ربما لم يُصَنَّع منتجاً بنفس أهمية هواتف الآيفون خلال السنوات الأخيرة، والأسباب التي توضح قيمة الآيفون عديدة ومتنوعة نظراً لدوره في كثير من جوانب الحياة العصرية.

وأكد تقرير نشرته مجلة الايكونوميست البريطانية أن هاتف الآيفون، الذي طُرِحَ بالأسواق الأميركية قبل 10 أعوام، حقق نجاحاً استثنائياً وفقاً لأي مقياس من المقاييس.

وأشارت المجلة إلى أن هناك سبباً آخر يقف وراء كل هذا النجاح الكبير الذي حققه الآيفون، رغم أنه سبب غير واضح لكثيرين، وهو أن الهاتف سمح لشركة أبل بأن تصبح العملاقة التكنولوجية الوحيدة الموجهة نحو المستهلك التي لا يعتمد نموذج أعمالها على جمع رزم البيانات الشخصية، وذلك عادةً من أجل استهداف الإعلانات للمستخدمين.

وأضافت المجلة أن رئيس أبل التنفيذي، تيم كوك، نجح في جعل وضعية الشركة جزء من نهج مبيعاته، مطالبا بجعل الخصوصية حقا أصيلا من حقوق الإنسان.

ومضت المجلة تشير في نفس السياق إلى أن الطريقة التي تتعامل بها أبل مع البيانات ستكون أكثر أهمية فيما يخص تحديد فرص نجاحها على مدار الأعوام العشرة المقبلة من الأسئلة اللانهائية عن طموحات الشركة المتعلقة بأجهزة التلفاز أو السيارات.

وقد بدأت أبل، التي تم تأسيسها قبل أكثر من 40 عاماً، كشركة متخصصة في تصنيع الحواسيب التي تدمج بإحكام السوفت وير مع الهارد وير. وهو التاريخ الذي حافظت عليه العملاقة أبل وبرهنت عليه بكل المنتجات التي قامت بتطويرها طوال تلك الفترة.

وبدلاً من قيام الشركة على سبيل المثال بتجميع كل أنواع بيانات المستخدمين بداخل الحوسبة السحابية بهدف تحليلها، فقد اختارت أبل أن تتركها على الآيفون. 
كما أن سماعتها الجديدة، التي أطلقت مطلع الشهر الماضي، ستحتفظ فقط ببيانات الكلام لبضعة أشهر فقط، لتنافس بذلك منتجات أخرى من بينها جهاز ايكو من أمازون. كما تم تزويد متصفح أبل "سفاري" ببرمجيات تحجب الإعلانات غير المرغوب بها.

ولضمان الاحتفاظ بمكانتها القوية داخل حلبة المنافسة، خاصة وأن أجهزة منافسة تعمل بنظام تشغيل أندرويد من غوغل قد أضحت بنفس فعالية أجهزة أبل، يتوقع أن تتعرض أبل لضغوط متزايدة بهدف جمع مزيد من البيانات والاستفادة منها بشكل أكبر.

والفرصة المتاحة الآن أمام تيم كوك هي أن يُحَوِّل أبل إلى نموذج خاص بالطريقة التي يمكن أن يتحقق من خلالها التوازن بين فوائد البيانات والحق في الخصوصية، وهو ما يعني أنها ستكون شفافة بشأن نوعية البيانات التي تقوم بتجميعها وبين طريقة استخدامها لها، كما أن ذلك يعني أنها ستجعل المستخدمين مسؤولين عن بياناتهم قدر المستطاع، مثلما تفعل مع بيانات الصحة واللياقة البدنية في هواتف الآيفون. 

أعدت إيلاف المادة نقلاً عن مجلة الايكونوميست البريطانية:
http://www.economist.com/news/leaders/21724382-firms-approach-data-will-determine-apples-success-coming-years-iphone-turns-ten?fsrc=gnews