«إيلاف» من بيروت: قبل أسابيع من دخول قضية أبنائهم عامها الثالث، يتابع أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم داعش عن قرب تطورات الوضع في عرسال، خصوصًا بعد العملية الأمنية النوعية الاستباقية التي قام بها الجيش قبل أيام، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على عشرات القادة والعناصر في تنظيمي النصرة وداعش، هذه العملية التي أدّت أيضًا إلى إلقاء القبض على متورطين في أحداث اغسطس 2014، يوم تم خطف أبنائهم العسكريين، وأبرزهم قاتل العقيد الشهيد نور الدين الجمل، السوري أحمد خالد دياب، والذي تمكّنت وحدة من مخابرات الجيش في البقاع من إلقاء القبض عليه ليل الخميس – الجمعة، داخل بلدة عرسال أثناء تجوله على دراجته النارية، وهو المطلوب الأكثر خطورة.

فهل أصبحت قضية المخطوفين العسكريين لدى داعش على قاب قوسين من الولوج إلى نهاية سعيدة للأهالي؟

قدرة وكفاءة

يقول النائب قاسم هاشم لـ"إيلاف" إن لبنان يملك من القدرة والكفاءة لدى أجهزته الأمنيّة، وبخاصة قوى الأمن التي طورت مؤسساتها بهذا المستوى، لتصل إلى تلك القدرة في مؤسستها ومؤسسات القوى الأمنية لحفظ أمننا ومواجهة خطر "الإرهاب التكفيري"، الذي يهدد وطننا، ويعني ذلك أننا سنتابع ملاحقة المجرمين و"الإرهابيين" إينما كانوا، فمؤسسة قوى الأمن قادرة ولا تحتاج إلا إلى احتضان وطني وتأمين كل المتطلبات لها.

المخطوفون العسكريون

وردًا على سؤال هل يستفيد لبنان من هذا الصيد الثمين في المستقبل، في ما خص ربما التبادل مع تنظيم داعش لتحرير العسكريين المخطوفين لدى هذا التنظيم؟ يجيب هاشم بأن لبنان قد يستفيد من أي موضوع في هذا المجال، ولديه نقاط قوة في هذا الخصوص على أكثر من صعيد، وقد تكون هناك اتصالات بقنوات معينة، على أمل أن تثمر لتتم عملية إطلاق سراح المخطوفين العسكريين لدى تنظيم داعش.

مقاربة الملف

وبرأي هاشم يجب مقاربة الملف بشكل دقيق بسبب حساسيته، ويدعو هاشم الدولة اللبنانيّة إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف، ويشدّد هاشم على ضرورة الالتفاف حول المؤسسة العسكرية والجيش اللبناني في هذه الظروف الصعبة.

حزب الله

ولدى سؤاله إلى أي مدى يساهم تدخل حزب الله في سوريا بتأخير موضوع تحرير العسكريين اللبنانيين لدى داعش؟ يجيب هاشم أن داعش يأخذ من تدخّل حزب الله في سوريا سببًا للاحتفاظ بالعسكريين المخطوفين لديه، لأن تنظيم "داعش" يعتبر "إرهابيًا"، وله مصلحة في الاحتفاظ بالعسكريين للضغط على لبنان من أجل تأمين ممرات في جرود عرسال، لكن بالنهاية نأمل أن يعود العسكريون إلى أهلهم، خصوصًا بعد التوقيف الأخير وإلقاء القبض على المتورطين والصيد الثمين، الذي قام به مشكورًا الجيش اللبناني.

قلبًا وقالبًا

ويقول النائب إيلي ماروني عضو كتلة حزب الكتائب اللبنانية لـ"إيلاف"، إن الكتائب اللبنانية قلبًا وقالبًا مع المخطوفين والأهالي و"نعلم مرارة فقدان الأحبة والاختطاف، ونعلم أن الدولة اللبنانيّة تبذل جهودًا للانتهاء من هذه المأساة، ونأمل أن يتم حلها قريبًا بعد الصيد الثمين للجيش اللبناني الأخير."