إيلاف - متابعة: تمر المعركة من أجل استعادة بعض مفاصل السلطة عبر إعادة صياغة إيديولوجية، كما من خلال تعيين قيادة جديدة، في وقت تواجه نانسي بيلوسي، التي تعتبر من قادة الحزب التاريخيين، انتقادات شديدة، من دون أن تبدي أي استعداد للتخلي عن موقعها.

ضعف الحملات
وخسر الديموقراطيون منذ يناير الانتخابات التشريعية الفرعية الأربع، التي جرت لملء مقاعد في الكونغرس. وعلى الرغم من أن الانتخابات جرت في معاقل جمهورية، إلا أن القيادة الديموقراطية كانت تراهن على شعبية الرئيس المتدنية لجعل دائرة واحدة على الأقل تنتقل إليهم.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كينيسو في جورجيا كيروين سوينت: "ما زالوا يضمدون جروحهم". تكشف هذه الحملات الانتخابية الفاشلة عن المشكلة المحورية التي يعاني منها الحزب، وهي أنه لا يمتلك رسالة واضحة. فهل ينبغي عليه أن يجسد معارضة تامة ومتشددة لدونالد ترمب؟، أو القيام بما فشلت هيلاري كلينتون في إنجازه، وهو نشر رسالة اقتصادية تستجيب لمخاوف وهموم الطبقة الوسطى والعمال؟.

أظهرت الانتخابات الفرعية في جورجيا الثلاثاء حدود الاستراتيجية القاضية بالتنديد بشكل متواصل في الكونغرس والإعلام بالتجاوزات المنسوبة إلى السلطة، وبسلوك الرئيس الجمهوري في سياق التحقيق بشأن روسيا.

وقال سوينت: "يجدر بالديموقراطيين ألا يتكلموا عنه طوال الوقت، يجب أن يتكلموا عن الوظائف". وأضاف "إنهم بحاجة إلى رسالة اقتصادية أوضح بكثير".

لكن &زاك بيتكاناس، أحد المسؤولين الإعلاميين السابقين في فريق هيلاري كلينتون، خالفه الرأي، وأوضح لوكالة فرانس برس أنه في حال سجلت نسبة شعبية دونالد ترمب، البالغة حاليًا 42%، بحسب معهد غالوب، المزيد من التراجع في الأشهر المقبلة، "فإن عدم خوض حملة ضده سيكون خطأ مهنيًا".

آمال برلمانية
الهدف الذي يعمل الديموقراطيون من أجله هو انتخابات نوفمبر 2018 لتجديد جميع مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ، في وقت يسيطر الجمهوريون حاليًا على المجلسين. وبصورة عامة، فإن حزب الرئيس يخسر عادة مقاعد في هذه الانتخابات التي تجري في منتصف الولاية الرئاسية.&

ففي 2010 خسر الرئيس السابق باراك أوباما الغالبية في مجلس النواب بعد عامين على انتخابه. والديموقراطيون بحاجة إلى استعادة 24 مقعدًا لنيل الغالبية، ويقول المحللون إن هناك عشرات المقاعد الجمهورية التي تجري المنافسة عليها.

وأشار رئيس اللجنة الديموقراطية لانتخابات الكونغرس بن راي لوجان في مذكرة خلال الأسبوع الماضي إلى 71 دائرة يمكن للديموقراطيين أن ينافسوا فيها أكثر من الأربع التي جرت فيها انتخابات فرعية حتى الآن. وكتب: "لدينا فرصة فريدة لتبديل السيطرة على مجلس النواب عام 2018".

وسيكون لنتيجة المساعي الجمهورية، من أجل إقرار تعديل لنظام الضمان الصحي يلغي نظام "أوباما كير" الذي صدر عام 2010 ويعتبر من أبرز إنجازات الرئيس السابق، دور حاسم في تحديد مسار الانتخابات المقبلة. والديموقراطيون واثقون بأن الانتخابات ستجعل الجمهوريين يدفعون ثمن إلغاء قانون مقبول اليوم من غالبية الأميركيين.

دعوات لإقالة بيلوسي
وقال سوينت: "كل شيء سيتوقف على شعبية ترمب في العام المقبل، مع العلم بأن قانون الضمان الصحي سيكون له تأثير كبير على الأجواء السياسية". لكن الكثير من الديموقراطيين يدعون إلى التحرك منذ الآن من دون انتظار تبدل الأجواء.

تتركز الانتقادات على نانسي بيلوسي النائبة عن كاليفورنيا البالغة من العمر 77 عامًا ورئيسة الكتلة الديموقراطية في مجلس النواب منذ 15 عامًا. وبعدما عارضها ثلث أعضاء الكتلة الديموقراطية في الخريف، تواجه اليوم دعوات جديدة إلى الاستقالة.

وقال النائب عن أوهايو تيم راين، الذي يتحدى بيلوسي علنًا، "الناس في واشنطن لا يدركون مدى التأثير السام للعلامة الديموقراطية في قسم كبير من البلاد". وإذ سئل راين إن كانت نانسي بيلوسي نفسها لها تأثير سام، قال لشبكة "سي إن إن": "بصراحة، نعم، في بعض أجزاء البلاد"، داعيًا إلى وضع العمال وصغار الموظفين في صلب الاستراتيجية الديموقراطية. وفي مؤشر إلى حدة الجدل الداخلي المقبل، ردت بيلوسي على منتقديها خلال هذا الأسبوع مؤكدة:&"قراري بالبقاء لا يتوقف عليهم".