إيلاف من لندن: دعا ناشطون سياسيون يمنيون الى ضرورة الإسراع بحسم القتال في بلدهم بتشكيل حكومة حرب قادرة على انجاز هذا الهدف وانهاء الدولة العميقة للرئيس السابق علي عبد الله صالح وتخليص البلاد من الحرب والفساد محذرين من انه من دون ذلك فإن اليمن سيتحول الى دولة فاشلة تشكل خطرا على جميع الدول المجاورة. 

وقالت حركة "معا من أجل يمن أفضل" الناشطة من لندن في تقرير اليوم عن تطورات الاوضاع وحصلت "إيلاف" على نصه الى ان ‏استمرار الكثير ممن ثبت عليهم الفساد بالعمل داخل حكومة الشرعية برئاسة الرئيس هادي وتكتل لمافيا منظمة من رجال الفساد السياسي والتجاري ‏والعسكري ومنهم من يعمل لصالح الدكتاتور اليمني السابق علي عبد الله صالح يعيق اي تسوية لخلاص الشعب اليمني من ظروفه الصعبة التي يعيشها حاليا.

واشارت الى ان ‏استمرار قيادات لها ميول ‏انفصالية ‏وميليشيات داخل حكومة اليمن ‏وعدم نقل ‏جميع مؤسسات الدولة الخدماتية الى عدن او مآرب موقتاً وإيقاف جميع مؤسسات الدولة في صنعاء و‏عدم مطالبة الإنتربول بالقبض على تجار الحرب اليمنية المعروفين للشرعية حتى الآن يزيد اوضاع البلاد قتامة. ونوهت الحركة بان تشجيع ودعم أسلوب المحاصصة في اليمن و تجاهل تغلغل الدولة العميقة لعلي عبدالله صالح في مفاصل الشرعية اليمنية والمراكز الحساسة و‏تسليم إدارة المناطق المحررة لقيادات غير وطنية ومعروفة بتاريخها المتأصل بالفساد يساهم حاليا بجعل المدن المحررة مدنا فاشلة ‏امنيا وسياسيا واقتصاديا ويزيد من التذمر والسخط الشعبي ضد الشرعية ما يهدد النسيج الاجتماعي والوطني. 

قتال عشوائي

وحذرت الحركة من ان ‏الجيش الوطني وكتائب المقاومة يشاركون في قتال ومواجهات أشبه ما تكون بالعشوائية بدون تخطيط مسبق ما يؤدي لخسائر بشرية وعسكرية و تأخير الحسم.. وتساءلت قائلة: "لماذا لا تستخدم الحكومة الشرعية استراتيجية بث الرعب في صفوف الميليشيات باستهداف مباشر لرأس الأفعى على صالح و قرينه الشيطان الحوثي ومحاولة إلقاء القبض عليهم وعلى القيادات الموالية لهم؟.. موضحة ان استراتيجية الخوف والرعب هذه أسرع طريقة لضرب العدو من الداخل بالترافق مع الإعلان عن مكافآت مالية مغرية لكل من يساهم في الخلاص منهم وأكبرها 10 ملايين دولار لمن يأتي برأس صالح او الحوثي ومليون دولار من يأتي بأي واحد من قيادتهما".

وشددت على "ضرورة الاسراع بتحرير ‏المدن اليمنية بالقوة ‏خاصة ‏بوابة المناطق الشمالية الحديدة وتعز وصنعاء والمدن الأخرى باستخدام قوات خاصة يمنية وقوات فدائية بداخل المدن واعلان تحرير المناطق اليمنية بشكل يبث الرعب واليأس في صفوف مرتزقة الميليشيات ويساهم في انهيارها واستسلامها او فرارها".

حكومة حرب

واشارت "معا من أجل يمن أفضل" الى انها ترى ان الشرعية اليمنية لا تمتلك رؤية حقيقية لمستقبل اليمن لذلك فإنها مطالبة الان بتغيير هذه السياسة والاعتراف بان اليمن يمرّ بحرب ‏تأكل الأخضر واليابس ‏ما يستلزم إعلان حكومة حرب في اليمن وأبعاد كل الفاسدين ورجال صالح عن هذه الحكومة الجديدة لتسريع الحسم وتخليص الشعب اليمني.

وحذرت الحركة من انه من دون ذلك فإن اليمن سيتحول الى دولة فاشلة ‏مع كل ما يجره هذا من مخاطر على امن الدول المجاورة بعد كل ‏المجازر والدمار الذي يشهده بالترافق مع إنهيار مؤسسات الدولة ومعها البنى التحتية ‏والشروخ التي يشهدها النسيج الاجتماعي للشعب وانتشار للميليشيات والمجاميع المسلحة في جميع المناطق اليمنية وخاصة الحدودية منها.

يذكر ان الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف به دوليا والحراك الجنوبي يخوضون معركة جديدة لإثبات الذات عقب قرارات إقالة محافظي حضرموت وشبوة وسقطرى. فالحراك الجنوبي وعبر "المجلس السياسي الانتقالي" انتظر 24 ساعة منذ صدور القرارات التي أطاحت بأعضائه وأصدر بياناً رافضاً لتلك القرارات ورافضاً لتطبيقها. 

وقال المجلس الجنوبي في بيان الجمعة الماضي مخاطباً أنصاره "إن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بتفويضكم لها واستجابة لندائكم تؤكد على رفضها القاطع للقرارات الرئاسية واعتبارها كأن لم تكن ولن نتعامل معها وسيبقى الوضع على ماهو عليه مع المحافظين". وأشارت إلى أن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ستعقد اجتماعها قريبا في الجنوب وستعلن من خلاله الموقف العملي والإجراءات المطلوبة إزاء التطورات الداخلية والإقليمية بشكل عام.

لكن السكرتير الصحافي السابق للرئيس هادي ومستشار وزارة الإعلام مختار الرحبي علق على رفض القرارات بالقول ان "مجلس عيدروس الانقلابي يعلن بشكل واضح رفض قرارات الشرعية وهذا يعتبر تمردا وانقلابا كما هو تمرد وانقلاب الحوثي وصالح".

وكان هادي أصدر قرارات الأربعاء أطاحت بأعضاء المجلس الجنوبي من مناصبهم كمحافظين لمحافظات جنوبية وقضت بتعيين اللواء فرج سالمين البحسني محافظاً لحضرموت مع بقائه قائداً للمنطقة العسكرية الثانية خلفاً للواء أحمد سعيد بن بريك كما تضمنت تعيين علي بن راشد الحارثي محافظاً لشبوه وحمد عبدالله علي السقطري محافظاً لسقطرى.

وبعد قرار هادي في مايو الماضي بإقالة محافظ عدن يجد اليوم نفسه هو والحراك الجنوبي أمام معركة لإثبات الذات .