تيرانا: يدلي الالبان بأصواتهم الاحد وسط اجواء هادئة في انتخابات تشريعية يأملون في ان تجري بلا حوادث او اعتراضات، من اجل اقناع الاتحاد الاوروبي بفتح مفاوضات انضمام هذا البلد الذي يعد من افقر بلدان اوروبا، بسرعة.

ويتوجه الناخبون باعداد كبيرة الى مراكز الاقتراع منذ فتحها لهذه الانتخابات التي يتقدم فيها الحزب الاشتراكي بقيادة رئيس الوزراء ايدي راما الذي يحكم البلاد منذ 2013، بفارق طفيف على الحزب الديموقراطي اليميني بزعامة لولزيم باشا.

ودعا رئيس الوزراء ايدي راما المنتهية ولايته انصار حزبه الى زيادة جهودهم "للحصول على اي صوت". وقال ان "هدفنا يمكن ان يتحقق حتى بفضل صوت واحد". وبعدما ادلى بصوته في سوريل التي تبعد 15 كلم شرق تيرانا، اضاف "لدي ملء الثقة بأننا سنحقق يوما جميلا جدا لألبانيا".

من جهته، دعا زعيم المعارضة لولزيم باشا الالبان الى "التصويت بأعداد كبيرة من اجل تغيير ألبانيا". وصرح لوسائل الاعلام لدى خروجه من مكتب التصويت في وسط تيرانا، ان "تصويتنا مهم جدا من اجل تغيير البلاد". وفي الساعة 8,00 ت غ، بلغت نسبة التصويت 12,16 %، كما تفيد ارقام اللجنة الانتخابية بالاستناد الى ربع 5326 مكتب تصويت.

اعمال عنف
ومنذ سقوط الشيوعية في تسعينات القرن الماضي، شهدت عمليات الاقتراع اعمال عنف واحتجاجات وتبادل شتائم وتزوير. وللمرة الاولى جرت الحملة بهدوء. وقالت فالنتينا موزيكاري (67 عاما) ان "الحملة كانت هادئة وآمل ان تستمر بهذا الشكل حتى نهاية" الاقتراع. وقالت انها صوّتت في وقت مبكر لتتمكن من "مواصلة حياتها" والذهاب الى الشاطئ.

وقال رئيس الحكومة ان المعسكرين "سيطلبان معا وبعد الانتخابات، فتح مفاوضات مع الاتحاد الاوروبي" الذي ترشحت البانيا للانضمام اليه في 2014. واوضح ايدي راما خلال الاسبوع الماضي ان "هناك امرا واحدا مؤكدا هو (...) ان معالجة البانيا من السرطان الذي اصابها بدأت".

ويلمّح راما بذلك الى اصلاح النظام القضائي الذي يستشري فيه الفساد، بطلب من اوروبا تم التصويت عليه في نهاية المطاف من قبل الحزبين الرئيسيين بعد تعثر. لكن الطريق ما زال طويلا اذ تشير المفوضية الاوروبية في تقريرها الاخير الى ان "الفساد ما زال مهيمنا".

وراما الذي نفى مرارا اتهامات من قبل خصمه لولزيم باشا (43 عاما) الذي يأخذ عليه بلا ادلة اقامة علاقات مع الجريمة المنظمة وتحويل البلاد الى "مستودع للمخدرات"، بات يرفض الرد عليها. وحشيشة الكيف الالبانية التي تعد وباء في البلاد، تغرق اسواق اوروبا.

وتخلى باشا في الشهر الماضي تحت ضغط الغرب عن تهديداته بمقاطعة الاقتراع ثم خفض من حدة اتهاماته. وشدد على مشروعه لـ"جمهورية جديدة" و"برنامج يتركز على الاقتصاد (...) وخفض الضرائب وتأمين منح للشباب ودعم مالي للمزارعين" الذين يدفعهم الفقر الى زراعة حشيشة الكيف.

الفقر في الافق 
لا يستبعد المحللون "تحالفا كبيرا" بين الحزبين الرئيسيين على الرغم من الخلافات الشخصية بين قيادتيهما. وقال الخبير السياسي ارديان سيبيسي "هناك اتفاق بين الاحزاب السياسية (...) على حملة اكثر هدوءا من الماضي". ووضع عدد اقل من الدورات السابقة من الاعلانات او اللافتات الانتخابية في شوارع المدن التي لا يفكر سكانها سوى بقضية واحدة هي الاقتصاد.

وقالت ارديولا كارالي (23 عاما) التي تدرس المعلوماتية ان "عددا كبيرا من الشباب بمن فيهم انا شخصيا، يريدون مغادرة البلاد لانه علينا العمل والعثور على وظيفة امر بالغ الصعوبة". وثلث الشباب عاطلون عن العمل. وخلال ربع قرن ارتفع معدل اعمار سكان البلاد من 28 الى 37 عاما. ومقابل 2,9 مليون الباني بقوا في البلاد، هناك 1,2 مليون غادروها وهو رقم قياسي.

ويحاول السكان تأمين عيشهم بدخل شهري يبلغ في المعدل 340 يورو. وصرح شكيب بربري (43 عاما) العاطل عن العمل ويعيش في كافاي الضاحية الغربية للعاصمة تيرانا انه بالكاد يؤمن الغذاء لاولاده. وقال "آمل ان يؤمن لنا رئيس الحكومة الجديدة حياة افضل لان الذين يحكمون الآن لم يفعلوا شيئا". ويفترض ان تغلق مراكز الاقتراع ابوابها عند الساعة 17,00 ت غ. وسيتم انتخاب النواب البالغ عددهم 140 لولاية مدتها اربع سنوات، باشراف ثلاثة آلاف مراقب بينهم 300 اجنبي.