: مازال "حراك الريف" بشمال المغرب والتطورات المثيرة التي شهدتها مدينة الحسيمة والمدن المجاورة لها، منذ الجمعة، يشدان أنظار وانتباه المغاربة، إذ يتحدث حقوقيون ونشطاء في الحراك الشعبي عن بلوغ عدد المعتقلين حوالي 70 شخصًا، بينما لم تعلن السلطات سوى عن اعتقال 20 شخصًا فقط، فيما يظل المطلوب رقم 1 للعدالة ناصر الزفزافي، متخفيًا عن الأنظار.

وأمام هذا الوضع المرشح لمزيد من التصعيد بعد المواجهات التي شهدتها مدن الإقليم مساء أمس، بين نشطاء وقوات الأمن، دعا العديد من النشطاء الحقوقيين والفعاليات المدنية والشبابية إلى تنظيم وقفات احتجاجية بعدد من المدن المغربية، من أبرزها الرباط والدارالبيضاء وطنجة، للتضامن مع حراك الريف والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وعلمت "إيلاف المغرب"، أن نشطاء بمختلف المدن يعملون على التعبئة وحشد الأنصار للمشاركة في الوقفات التضامنية، التي ستنظم في العاشرة ليلاً، من خلال تبادل الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي مدينة الرباط، أطلقت جمعية "أطاك المغرب"، ذات الهوية اليسارية نداء للتضامن مع حراك الريف عبر تنظيم وقفة احتجاجية أمام البرلمان، وشددت على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين والكشف عن عددهم ومكان احتجازهم.

كما ناشدت عدة هيئات مدنية وسياسية بالدارالبيضاء، سكان المدينة إلى المشاركة الموسعة في الوقفة التي تعتزم تنظيمها بساحة ماريشال، للتنديد بما قالت انها "اعتقالات تعسفية طالت أبناء حراك الريف عبر تلفيق تهم واهية لهم ".

فيما وجه ما يسمى "الحراك الشعبي بطنجة"، نداء مماثلاً لسكان المدينة من أجل حضور الوقفة المرتقبة مساء اليوم بساحة الأمم، إذ جاء في النداء "تضامنًا مع ساكنة الحسيمة ومطالبهم العادلة، والمشروعة".

وتسود حالة من الترقب الشارع المغربي الذي يتابع باهتمام كبير ما ستؤول له الأوضاع في مناطق الريف شمال المملكة، خصوصًا مع تغيير السلطات طريقة تعاملها مع الاحتجاجات بشن حملة اعتقالات طالت رموز الحراك الشعبي، الذي تفجر بعد وفاة بائع السمك بمدينة الحسيمة، محسن فكري، أواخر شهر أكتوبر الماضي.