إيلاف من نيويورك: في 13 مارس الماضي، أعلن البيت الابيض تأجيل اللقاء الذي كان مقررًا بين الرئيس الاميركي، دونالد ترمب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

يومها قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن" الاجتماع الذي كان مقررًا الثلاثاء تم تأجيله حتى الجمعة بسبب العاصفة المقبلة".

لقاء ترمب وبن سلمان

تأجيل القمة الاميركية الألمانية ترافق مع الاعلان عن استقبال ترمب، ولي ولي العهد السعودي، الامير محمد بن سلمان يوم الثلاثاء 14 مارس، رغم العاصفة الثلجية التي تضرب البلاد، وسيستضيفه على مأدبة غداء، ليكون الضيف السعودي اول زعيم عربي يجتمع به ترمب بشكل رسمي.

تقارب بعد جفاء

قمة ترمب ومحمد بن سلمان جاءت بعد مرحلة علاقات ملبدة بالغيوم بين البلدين، نتيجة سياسات الرئيس الاسبق باراك أوباما، ولكن مع أول لقاء رسمي إتضح ان العلاقات بين واشنطن والرياض ستعود الى السكة الصحيحة.

ترسيخ الشراكة

ترمب الذي كان قد بدأ جولته الخارجية الاولى من الرياض، هنأ يوم أمس محمد بن سلمان باختياره وليًا للعهد، متطلعاً بأن يسهم اختياره في ترسيخ الشراكة السعودية الأميركية. واتفق الزعيمان على محاربة الإرهاب وتمويله وحل النزاع مع قطر، وعلى العمل لسلام دائم بين الفلسطينيين وإسرائيل، والعمل على استقرار المنطقة.

قواسم مشتركة 

وبين ترمب ومحمد بن سلمان، قواسم مشتركة كثيرة، فالرئيس الاميركي يعول كثيراً على تصدي ولي العهد الجديد للارهاب، كما ان الملف الايراني يشكل هو الاخر نقطة التقاء أساسية بين الرجلين. 

رويترز نقلت بعد ساعات من اعلان تولي محمد بن سلمان منصبه الجديد، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الرجلين يتشاركان وجهة نظر موحدة حيال طهران وانشطتها.

استبعاد الحوار مع طهران

واعادت الوكالة التذكير باستبعاد الامير محمد اي حوار مع ايران، وتعهده بحماية مملكته من جهود طهران الهادفة الى السيطرة على العالم الاسلامي، وقال إن الزعيمين، اشارا الى اهمية مواجهة الانشطة الايرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

اتفاق سعودي أميركي

وفي الوقت الذي تضاربت فيه آراء مسؤولين ومحللين اميركيين حيال انخراط بلادهم في الصراع بالشرق الاوسط وردود الفعل الايرانية، قال روب مالي، احد كبار مستشاري باراك اوباما، إن محمد بن سلمان لديه قناعة راسخة بعدم جدوى استيعاب الضربات الايرانية، ويتفق ذلك بدقة مع ترمب الذي قال إن إيران تشجع الشر، وهي مصدر رئيسي للتمويل والدعم للمجموعات المسلحة.

مستشار ترمب، خلال الحملة الانتخابية، د.وليد فارس، اعتبر في تصريح لـ "إيلاف"، ان التحالف العربي الاميركي، سيصبح أشد قوة بعد تعيين الامير محمد بن سلمان، وليًا للعهد. 

ورأى ان القيادتين الاميركية والسعودية، تتشاركان اليوم وجهات النظر نفسها في الازمات التي تعصف بالشرق الاوسط، معتبرًا ان جبهة مكافحة الارهاب والتطرف ستتعزز مع تعيين محمد بن سلمان كولي للعهد، وستصبح اكثر صلابة، كما تدفع هذه الخطوة الى اعادة الميزان الاستراتيجي الى الدول المعتدلة في مواجهة انظمة التطرف ومنظمات الارهاب.

علاقة مميزة

رويترز، توقفت ايضًا عند العلاقة المميزة التي تجمع ولي العهد السعودي، بجاريد كوشنر وايفانكا ترمب، ونقلت عن مسؤول اميركي قوله إنه وعلى الرغم من عدم معرفة البيت الابيض بتعيين محمد بن سلمان في منصبه الجديد بشكل مسبق، غير ان ذلك كان يمكن رؤيته، ولهذا بادر الرئيس ترمب الى تعزيز العلاقات الطيبة معه.