لندن: يضم معرض المصور الفوتوغرافي مهتاب حسين الذي يستضيفه غاليري "اوتوغراف أي بي بي" في لندن، 24 بورتريه لشباب مسلمين من جنوب آسيا يعيشون في احياء عمالية في مدن نوتنغهام وبرمنغهام ولندن. &

ويأمل حسين في أن يشجع المعرض على فتح حوار حول مسلمي بريطانيا بوصفهم من أشد الجماعات تعرضاً للذم، حيث يشعر كثير منهم انهم موضع شبهة، وكيف ان نشأة المسلم في اجواء معادية يمكن ان تغذي الاغتراب والانسلاخ عن المجتمع الأوسع. &

وبعد الهجمات الارهابية الأخيرة في مانشستر ولندن اصبحت موضوعات معرض مهتاب حسين اشد الحاحاً. &

تغيير النظرة

يريد حسين اولا وقبل كل شيء تغيير النظرة الى المسلم الشاب بتوجيه عدسة الاعجاب التي تركز عادة على أبناء الذوات والمشاهير نحوهم. ويظهر كبرياؤهم وكرامتهم واناقتهم متألقة تتوهج تحدياً في صوره. وتسلط هذه البورتريهات ضوءا على مشهد نادر هو ظهور شباب سمر في الاعلام والاعلان والمتاحف والغاليريات.&

وفي اطار مشروع أمده تسع سنوات اجرى حسين، وهو فنان في السادسة والثلاثين من مدينة برمنغهام، مقابلات مع الشباب الذين صوّرهم. وقال لمجلة الايكونومست انه سمعهم يقولون المرة تلو الأخرى "ان الاعلام ضدنا، يشوه صورتنا، المانشيتات تضع البريطاني في مواجهة المسلم". &

اضاف ان معرضه الذي اختار له عنوان "هل تفهمني؟" يلفت الانتباه الى هذا الوضع بتقديم نتائج تقرير أعدته الحكومة المحلية لمنطقة لندن الكبرى. ويقول مقتطف من التقرير "ان المسلمين في بريطانيا يُصَوَّرون على انهم تهديد للعادات البريطانية التقليدية والقيم البريطانية وطرق الحياة البريطانية" فيما يشير مقتطف آخر الى ان اللغة المستخدمة مع المسلمين كثيراً ما تكون انفعالية أو متطرفة أو جارحة. &

كتلة واحدة

ويرى حسين ان السياسيين في بريطانيا يعتبرون المسلمين كتلة صوانية واحدة وان التغطية الاعلامية الحاقدة تكرس افكاراً مثل عدم امكانية التصالح والتعايش بين الهوية الاسلامية والهوية البريطانية. وقال حسين ان كل هذه الخطابية عن القيم والفصل والدمج وبرنامج مكافحة التطرف وتصوير المسلمين في الاعلام تقول لهؤلاء الشباب "ان بريطانيا ليست مكانكم". واضاف "ان الحقيقة المحزنة هي اننا نُعد اجانب وليس بريطانيين".

معرض حسين يلتقط هذا الواقع باقتباسات من المقابلات التي اجراها مع شباب مسلمين تعوم حول البورتريهات المعروضة. ويقول احد الاقتباسات "نحن كلنا ارهابيون، اشرار نريد السيطرة على هذا البلد". ويمضي صاحب الاقتباس قائلاً: "كل ما خبرته هو ان هذا البلد يكرهني". &

يقول شاب مسلم آخر "أشعر بأني غير مرغوب فيه. أنت مولود هنا ومع ذلك يقولون لك "عد من حيث أتيت" ولكن حين أكون مولودا هنا لا يمكنك ان تقول لي اني لستُ مولوداً هنا لأنه حين يقولون لي "عد الى بلدك"، اعتقد ان بلدي هنا".&

ارتياب

قوبل حسين حين فاتح الشباب المسلمين بشأن معرضه بارتياب وكانوا دائماً يسألونه "هل تعمل للحكومة؟ هل أنت مخبر سري؟".

قال الفنان الذي كان يتحدث بعد الهجمات الأخيرة ان المسلم يشعر انه مكشوف ومستهدف "وهو شعور باليأس. فأنت تعرف ان سيلا من الكراهية سينهال عليك وان مواقع التواصل الاجتماعي ستصاب بسعار". &

بعد هجوم لندن بريدج في 3 يونيو اظهرت ارقام نشرها مكتب عمدة لندن ان عدد الاعتداءات التي استهدفت مسلمين ارتفع خمسة اضعاف وأُبلغ في يوم 6 يونيو وحده عن 54 اعتداء جسدياً. &

في وقت تواجه بريطانيا اسئلة صعبة عن الارهاب محلي النشأة وسياسة مكافحة الارهاب يأتي معرض "هل تفهمني؟" في الوقت المناسب رغم ان فكرته ولدت قبل الهجمات الأخيرة. ويأمل الفنان مهتاب حسين بأن يسهم المعرض في فتح حوار قائلا "اننا بحاجة الى أنسنة الوضع والى حوار أدق بل نحن بحاجة الى حوار مختلف". &&

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الايكونومست". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.economist.com/blogs/prospero/2017/06/ready-close-up
&