فيما تشهد مدن العراق وفي مقدمتها الموصل حاليا احتفالات شعبية بالانتصار المتحقق في المدينة ضد تنظيم داعش فقد أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي من المدينة التي وصلها اليوم ان النصر محسوم وبقايا التنظيم محاصرون في اشبار أخيرة وأنها مسألة وقت لاعلان الانتصار العظيم .. وقام بجولة في شوارع وأسواق المدينة وزار مبنى المحافظة وشارك المحتفلين بالنصر قرب جامع النبي يونس. 

وقال رئيس مجلس الوزراء العراقي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي خلال اجتماعه في الموصل مساء اليوم مع قادة الصنوف والتشكيلات في مقر قيادة عمليات نينوى داخل مدينة الموصل "ان النصر محسوم وبقايا داعش محاصرين في الاشبار الاخيرة وانها مسألة وقت لنعلن لشعبنا الانتصار العظيم وان ذلك يأتي لاحترامي وتقديري لقواتنا الغيورة التي تواصل عملية التطهير ولاعطائها المزيد من الدعم والعزم لانهاء اكذوبة وخرافة داعش الى الابد والقضاء على أخر إرهابي على ارض الموصل" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف". 

وأضاف قائلا "لقد جئنا اليوم لنطلع ميدانيا ونشرف على المعركة التي لم يتبق منها سوى جيب او جيبين لفلول داعش وليس امامهم مهرب سوى الموت او تسليم انفسهم وبالتالي فإن المعركة محسومة والنصر الكبير باليد وتم خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية قتل عدد كبير من الدواعش وان قواتنا تقاتل ببسالة من اجل تحرير المدنين الذي تتخذهم داعش دروعا بشرية في نحو خمسين الى مائة بيت".. مشيرا الى ان "المدنيين المحاصرين يستغلون فرصة تقدم قواتنا للهروب من عصابة داعش".

واشاد العبادي بالروح العالية للمقاتلين وبتعاون ابناء الموصل واحتفالهم بالنصر وبعودة الحياة الطبيعية في الجانبين وعودة النشاط التجاري وافتتاح المدارس والمستشفيات موجها الشكر للقوات والجهد المدني والوزاري . ودعا جميع الموظفين للالتحاق باعمالهم .. مؤكدا ان عمليات اعادة الاستقرار تجري على قدم وساق بالتوازي مع عمليات التحرير، وان المرحلة المقبلة لتعزيز الأمن والجهد المدني في ظل التعاون الكبير للمواطنين مع قواتنا الامنية .

وقال العبادي في تصريحات اخرى من مبنى محافظة نينوى بايسر الموصل الذي انتقل اليه عبر نهر دجلة من ايمن المدينة أن العالم لم يكن يتصور ان العراقيين سيقضون على تنظيم داعش بهذه السرعة . واضاف ان هذه الانتصارات المتحققة جاءت نتيجة تضحيات المقاتلين الابطال الذين ابهروا العالم بشجاعتهم .. مؤكدا ان حكومته تولي أهمية كبرى لاعادة الخدمات والبنى التحتية للموصل.

وتجول القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في شوارع واسواق ايمن الموصل ثم توجه الى مقر الشرطة الاتحادية في قرية العريج بالموصل لإعلان بيان النصر حيث هبطت طائرته في المقر وهو مبنى مديرية شباب ورياضة نينوى في حي الطيران جنوبي الموصل لإعلان بيان النصر.

وكان العبادي وصل الى المدينة ظهر اليوم في وقت تشهد الساعات الاخيرة من المعارك فيها لتحريرها من قبضة تنظيم داعش بالكامل حيث بارك بالنصر هناك.

 وعقد العبادي اجتماعاً موسعاً مع القادة والآمرين في الجانب الأيمن للموصل أصدر خلاله عدة توجيهات بشأن المعركة وذلك في مقر قيادة قوات الشرطة الاتحادية في الجانب الايمن للموصل. واصدر عدة توجيهات "بصدد ادامة الانتصارات والقضاء على فلول داعش المنهزمة وضرورة بسط الامن والاستقرار في المدينة المحررة وتطهيرها من الالغام والمتفجرات التي خلفها العدو وحماية المدنيين والنازحين" كما قال مكتبه الاعلامي. من جانبهم "قدّم القادة والآمرون في الصنوف المقاتلة شرحا عن تنفيذهم للواجبات المناطة بهم وفق خطة التحرير المرسومة".

التوجه نحو اخر هدف في المدينة القديمة

وفي وقت سابق اليوم قال قائد عمليات "قادمون يانينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبد الامير رشيد يار الله الاحد في بيان تابعته "إيلاف" ان "قوات مكافحة الارهاب حررت منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة ووصلت الى حافة نهر دجلة وهي تتقدم حاليا باتجاه منطقة القليعات اخر الأهداف لقوات مكافحة الارهاب ولازال التقدم مستمرا". 

والقليعات هي اخر منطقتين ما يزال تنظيم داعش يقاتل فيها ضمن المدينة القديمة بالساحل الأيمن للموصل. وبالترافق مع ذلك فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من الوصول الى حافة نهر دجلة ورفعت العلم العراقي على عليها.مسلحي تنظيم داعش في مدينتها القديمة في مؤشر على امكانية اعلانه النصر النهائي هناك في وقت لاحق اليوم.

وبالترافق مع هذه التطورات فقد تم الاعلان عن وصول القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء الى الموصل اليوم للاطلاع على اخر المعارك العسكرية للقضاء على تنظيم داعش .. وقال مكتب العبادي في بيان تابعته "إيلاف" ان رئيس الوزراء "وصل الى مدينة الموصل المحررة ويبارك للمقاتلين الابطال والشعب العراقي تحقيق النصر الكبير".

وتقوم القوات العراقية حاليا بعمليات تمشيط وتطهير للاحياء المحررة في المدينة القديمة بحثا عن مسلحي داعش المختبئين في الانفاق والسراديب. واظهرت صور للتلفزيون العراقي الرسمي العشرات من العائلات التي اتخذها التنظيم دروعا بشرية وقد خرجت من بين الازقة المحاصرة وهي تسير على ضفاف نهر دجلة. 

قتل الف داعشي

واليوم أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن حصيلة خسائر داعش خلال معركة المدينة القديمة مؤكدة مقتل أكثر من ألف داعشي .

وقال قائد الشرطة الفريق رائد جودت في بيان تابعته "إيلاف" إن "معركة تحرير المدينة القديمة اسفرت عن مقتل اكثر من 1000 ارهابي وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 عجلة مفخخة إضافة إلى تدمير 24 دراجة نارية . واوضح أن "المعركة أسفرت أيضا عن تدمير 38 مضافة و5 ابراج اتصالات و8 انفاق اضافة الى تفكيك 71 حزاما ناساف و310 عبوة ناسفة و181 صاروخا".

وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقا للاعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل حيث يؤكد القادة العسكريون ان ماتبقى على انجاز هذه المهمة هو250 مترا فقط للوصول الى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الارهاب والفرقة المدرعة التاسعة .

فقد رفع الفريق ‏رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر مؤكدا ان عناصرتنظيم داعش قبل وهزيمتهم فجروا عددا ‏من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته..واشار في بيان الليلة الماضية الى ان الشرطة الاتحادية سارعت لانقاذ المدنيين من تحت الانقاض .

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق وقد سيطر عليها داعش في العاشر من يونيو/حزيران عام 2014 لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر/تشرين الاول الماضي من استعادة النصف الشرقي الايسر للمدينة في 24 يناير/كانون الثاني الماضي ثم بدأت في 19 فبراير/شباط الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الايمن من المدينة.