نصر المجالي: مع الكشف عن مخاطر تواجه مئات من الأبراج السكنية عبر لندن، استقال نيكولاس هولغيت الرئيس التنفيذي لمجلس بلدية كينسينغتون وتشيلسي في لندن حيث وقعت كارثة برج غرينفيل التي أسفرت عن مقتل 79 شخصا في أسوأ حريق في بريطانيا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال هولغيت إن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي أرغمته على تقديم استقالته بعد حريق البرج السكني المؤلف من 24 طابقا. واضاف في بيان أن وزير شؤون المجتمعات والحكم المحلي ساجد جاويد طلب من رئيس المجلس نيكولاس باجيت-براون مطالبته بالاستقالة.

وقال هولغيت "رغم رغبتي في مواصلة العمل في ظروف بالغة الصعوبة وقيادة المسؤوليات التنفيذية للمجلس، فقد قررت التنحي عن منصبي بمجرد تعيين شخص مناسب يحل محلي".

دعم غير كاف

وكانت رئيسة الحكومة تيريزا ماي قالت يوم الأربعاء إن دعم أسر برج غرينفيل في الساعات الأولى عقب الحريق لم يكن كافيا. وأضافت أمام البرلمان "لقد أخفقت الدولة والسلطات المحلية والوطنية في مساعدة الناس عندما كانوا في أمس الحاجة للمساعدة".

 

أبراج سكنية لندنية مهددة في منطقة كامدن (ديلي ميل) 

 

ومن جانب آخر، اعترفت تيريزا ماي، بأن الكساء الذي يستخدم لترميم البنايات والمستخدم فى أبراج عديدة في بريطانيا "مادة قابلة للاحتراق"، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان سيتم إجلاء سكان هذه المبانى.

وكشفت ماي، حسب ما نقلته صحيفة (ديلي تلغراف) اللندنية، اليوم الخميس، أن الاختبارات التي أجريت على المباني الشاهقة الأخرى بعد حريق شرق لندن وجدت "عددا" منها يستخدم المادة نفسها القابلة للاحتراق والتي ساعدت في تسريع انتشار حريق برج (غرينفيل) الذي أودى بحياة 79 شخصا.

اخلاء الآلاف 

وتحدثت تقارير عن احتمال إخلاء الآلاف من منازلهم بعد أن كشف النقاب ان نحو 600 من الكتل البرجية الملفوفة في ذات مادة الكسوة القابلة للاحتراق في برج غرينفيل المنكوب.

 

رئيس مجلس بلدي كينغستون وتشيلسي 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الكساء مصمم لتحسين مظهر البنايات المشيدة فى الستينات والسبعينات وتم تركيبه على واجهات العديد من المباني، لكنه من غير المعلوم بعد عددها بالتحديد.

وأكدت ماي أن السلطات المحلية وأجهزة الإطفاء المعنية تتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان أمن المباني المغطاة بهذا الكساء وإخطار المقيمين فيها، مشيرة إلى أن الحكومة البريطانية ستتواصل اليوم مع نواب البرلمان الذين تتأثر دوائرهم الانتخابية.

ونوهت الصحيفة بأن هذا الكشف سيثير أسئلة بالغة الخطورة تتعلق بالسلامة، ويضغط كذلك على ماي حول ما إذا كانت حكومتها تقوم بالعمل الكافي لحماية المقيمين في بنايات يغطيها الكساء القابل للاشتعال.

فحص مجاني 

وكشفت ماي أيضا أثناء حديثها أمام مجلس العموم أن الحكومة ستتيح فحصا مجانيا للمباني المغطاة بالكساء لأصحاب الأملاك الخاصة، ما يزيد احتمالية تأثر المزيد من السكان بهذا الخطر.

وقالت ماي للنواب إن المجلس ينبغي بالطبع أن يتوخى الحذر في التكهن بسبب حريق برج غرينفيل، لكن كإجراء احترازي فإن الحكومة رتبت اختبارا للكساء على كل الأبراج السكنية المرتبطة بالقضية، مضيفة أنه تم إبلاغها قبل دخولها المجلس مباشرة بأن عددا من هذه الاختبارات خلص إلى أن الكساء قابل للاشتعال.