قامت الشرطة البريطانية بمداهمات جديدة أدت الى اعتقال المزيد من الاشخاص، في اطار التحقيقات باعتداء مانشستر، فيما تحدى الآلاف التهديد الارهابي عبر المشاركة في سباق نصف الماراتون السنوي في شوارع مانشستر.

لندن:&أعلنت الشرطة البريطانية الاثنين عملية توقيف جديدة في اطار التحقيق حول اعتداء مانشستر (شمال غرب)، مما يرفع الى 14 عدد الموقوفين في الحجز الاحتياطي.

واوضح بيان للشرطة انه تم توقيف رجل في الـ23 في شورهام-باي-سي في ساسكس (جنوب انكلترا). كما قامت الشرطة بموازاة ذلك بعملية تفتيش صباح الاثنين داخل منزل في والي رانج، الحي الجنوبي لضاحية مانشستر.

وأوقع الاعتداء الذي نفذه انتحاري يدعى سلمان العبيدي، وهو بريطاني من أصل ليبي مساء الاثنين 22 قتيلاً و116 جريحًا وتبناه تنظيم داعش.

ومنذ الاعتداء الذي تم في ختام حفل موسيقي للمغنية الاميركية اريانا غراندي في قاعة "مانشستر ارينا" اوقفت السلطات ما مجمله 14 شخصًا قيد التحقيق في بريطانيا.

وكانت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر رود أعلنت الاحد لـ"بي بي سي" أن اعضاء آخرين من الشبكة التي تقف وراء الاعتداء ربما لا يزالون فارين.&

ونفذت الشرطة مداهمات الأحد في عدة مواقع في شمال غرب مانشستر، أسفرت عن توقيف شابين، أحدهما عمره 25 عاماً والثاني 19 عاماً، ما يرفع عدد الموقوفين في هذه القضية حتى الآن الى 13 شخصًا.

وكشفت الشرطة عن تفاصيل متعلقة &بكيفية إجراء التحقيق منذ الاثنين. وأوضحت أنه تم التعرف إلى منفذ الاعتداء خلال "ساعتين"، وبعدها قامت بجمع "معلومات مثيرة للاهتمام حول العبيدي وأوساطه والأمور المالية المتعلقة به والأماكن التي زارها وطريقة صنع العبوة الناسفة والمؤامرة الأوسع نطاقاً".

وتم اعتقال والد العبيدي وأحد اخوته في ليبيا. وكان والده من عناصر الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا، التي كانت ناشطة بشكل كبير في تسعينات القرن الماضي والمعارضة للزعيم الليبي معمر القذافي الذي اطيح به العام 2011، كما قال مسؤول أمني في طرابلس لفرانس برس.

ونشرت الشرطة مساء السبت صورًا التقطتها كاميرات المراقبة للعبيدي يرتدي سترة سوداء وسروال جينز وينتعل حذاء رياضيًا ويحمل حقيبة ظهر، ووجهت نداء إلى أي شهود محتملين لمحاولة معرفة تحركاته في الأيام التي سبقت الاعتداء.

وقال بيان الشرطة إن احد آخر الأماكن التي توجه اليها قبل تنفيذ هجومه كان شقة في وسط المدينة، حيث يعتقد انه أنهى هناك تجهيز العبوة.

"لا تدعوهم ينتصرون"

وكانت الاجراءات الأمنية المشددة واضحة مع مشاركة 40,000 عدّاء في سباق مانشستر الكبير، بعد يوم على خفض رئيسة الوزراء تيريزا ماي مستوى التهديد الارهابي، والذي تم رفعه بعد تفجير الاثنين.

وتجمع المتسابقون عند خط البداية، ولزموا دقيقة صمت عند الساعة 9,00 (8,00 ت غ)، ثم تبع ذلك تصفيق بعد أداء فرقة "أوايسيس" الموسيقية اغنية "لا تنظروا الى الخلف بغضب".

وقال أحد المتسابقين أيان ماكليلان (45 عامًا) لفرانس برس "بعد كل ما جرى في مانشستر، انا اشارك من اجل ان يتوحد الجميع، وان نقف معًا كي لا ندعهم ينتصرون".

وقال قائد وحدة مكافحة الارهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي الجمعة إن الشرطة ألقت القبض "على جزء كبير من الشبكة" المرتبطة بالتفجير.

ويقول المحققون إن لديهم فريقًا قويًا من 1000 شخص يحققون "على مدار الساعة"، ولديهم تفاصيل دقيقة عن مساعدي الانتحاري وتحركاته وتمويله وكيفية تجهيز العبوة.

كما تم تحليل أكثر من 800 دليل ثبوتي (بينها 205 وثائق رقمية)، وجرت عمليات تفتيش في 18 موقعاً مختلفًا، وشوهدت حوالى 13 ألف ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة.

وخفضت بريطانيا السبت مستوى التهديد الارهابي من "حرج"، وهو الأعلى، الى "خطير".

وقالت ماي السبت "علينا ان نكون واضحين حول ما يعنيه ذلك، مستوى تهديد ارهابي خطر يعني أن وقوع اعتداء محتمل جدًا، وعلى البلاد ان تبقى ساهرة".&

23,000 شخص تحت المراقبة

ومع معاودة الحملات الانتخابية، أظهرت الاستطلاعات تضاؤل تقدم ماي امام منافسها زعيم حزب العمال جيرمي كوربن قبل الانتخابات في 8 يونيو، كما وجه كوربن اتهامات لماي بتخفيض عديد الشرطة عندما كانت وزيرة للداخلية.

وبحسب معهد أبحاث الدراسات المالية المستقل، فقد انخفض عدد رجال الشرطة من عام 2009 وحتى 2016 بنحو 20 ألف شرطي، أي حوالى 14 بالمئة.

وتقول ماي إن الحكومة في المقابل قامت بزيادة تمويل أجهزة الأمن والمخابرات.

وتعمل السلطات حاليًا&على 500 تحقيق ارهابي تتعلق بنحو 3000 شخص، اضافة الى 20,000 آخرين تحت المراقبة يشكلون "بقايا المخاطر".

وحاولت ماي السبت شن هجوم مضاد بإعلانها تشكيل "لجنة مكافحة التطرف" الجديدة، وقالت "يكفي، نحتاج ان نكون أقوى وأكثر حزمًا في التصدي لهؤلاء الاشخاص".

وستكون للجنة مسؤولية قانونية لتعريف التطرف وتقديم النصح للحكومة حول السياسات والقوانين التي ينبغي تشريعها لدحر التطرف.

ودعت السبت عائلة الشابة جورجينا بيتاني كالاندر، التي قضت في التفجير، الحكومة الى "فتح عينيها" من أجل منع مأساة أخرى.

وقال بيان صادر عن والد الشابة "اتمنى أن يكون باستطاعتي القول إن جورجينا هي آخر من سيقضي نحبه بهذه الطريقة، لكن اذا لم تفتح حكومتنا عينيها فنحن نعرف أننا مجرد آباء آخرين في لائحة مستمرة بالازدياد".

وجمع صندوق طارئ أقامته البلدية بمساعدة الصليب الاحمر اكثر من خمسة ملايين جنيه لمساعدة الضحايا.

والتفجير كان الأخير في سلسلة من التفجيرات في اوروبا التي تبنى تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليتها، والتي تزامنت مع هجوم تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سوريا والعراق.
&