إيلاف من نيويورك: هل ستوقف قوات النظام السوري والمجموعات المسلحة المتحالفة معها التقدم نحو معبر التنف الاستراتيجي، بعد التهديدات الاميركية؟&

الاحداث في منطقة الجنوب السوري وصولاً الى شرق البلاد، تتسارع بشكل كبير، قوات النظام مدعومة بالمسلحين حققت تقدمًا في الايام الماضية، بحيث باتت على مسافة غير بعيدة من المعبر الاستراتيجي.

وصول الحشد الشعبي

وتزامن تقدم قوات النظام مع إعلان قياديين كبار في الحشد الشعبي وصول قواتهم الى الحدود العراقية السورية، واستعدادهم للقتال الى جانب الحكومة السورية داخل اراضيها.&

الأميركيون الذين قصفوا رتلاً عسكريًا لقوات النظام منذ اقل من اسبوعين، ردوا على التقدم الاخير بمناشير ألقيت على مناطق تواجد قوات النظام تحذرها من مغبة التقدم اكثر وتطالبها بالتراجع الى حاجز ظاظا.&

سباق الحدود&

ويسابق الطرفان الاميركي والحلفاء من جهة، وقوات النظام وايران والمجموعات المؤيدة لها، الوقت للوصول الى الحدود، فالاميركي يريد قطع طريق بغداد دمشق مع ما يمثله من حيوية لايران، واقامة منطقة يمكن اطلاق توصيف المنطقة الآمنة عليها استعدادًا للاطباق على تنظيم داعش في دير الزور والرقة، وبالتالي ملاقاة القوات القادمة من الشمال، وفي المقابل يحاول الايرانيون والنظام الوصول للحدود لملاقاة الحشد للشعبي وضمان السيطرة على الطريق الاستراتيجي.

تواصل لمنع الصدام

ما هو الدور الروسي بعد المناشير الاميركية، وهل التواصل بين البلدين كفيل بوقف تقدم قوات النظام وحزب الله، سؤال يرد عليه&د.وليد فارس، مستشار ترمب للشؤون الخارجية خلال الانتخابات بالقول:&"ما هو معروف أن هناك تواصلاً بين القيادتين العسكريتين الاميركية والروسية في سوريا من أجل منع وقوع أي تصادم بين القوتين في الاجواء والاراضي السورية".

ويضيف لـ"إيلاف":&"الروس يعلمون أن هناك قراراً اميركيًا بمنع قوات النظام السوري والايرانيين من الوصول الى الحدود العراقية عبر الاراضي التي يعتزم الاميركيون والاردنيون والحلفاء اقامة منطقة حماية للاجئين عليها، والمسألة دقيقة وعلى الطرفين الاميركي والروسي ايجاد حلول تمنع تقدم قوات الاسد والمجموعات الايرانية الى الحدود عبر هذه المناطق".

هدف إيران الاستراتيجي

ماذا عن الدور الايراني، يقول فارس في هذا الصدد:&"بالنسبة لايران، فإن معركة الحدود ووصل قواتها المتواجدة في الداخل السوري والعراقي، هي هدف استراتيجي حيوي"، متابعًا: "طهران زجت بقوات الحشد الشعبي للانتشار على طول الحدود السورية لاستعادة جسر التواصل بين دمشق وبغداد، وهذا الجسر كانت قد خسرته لصالح داعش صيف 2014، ولذلك ايران ستفعل كل ما بوسعها لتحقيق هذا الهدف، ولو كان رغمًا عن ارادة الروسي. هذا الامر مقلق لأن الاميركيين عازمون على منع تقدم قوات النظام والجماعات الايرانية عبر المناطق التي يتواجدون فيها".

الرد الأميركي

وعن الرد الاميركي بحال قرر الايرانيون عدم التوقف، يشير فارس&الى أن لا أحد يعلم كيف سيكون شكل الرد، ولكن ما حدث منذ ايام قليلة عندما قصفت مقاتلات حربية رتلاً عسكرياً سورياً، ينذر بأن القيادة الاميركية قد تلجأ الى نفس الاسلوب لوقف التقدم".

وعن تصريحات الحشد الشعبي بالقتال في الداخل السوري الى جانب النظام، وموقف حكومة بغداد المتحالفة مع واشنطن، يرى فارس&"ان المشكلة في العراق أن اطرافاً وطنية في الحكومة تعمل كشريك لاميركا من اجل تحقيق الانتصار على تنظيم داعش الارهابي، ولكن هناك ايضًا من يرعى الحشد الشعبي ويتواصل مع ايران مباشرة، وهو ايراني الولاء، والمنطق يحتم قيام حكومة بغداد بمنع هذه الميليشيات من المشاركة في المعارك، أو التواجد على الحدود خشية تفجر صراع طائفي جديد".

اقتراحات بديلة

ولفت "الى أن هناك اقتراحات وصلت الى الادارة الاميركية، والتحالف العربي ينصح&بتولي قوات عربية محلية مسؤولية ادارة المناطق المحررة من تنظيم داعش، وهذا يحل مشكلة تواجد مجموعات طائفية كالحشد الشعبي في اماكن بعيدة عن مناطق تواجدها الطبيعي، وكما هو معروف النظام الايراني يريد استخدام الحشد الشعبي كحزب الله والحرس الثوري، وليس كمجموعات وطنية عراقية".

المنطقة الآمنة

ماذا عن المنطقة الآمنة في الجنوب السوري، التي تحدث عنها مستشار ترمب منذ العام الماضي، يعتبر فارس في هذا السياق&"أن المنطقة الآمنة التي تعتزم اميركا اقامتها امر محسوم واعلن ترمب في حملته الانتخابية نيته تنفيذ هذه الخطوة، وكنت من بين آخرين اقترحوا اقامة المناطق الآمنة على المرشحين الرئاسيين وعلى الكونغرس، والرئيس ترمب تبنى المشروع"، ويتابع: "إقامة المناطق الآمنة امر ضروري لعودة اللاجئين ويريح لبنان والاردن، وواشنطن تعمل على انشاء منطقة جغرافية واسعة تمتد من الجولان حتى الحدود العراقية".