برازيليا: تهز الفضائح منذ سنة عهد الرئيس ميشال تامر، اول رئيس برازيلي يواجه تهم فساد خلال ولايته، لكنه يبدو رغم ذلك واثقا من قدرته على ادارة البلاد.

وهو اكد الاثنين في خطاب قبل ساعات من تقديم النائب العام رودريغو جانو طلب توجيه الاتهام له بتلقي رشوة "لا شيء سيدمرنا، انا والوزراء".

وتامر محافظ وصل الى رأس السلطة في البرازيل واستولى على مقعد الرئاسة بعد ان ساهم في تسريع سقوط الرئيسة ديلما روسيف.

وفي وقت كانت تبدو فيه مسيرته التي قضاها خلف كواليس المسرح السياسي على وشك الافول، تمكن ميشال تامر بعمر السادسة والسبعين من الوصول الى سدة الرئاسة بما يشبه الصدفة في اب/اغسطس 2016 بعد اقال البرلمان ديلما روسيف بتهمة التلاعب بالحسابات العامة.

وبعد مرور عام، ها هو تامر يواجه تهديدا مشابها. ولكي يتم توجيه الاتهام رسميا الى الرئيس ويحال امام المحكمة العليا يجب ان يوافق ثلثا النواب على الاقل على محاكمته.

عندها يكف رئيس الجمهورية عن اداء مهامه لمدة يمكن ان تصل الى 180 يوما.

وعهد تامر لم يكن يوما معبدا بالزهور، مع مواجهة البرازيل اسوأ انكماش في السنوات الثلاثين الماضية والاتهامات التي تمطر الحياة السياسية.

سيل من طلبات الاقالة، وخطر خروج شركائه من الائتلاف، ومتظاهرون يصرخون "تامر اخرج"، كلها ساهمت في جعل الرئيس البرازيلي محاصرا من كل حدب وصوب.

الا ان تامر تمسك بالسلطة مؤكدا انه "لن يستقيل"، في رد على صحيفة او غلوبو التي نشرت في اواسط ايار/مايو تسجيلا وضع ولايته في عين العاصفة.

والتسجيل الصوتي يبدو فيه ان الرئيس يعطي موافقته لاحد مالكي شركة "جاي بي اس" لشراء صمت الرئيس السابق لمجلس النواب ادواردو كونيا المسجون لتورطه في فضيحة بتروبراس.

ويؤكد تامر اصراره على البقاء في السلطة حتى نهاية عهده اواخر 2018. مشددا على انه في خدمة البلاد وانه لن يترشح لولاية جديدة.

- خائن لروسيف -

وقبل وصوله الى الرئاسة شغل تامر على مدى خمس سنوات منصب نائب رئيس في عهد روسيف، التي وصفته فيما بعد بـ "الخائن".

وتخفي سيرة حياة تامر في طياتها العديد من الاسرار.

وولد تامر في 1940 في ساو باولو، وهو الاخ الاصغر من بين ثمانية اشقاء، ووالداه مهاجرون لبنانيون.

هندامه منمق دائما وتعابير وجهه فيها بعض الجمود جراء الجراحة التجميلية.

 وفي 2013 نشر تامر ديوان شعر تحت بعنوان "حميميات مجهولة". ولديه خمسة اولاد من ثلاث زيجات على مدى اربعة عقود. وزوجته الحالية ملكة جمال سابقة تصغره بثلاثة واربعين عاما تصفها صحيفة فيجا بـ "الجميلة المكرسة للمنزل".

قاد على مدى 15 عاما حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية ولعب دور الكفة المرجحة في مختلف الائتلافات الحكومية منذ 1994.

وفي ربيع 2016 وصلت الازمة البرازيلية الى نقطة اللاعودة. وبدأت سفينة رئاسة روسيف تغرق بسرعة، عندها قرر تامر ان الوقت قد حان للخروج من الظل.

استفاد تامر من تمرسه السياسي وقام اواخر اذار/مارس بهندسة خروج حزبه من الحكومة، ما شكل ضربة قاضية لروسيف.

وشغل بداية منصب الرئيس بالوكالة اعتبارا من ايار/مايو، قبل ان يصبح رئيسا فعليا اواخر اب/اغسطس.

- شعبية دون 10% -

تمكن بخبرته البرلمانية الطويلة من تشكيل ائتلاف حكومي على انقاض اغلبية سابقة لروسيف لضمان اقالتها.

وهو شغل لثلاث مرات منصب رئيس مجلس النواب.

وقد يلعب دعم الحلفاء في الائتلاف، الذي يرزح تحت وطأة الفضائح، دورا حاسما عندما يجد البرلمان نفسه امام تصويت على احالة الاتهام امام المحكمة العليا.

ويحظى تامر بدعم القطاعات الاقتصادية في البرازيل التي عانت كثيرا من تدخلات روسيف وتتفاءل في اصلاحات التقشف التي ينادي بها تامر والتي تمزج بين تجميد الانفاق واصلاح قانون العمل وتأخير سن التقاعد.

ويمكن لتامر البناء على نتائج اقتصادية مشجعة في وقت بدأ اكبر اقتصاد في اميركا الجنوبية يظهر مؤشرات خجولة بالتعافي.

الا ان تامر لم ينجح في خطب ود البرازيليين مع شعبية تبلغ 7% فقط بحسب استطلاع نشره معهد داتافوليا.