لندن: تمكن باحثون من تطوير رقعة لاصقة ضد الانفلونزا لايصال اللقاح عبر الجلد بدلا من الحقنة المتعارف عليها. واجتازت الرقعة كل اختبارات السلامة بعد تجربتها على بشر. 

وتتكون الرقعة على وجهها اللاصق من 100 إبرة مجهرية بسمك شَعرة الانسان تخترق سطح الجلد. وهي سهلة الاستعمال بحيث يستطيع الشخص لصقها بنفسه. 

ويتوقع الأطباء ان تساعد الرقعة في تلقيح مزيد من الأشخاص وخاصة الذين يخافون من إبرة الحقنة. 

وبخلاف الحقنة المعهودة ضد الانفلونزا لا يتعين حفظ الرقعة في ثلاجة بل يمكن وضعها على رفوف الصيدليات لشرائها مباشرة. 

وتوفر الرقعة الوقاية التي يوفرها اللقاح الاعتيادي ولكن من دون ألم، كما قال الباحثون الذين طوّروا الرقعة في جامعة ايموري ومعهد جورجيا للتكنولوجيا بتمويل من المعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة. 

وتخترق الرقعة الطبقة العليا من البَشَرة في حين ان الحقنة المتعارف عليها ضد الانفلونزا تخترق الجلد وصولا الى العضلة. 

وقال رئيس فريق الباحثين البروفيسور مارك براوسنتز ان وضع الرقعة تحت المجهر سيبين ان هناك إبراً في منتهى الصغر تخترق الجلد بلا ألم. 

واختبر فريق العلماء الرقعة مع الحقن المضادة للانفلونزا. وتلقت مجموعة ضمن 100 متطوع الحقنة المعهودة في الذراع فيما استخدمت مجموعة أُخرى الرقعة ذات الإبر المجهرية بلصقها على الرسغ. 

وقالت غالبية الذين استخدموا الرقعة انها ليست مؤلمة ولكن البعض ظهرت عليهم آثار جانبية طفيفة مثل احمرار البقعة وحكة وحساسية في المنطقة التي أُلصقت فيها. وتحسنت هذه الأعراض تلقائياً بعد ايام. 

واعرب خبراء عن اعتقادهم بأن الرقعة يمكن ان تحدث انقلاباً في طريقة إعطاء اللقاحات المضادة للانفلونزا وامراض اخرى رغم ان المطلوب اجراء مزيد من الاختبارات السريرية لنيل الموافقة على استخدامها على نطاق واسع. 

وقالت الدكتورة نادين روفائيل من جامعة ايموري ان بالامكان اجراء التلقيح بهذه الرقعة في البيت أو في مكان العمل أو حتى بتوزيعها في البريد. 

ويمكن رمي الرقعة في القمامة بعد الاستعمال لأن الأبر المجهرية تذوب في كل الأحوال. 

وبسبب امكانية حفظ الرقعة سالمة لمدة عام دون تبريد فانها يمكن ان تكون ذات فائدة كبيرة في البلدان النامية. 

وقال خبراء انها مفيدة مع الأطفال الذين لا يحبون الإبرة عادة. 

ويحاول باحثون آخرون تطوير طرق غير مؤلمة لإدخال اللقاح في الجسم. ويعمل باحثون في استراليا على تصميم رقعة نانو ذات إبر حتى أصغر حجماً.

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/health-40402775?ocid=global_bbccom_email_27062017_top+news+stories