نصر المجالي: أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن قطر تدرس مطالب الدول العربية المقاطعة لها، معتبرا أن بعض تلك المطالب قد يكون أساسا للحوار وحلا للخلاف الدبلوماسي.

ودعا تيلرسون في بيان اليوم الأحد قطر والدول الأربع الأخرى (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) إلى الاستمرار في المباحثات. وكانت قطر قالت من ناحيتها، إنها تراجع قائمة المطالب وإن وزارة الخارجية ستعد ردا رسميا وتسلمه للكويت لكنها وصفت المطالب بأنها غير معقولة وغير قابلة للتنفيذ.

وتشمل قائمة مطالب السعودية ومصر والبحرين والإمارات والمكونة من 13 نقطة إغلاق شبكة تلفزيون الجزيرة والحد من العلاقات مع إيران وإغلاق قاعدة تركية في الدوحة ودفع تعويضات. 

كما تهدف المطالب فيما يبدو إلى تفكيك سياسة خارجية قائمة على التدخل انتهجتها قطر لنحو عقدين وأثارت غضب دول عربية بسبب اتهامات بدعم الدوحة لمتشددين إسلاميين.

تركيا تؤيد قطر 

وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قائمة المطالب المقدمة لقطر بأنها مخالفة للقوانين الدولية. وعبر أردوغان عن تأييد تركيا لموقف قطر منها.

ووصف هذه العقوبات، المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، بأنها غير مسبوقة في منطقة الخليج. وفي تصريحات عقب صلاة عيد الفطر في اسطنبول، قال الرئيس التركي إن بلاده "بذلت وستبذل كل ما في وسعها لتقديم الدعم لقطر".

قال أردوغان "أقولها بصراحة، هناك وضع مخالف للقوانين الدولية، ويجب التخلص منه". وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده "تثمن وتتبنى موقف قطر من قائمة المطالب الثلاثة عشرة وتعتبرها مخالفة للقوانين الدولية".

وقال إن موقفه يرجع "لأنه في القانون المتعارف عليه بين الدول لا يمكن التهجم إلى هذا الحد على الحقوق السيادية لدولة ما". ووصف قائمة المطالب أيضا بأنها "تطاول يصل إلى حد التدخل بالشؤون الداخلية."

وكان البرلمان التركي قد أقر مع بداية الأزمة اتفاقية للتعاون العسكري مع قطر.

قاعدة في السعودية

وكشف أردوغان عن أن تركيا "عرضت الأمر نفسه على السعودية." وقال "عرضت الأمر على الملك ( سلمان عاهل السعودية) وقال إنه سيدرسه. لم يأتنا رد."

وقال إن أنقرة لا تزال مستعدة للإقدام على الخطوات اللازمة إذا رغبت الرياض بأن تقيم تركيا قاعدة عسكرية لها على الأراضي السعودية.

وقد أُنشئت القاعدة التركية في قطر بموجب الاتفاقية الموقعة بين البلدين في عام 2014.

تصريحات قرقاش

ويشار إلى أن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش قال يوم السبت إنه إذا لم تقبل قطر مطالب دول عربية قطعت علاقاتها معها هذا الشهر فإن البديل ليس التصعيد ولكن افتراق الدروب.

وقال قرقاش للصحفيين "البديل في حال عدم تعاطي قطر مع المطالب التي قدمها الوسيط الكويتي لن يكون التصعيد وإنما الفراق لأنه من الصعب للغاية بالنسبة لنا أن نحافظ على تجمعنا".

وأضاف أن الدبلوماسية مع قطر تمثل أولوية لكنه أضاف أن تسريب قطر لمطالب الدول المقاطعة أدى لتقويض قدرة الوسطاء على الانتقال بين الأطراف ومحاولة التوصل إلى أرض مشتركة. وأشار إلى أن نجاح الوسطاء يتوقف كثيرا على قدرتهم على الحركة ولكن ليس في العلن.

وقال قرقاش إن قطر ستصبح معزولة إذا لم تمتثل للمطالب خلال عشرة أيام لكنه لم يوضح ماذا يمكن فعله بعد أن قطعت الدول الأربع بالفعل علاقاتها الدبلوماسية بالدوحة وكذلك معظم الروابط التجارية.