فيما يواصل قادة عراقيون عسكريون وسياسيون تأكيداتهم بأن النصر على تنظيم داعش في الموصل القديمة قد اصبح قريباً جداً، ورجحت تقارير استعادتها خلال ساعات، فقد اكدت القوات العراقية أن التنظيم مازال يحتل نصف مساحة المدينة ويتطلب طرده منه أيامًا.. بينما أحبطت القوات تسللاً لعناصر داعش عبر نهر دجلة مع معداتهم من أيمن الموصل إلى ايسرها المحرر لتنفيذ اعمال ارهابية فيه.

وقالت خلية الاعلام الحربي الناطقة باسم العمليات المشتركة للقوات العراقية إن" قطعات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة 16 من الجيش وقوات الشرطة الاتحادية ضمن عمليات تحرير الموصل القديمة حققت لغاية مساء أمس تحرير 50 بالمائة من مساحة المدينة القديمة.

واشارت في بيان تابعته "إيلاف" الليلة الماضية، إلى أن المناطق المتبقية من الاحياء غير المحررة هي: الفاروق2 ومنطقة حضرة السادة والاحمدية وراس الكور وبضمنها الخاتونية وعبد خوب والشهوان والميدان بضمنها النبي جرجيس وجامع النوري والحدباء والقليعات والامام ابراهيم وباب الجديد وبضمنه منطقة الساعة وباب الطوب وبضمنها سوق النجفي والسوق الصغير والجسر القديم الحديدي والسرجخانة .. موضحة أن المساحة المتبقية منها 850متراً × 1700متر. 

 وأشارت القوات المشتركة الى انها اصدرت هذه التوضيحات بسبب الشائعات التي روجت مساء امس بأن بيان تحرير الموصل بالكامل سيصدر بعد ساعات. ورغم ذلك، فقد شددت القيادة على "استمرار القوات بعملياتها العسكرية بكل ثبات وإرادة لتحرير المناطق المتبقية لإعلان النصر الكامل إن شاء الله"، كما قالت في بيان تابعته "إيلاف".

معارك بالقنابل اليدوية

وأكد الفريق رائد جودت قائد قوات الشرطة الاتحادية أن مقاتلي قواته يلاحقون عناصر داعش من منزل الى منزل، ويشتبكون معهم بالقنابل اليدوية في باب جديد.

ومن جانبه، اعلن قائد جهاز مكافحة الارهاب الفريق الركن عبد الغني الاسدي أن قطعات الجهاز بصدد شن آخر هجوم ضد داعش في موقع ساقط عسكرياً بالجانب الايمن من المدينة القديمة.

وقال إن "آخر محاولة لعصابات داعش من اجل تخليص بعض قادتهم باءت بالفشل الذريع تمامًا، وقد وجهنا نداءات لهم اما الاستسلام او الموت .. مشيرًا الى استمرار عمليات نزوح السكان المدنيين.

واضاف ان المسافة التي تفصل قطعات جهاز مكافحة الارهاب عن آخر موقع لتجمع عناصر داعش تتراوح بين700و750 مترًا، وهي لاتعني شيئًا ضمن الحسابات العسكرية . واشار الى ان قطعات جهاز مكافحة الارهاب اعتقلت عددًا من مقاتلي داعش المحليين في الجانب الأيمن للمدينة القديمة ممن حاولوا التسلسل مع النازحين.

وقد تم قتل العشرات من عناصر داعش خلال ضربات جوية نفذها طيران الجيش في المدينة القديمة، وقالت خلية الاعلام الحربي إن طيران الجيش وجه ضربات جوية اسفرت عن قتل العشرات من عناصر داعش وتدمير خمس دراجات نارية وعجلتين ومعالجة وكر وقتل قناص في الموصل القديمة.

احباط تسلل لعناصر داعش عبر دجلة من ايمن الموصل لأيسرها

وقالت وزارة الدفاع العراقية إن مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية في الفرقة 16 وعلى اثر معلومات دقيقة من نصب كمين محكم بالقرب من الجسر الرابع في الساحل الأيمن من الموصل لمجموعة من عناصر داعش يقومون بعبور نهر دجلة من الجانب الأيمن للمدينة القديمة باتجاه الجانب الأيسر مستفيدين من جريان النهر ليبعدهم عن القطعات المتواجدة على حافتيه في دوميز ويارمجة وحي السومر، وذلك عبر قيامهم باستخدام الأنابيب المطاطية للعجلات لتحميل مواد التفجير والأسلحة أثناء العبور لتنفيذ عملياتهم الإرهابية في الجانب الأيسر، مما أدى إلى فتح النار عليهم وقتلهم والاستيلاء على المواد المعبأة في الأنابيب المطاطية، وهي: حزامان ناسفان وثلاث عبوات وثلاث عبوات لاصقة و8 مخازن بندقية و500 عتاد بندقية و6 قنابل يدوية وثلاث نجادات عبور و5 2 مترا فتيل إشعال و5 كواتم للصوت و50 اطلاقة مسدس 9 ملم.

وأضافت الدفاع أن الجهد الهندسي لفرقة المشاة السادسة عشرة أثناء سير عمليات تحرير الساحل الأيمن لمدينة الموصل، ومن خلال مفارز المعالجة قد قام بتدمير ورفع تحصينات داعش الدفاعية وفتح وتأمين الطرق الخاصة باقتحام المناطق التي يجري تحريرها، إضافة الى تدميرالعبوات الناسفة التي زرعها مسلحو داعش لإعاقة تقدم القطعات وتفكيك العجلات المفخخة ومعامل التفخيخ التي تركها الدواعش أمام تقدم القطعات العسكرية، فضلاً عن عمليات البحث والتفتيش لرفع مخلفات داعش في المناطق المحررة المتمثلة بالعبوات الناسفة والعجلات المفخخة وتطهير المنازل والأبنية التي تم تفخيخها، اضافة الى تنظيف الطرق من الموانع الترابية التي كانت تستخدمها عصابات داعش خلال سير العمليات العسكرية لتهيئتها أمام عودة المواطنين الى المناطق المحررة. 

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.