نفت بيونغ يانغ اساءة معاملة الطالب الأمريكي اوتو وارمبير الذي توفي عقب اطلاق سراحه بعد دخوله غيبوبة أثناء وجوده في سجن في كوريا الشمالية.

ونقلت وكالة أنباء كوريا الشمالية عن متحدث رسمي قوله "جميع أجهزتنا المختصة تتعامل مع جميع المجرمين طبقا للقوانين الداخلية والمعايير الدولية."

وبحسب الرواية الأمريكية، لم يفق وارمبير من الغيبوبة حتى إعلان وفاته التي اتهمت أسرته كوريا الشمالية بالمسؤولية عنها.

ونعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النظام في كوريا الشمالية بأنه "وحشي".

وقد سافر وارمبير - الذي درس الاقتصاد في جامعة فرجينيا - إلى كوريا الشمالية سائحا مع شركة يونغ بيونير تورز.

وألقت السلطات الكورية الشمالية القبض على وارمبير، البالغ من العمر 22 عاما.

وحُكم عليه في مارس/آذار 2016 بالسجن 15 عاما مع الأشغال الشاقة، بسبب محاولته سرقة شعار دعائي من أحد الفنادق.

وقالت أسرته إنها لم تسمع أي أخبار عن ولدهم منذ القبض عليه وحتى إعلان السلطات في بيونغيانغ أنه دخل في غيبوبة بعد إصابته بتسمم غذائي.

وتجمع نحو 2500 شخص من أفراد عائلة الطالب الشاب وأصدقائه وآخرين للمشاركة في جنازته التي أقيمت في ولاية أوهايو الخميس.

ماذا قالت كوريا الشمالية؟

نقلت وكالة رويترز عن مسؤول من كوريا الشمالية قوله إن الطالب عاد إلى الولايات المتحدة "في حالة صحية طبيعية".

وقال "وفاة وارمبير بعد أسبوع فقط من عودته إلى الولايات المتحدة في حالة صحية طبيعية يمثل أمرا غامضا لنا أيضا".

وأضاف المسؤول "الاتهامات بمقتل الطالب جراء التعذيب والضرب خلال احتجاوه لا أساس لها"، متهما الولايات المتحدة بادارة حملة لتشويه سمعة بلاده.

وقال "هؤلاء الذين لا يعلمون مطلقا أي شيء بشأن الانسانية التي تعاملنا بها مع وارمبير خلال الاحتجاز تجرأوا على نطق كلمات مثل التعذيب واساءة المعاملة".

ماذا قال الأطباء الأمريكيون؟

قال الأطباء الأمريكيون إن وارمبير عانى من "إصابة عصبية حادة"، وكان السبب الأكثر احتمالا في ذلك سكتة قلبية قطعت إمدادات الدم إلى الدماغ.

وأضافوا أنه لا يوجد دليل على أنه عاني من التسمم.

ولم تجري السلطات تشريحا للجثمان بناء على طلب الأسرة التي تصر على أن الوفاة وقعت جراء "سوء معاملة شديد".

كيف يمكن أن يؤثر مقتل وارمبير على العلاقات الأمريكية الكورية شمالية؟

أسهمت وفاة وارمبير في تصاعد حدة التوتر بين البلدين المتوترة بالأساس بسبب برنامج كوريا الشمالية النووي.

وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحيلولة دون تكرار مأساة سقوط الأبرياء ضحية للأنظمة التي لا تحترم أحكام القانون أو أبسط قواعد حقوق الانسان". ووصفت بيونغيانغ ترامب بأنه "مريض نفسيا".

ويقول ستيف ايفانز مراسل بي بي سي في كوريا الجنوبية إن بيونغيانغ كانت دائما على قائمة اهتمامات الرئيس الأمريكي.

وأضاف ايفانز أن مقتل الشاب الأمريكي وحجم الادانات لما حدث تضع النظام في كوريا الشمالية في دائرة الضوء أمام الشعب الأمريكي.

ولا يزال في كوريا الشمالية ثلاثة أمريكيين آخرين محبوسين. وهم كيم دونغ-تشول، وعمره 62 عاما، وهو مبشر كوري-أمريكي، وكيم سانغ-دك، ويعرف بتوني كيم، وهو أستاذ جامعي كوري-أمريكي، وكيم هاك-سونغ، وكان يعمل في جامعة بيونغيانغ للعلوم والتكنولوجيا.