واشنطن: أقر الرئيس الاميركي دونالد ترمب الخميس بعدم وجود تسجيلات بحوزته لاجتماعاته الخاصة مع مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، بعد ان أكد احتفاظه بها طوال أسابيع.

وكتب ترمب في سلسلة من التغريدات "مع كل ما ذكر عن المراقبة الإلكترونية مؤخرًا، واعتراض مكالمات، والكشف عن تسريب غير قانوني للمعلومات، لا أعرف إذا كانت هناك تسجيلات لمحادثاتي مع جيمس كومي، لكنني لم أفعل ذلك، وليس بحوزتي مثل هذه التسجيلات".

وأدى هذا الاعتراف الى منعطف جديد في الادعاءات غذاها كومي بنفسه قائلاً إن ترمب سعى الى وقف تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) حول تواطؤ محتمل بين حملة ترمب الرئاسية وتدخل روسي في انتخابات العام الماضي.

ويعتقد أن هذه الادعاءات أصبحت الآن جزءًا من تحقيق عام لوزارة العدل حول احتمال قيام الرئيس بعرقلة التحقيق.

وبعد أيام قليلة من إقالة كومي في التاسع من مايو، أشار الرئيس الأميركي الى احتمال وجود تسجيلات لمناقشاته مع هذا الأخير.

وفي مواجهة عدد كبير من الانتقادات لإقالة الرجل الذي يحقق في مزاعم تدخل روسيا، حذر ترمب كومي من أنه يمكن أن يكون هناك عقاب إذا كشف عن محادثاتهما الخاصة.

وكتب ترمب في تغريدة بلهجة مهددة "من الأفضل لجيمس كومي ان يأمل بعدم وجود +تسجيلات+ لمحادثاتنا في مايو قبل أن يبدأ بتسريبات الى الصحافة".

وسرعان ما أثار هذا الادعاء مخاوف من أن ترمب، على غرار بعض الرؤساء الأميركيين السابقين، كان يسجل سرًا كل محادثاته في البيت الأبيض.

واتخذت المسألة بعدًا أكبر عندما قام كومي بتسريب ملاحظاته الخاصة حول مناقشاته مع الرئيس يصفه فيها بأنه يضغط عليه بشكل غير لائق في التحقيق حول روسيا.

وردًا على سؤال مطلع الشهر الحالي خلال جلسة استماع في الكونغرس، أبدى كومي ارتياحه الشديد حيال هذا الموضوع قائلا "لقد اخترت كلماتي بعناية. رأيت التغريدة حول التسجيلات آمل في وجود تسجيلات".

وكان كومي يشرف على تحقيق يجريه "اف بي آي" حول اتصالات بين أعضاء فريق حملة ترمب والحكومة الروسية التي يشتبه في أنها حاولت التأثير على الانتخابات الأميركية عام 2016 لصالح الجمهوري.

وقال كومي في جلسة استماع استثنائية في مجلس الشيوخ إن الرئيس طالبه بـ"الولاء"، وطلب منه التخلي عن شق في التحقيق حول روسيا يتعلق بالجنرال مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي.

وإذا تم التأكد من ذلك، فإنه يمكن أن يشكل عرقلة لسير العدالة.

الا ان البيت الأبيض يرفض ذلك، وترمب نفسه اتهم الرئيس السابق لجهاز "اف بي آي" بالكذب مؤكدًا استعداده للادلاء بإفادته تحت القسم.

وكان الديمقراطيون طالبوا ترمب باظهار التسجيلات مع سعيهم الى الحصول على دعم للمزاعم بعرقلة التحقيق حول التدخل الروسي بشكل غير قانوني.

وفي التاسع من يونيو، طالب الديمقراطيون في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الذي يحقق في التدخل الروسي في الانتخابات واحتمال تواطؤ حملة ترمب، البيت الابيض بتسليم أي شريط للمحادثات مع كومي بحلول 23 يونيو.

وكتب آدم شيف، كبير الديمقراطيين في اللجنة، في تغريدة في وقت مبكر الخميس أن "الموعد النهائي لتسليم أي أشرطة لمحادثات كومي إلى اللجنة- إن وجدت- هو يوم الجمعة".