لندن: توصلت دراسة جديدة الى ان الألعاب التي تنشط الذهن تقوي الذاكرة ويمكن ان تقلل خطر الاصابة بالخرف.

واكتشف الباحثون الذين اجروا الدراسة في جامعة كامبردج ان العاب الفيديو اسفرت عن تحسين عمل الدماغ لدى مَنْ ظهرت عليهم بوادر مبكرة لضعف الذاكرة يمكن ان تكون مقدمة للاصابة بمرض الزهايمر.

وأُعطي المتطوعون المشاركون في البحث لعبة على آيباد حاولوا فيها ان يربحوا عملات ذهبية بوضع اشكال مختلفة في اماكنها الصحيحة.

ولاقت العاب تدريب الذهن شعبية واسعة في الفترة الماضية ولكن كثيرين يملون بعد حين بسبب التكرار الذي تتسم به.

لعبة التطبيق الجديد الذي طورته جامعة كامبردج باسم "غيم شو" Game Show تزداد صعوبة مع نجاح اللاعب في مستوياتها المختلفة لابقائه متحفزاً.

واختُبر تأثير اللعبة على 42 مريضاً فوق سن الخامسة والأربعين مصابين بإعاقة معرفية معتدلة في الذاكرة يمكن ان تكون مقدمة للخرف أو اشارة تحذير منه.

ولمدة شهر لعب نصف المتطوعين "غيم شو" ساعتين في الاسبوع في حين ان النصف الآخر أُبقي بعيداً عن أي العاب فيديو.

وأظهرت النتائج ان من مارسوا اللعبة تحسنت ذاكرتهم العرضية بنحو 40 في المئة.

ويساعد هذا التحسن في النشاطات اليومية مثل تذكر المكان الذي تُركت فيه المفاتيح أو المكان الذي رُكنت فيه السيارة إذا كان موقف السيارات يتكون من عدة طوابق.

وقالت البروفيسورة باربرا ساهاكيان التي شاركت في تصميم اللعبة "ان تدريب الدماغ يمكن ان يكون مفيداً ولكنه يجب ان يستند الى دراسة صحيحة ولعبتنا أتاحت لنا ان نشخصن برنامج تدريب المريض ونجعله مسلياً".

فوائد تدريب المخ

ويخطط الباحثون لإجراء اختبارات اوسع كي يعرفوا طول الفترة التي تستمر فيها فوائد تدريب المخ.

وقالت الدكتورة كارول روتليج من مؤسسة ابحاث الزهايمر في بريطانيا ان اللعبة التي صممتها جامعة كامبردج "يمكن ان تعود ببعض الفائدة للأشخاص الذين لديهم مشاكل معتدلة في الذاكرة ولكن من دون مزيد من الابحاث لا نستطيع ان نعرف ان كانت الفوائد نفسها يمكن ان تتحقق من أي لعبة الكترونية اخرى".

ولاحظت الدكتورة روتليج ان الخوف من الخرف بلغ مستوى قياسياً وهناك اهتمام كبير بالتدريب الذهني المعرفي.

ولا يوجد حالياً علاج للخرف ولكن بعض العقاقير الطبية يمكن ان تسيطر على الأعراض. 

الدكتورة تارا سبايرس جونز من جامعة ادنبرة اعتبرت نتائج الدراسة "واعدة" وقالت ان هذا النوع من الرياضة الذهنية لن يكون قادراً في النهاية على منع امراض الذاكرة مثل الخرف أو علاجها ولكنه طريقة واعدة لتحسين الأعراض المبكرة في الذاكرة. 

واشارت الدكتورة سبايبرس الى ان نتائج الدراسة تعزز ابحاثاً اخرى توصلت الى ان تدريب الدماغ معرفياً يحسن الذاكرة لدى المصابين بإعاقة معرفية معتدلة.

ولكن البروفيسور روبرت هاورد استاذ التحليل النفسي للشيخوخة في كلية لندن الجامعية قال انه ليست هناك أدلة تُذكر على ان تدريب الدماغ يمكن ان يوفر وقاية من الخرف. 

 

اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/science/2017/07/02/brain-training-games-boost-memory-may-reduce-risk-dementia-research/