شاركت الإمارات في كل تحالف كبير قادته الولايات المتحدة منذ عام 1991 باستثناء غزو العراق ولها دور كبير في محاربة التطرف. ويطلق وزير الدفاع الأميركي وقادة عسكريون أميركيون على الإمارات لقب "إسبارطة الصغيرة". 

واشنطن: تقوم قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات بدور استثنائي في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في سوريا، ومنها انطلقت طائرات، بينها أحدث ما يملكه سلاح الجو الأميركي، أكثر من أي قاعدة عسكرية في المنطقة لتنفيذ عمليات قتالية ضد العدو، كما افادت صحيفة واشنطن بوست في تقرير عن القاعدة التي تقع جنوب أبو ظبي. 

ونوّه التقرير بأن طائرات السلاح الجوي الإماراتي من طراز اف 16 كثيرًا ما تشارك الطائرات الأميركية في عملياتها، وان المقاتلات الإماراتية نفذت ضربات ضد داعش أكثر من أي بلد آخر في التحالف الدولي بعد الولايات المتحدة. 

صداقة متينة

وقالت الصحيفة إن هذا التعاون في الظفرة وفي سماء سوريا هو نتيجة صداقة متينة بين الجيشين الأميركي والإماراتي، وان تحالف واشنطن مع الإمارات تعزز مدفوعاً بقلق مشترك من صعود التطرف الاسلامي والخطر الايراني. 

ونقلت واشنطن بوست عن انتوني زيني، القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، قوله "إن الإمارات تشارك بكل قواها"، واصفاً العلاقة مع الإمارات بأنها "اقوى علاقة لدى الولايات المتحدة في العالم العربي اليوم". 

وبحسب التقرير، فإن زهاء 3500 عسكري أميركي يتمركزون في قاعدة الظفرة، وهي القاعدة الوحيدة خارج الولايات المتحدة التي تربض فيها طائرات السلاح الجوي الأميركي فائقة الحداثة من طراز اف 22، ولكن دور القاعدة رغم اهميته ظل طيلة هذه الفترة بعيداً عن الأضواء. 

نحن أفضل أصدقائكم

وقال السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، "نحن نختلف عن جيراننا"، لافتًا إلى أنّ الإمارات شاركت في كل تحالف كبير قادته الولايات المتحدة منذ حرب تحرير الكويت عام 1991 باستثناء غزو العراق عام 2003، لكنها شاركت القوات الأميركية عملياتها في الصومال وكوسوفو وليبيا وافغانستان، بالاضافة إلى الحملة الجوية الحالية ضد داعش. 

وقال العتيبة لواشنطن بوست "نحن أفضل اصدقائكم في هذه المنطقة من العالم". 

ويمتد التحالف أبعد من القوة الجوية. فإن سفن البحرية الأميركية تزور ميناء جبل علي أكثر من أي ميناء آخر خارج الولايات المتحدة، ولدى الإمارات قوات نخبوية تتمركز في افغانستان منذ 11 عاماً، حيث تقوم بعمليات عسكرية وتدريب القوات الخاصة الافغانية بالتعاون مع قوات العمليات الخاصة الأميركية. 

وأكد العتيبة ان هذه معركة لا بد من خوضها قائلاً: "نحن ننظر إلى التطرف على انه تهديد وجودي". 

محاربون أشداء

ومنذ عام 2012 ارسلت الإمارات ست طائرات من طراز اف 16 لاسناد قوات حلف الأطلسي في افغانستان وتمركزت هذه الطائرات في قندهار عندما كانت الدول الاوروبية تسحب قواتها من افغانستان. 

وقال مسؤولون اطلسيون إن طياري الإمارات ماهرون، بحيث سُمح لهم بتنفيذ مئات من عمليات الاسناد الجوي القريب لحماية قوات التحالف على الأرض. وقال مسؤولون أميركيون إن قواتهم حين تتعرض إلى الهجوم كانت تعتمد على طياري الإمارات لضرب مقاتلي طالبان.

وقال الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس وزير الدفاع الأميركي حاليًا إن الطيارين الإماراتيين "ليسوا مستعدين للقتال فحسب، بل هم محاربون أشداء" ، وهناك في الجيش الأميركي "احترام متبادل واعجاب بما فعلوه وما يستطيعون أن يفعلوه". 

"إسبارطة الصغيرة"

وبدأ ماتيس وقادة عسكريون أميركيون آخرون يطلقون على الإمارات لقب "إسبارطة الصغيرة". 

قال قادة عسكريون أميركيون حاليون وسابقون إن استراتيجية الإمارات في شراء اسلحة متطورة واستخدامها بالمشاركة في عمليات التحالف الدولي في افغانستان وسوريا وبلدان أخرى لا تهدف إلى ردع إيران فحسب، بل وربط الولايات المتحدة بالتزامات أمنية ايضاً. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن الجنرال زيني قوله "إن تفكيرهم يذهب إلى أنّهم إذا قاموا بهذا الالتزام في جيشهم، فإنه سيكسب التزامنا تجاههم بطريقة أقوى". 

ولكن هذه الاستراتيجية كانت احياناً تصطدم بعقبات. وعلى سبيل المثال أن المسؤولين الإماراتيين اعربوا بصراحة عن انزعاجهم عندما رفضت ادارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الاصغاء إلى تحذيراتهم قبل سنوات من السياسة الطائفية ضيقة الأفق لرئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، وحين تجاهل البيت الأبيض دعوات الإمارات إلى التدخل في سوريا قبل صعود داعش. 

توترات دبلوماسية

وازدادت حدة هذه التوترات الدبلوماسية بسبب تهافت إدارة أوباما على التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي. ولا يعتقد المسؤولون الاماراتيون أن إيران ستلتزم بأي اتفاق يحد من محاولاتها انتاج سلاح نووي، ونقلوا وجهة نظرهم هذه مراراً إلى البيت الأبيض في عهد اوباما. 

والقضية الأخرى التي لا تقل اهمية بنظر الإمارات، هي الاستراتيجية الأميركية في سوريا. ويدعو بعض المسؤولين الإماراتيين الولايات المتحدة إلى عمل ما يلزم، بما في ذلك ارسال مستشارين قتاليين على الأرض لالحاق الهزيمة بداعش. وهم يأملون بأن توجه واشنطن اهتمامها نحو اسقاط نظام بشار الأسد ايضاً. 

قال وزير الدفاع ماتيس "إن مبعث قلقهم الأكبر هو ليس إيران، بل فك الارتباط الأميركي" بالمنطقة.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "واشنطن بوست". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.washingtonpost.com/world/national-security/in-the-uae-the-united-states-has-a-quiet-potent-ally-nicknamed-little-sparta/2014/11/08/3fc6a50c-643a-11e4-836c-83bc4f26eb67_story.html?utm_term=.fed84417efaf