«إيلاف» من لندن: برر الرائد ياسر عبد الرحيم القيادي في فيلق الرحمن والقائد الأسبق لغرفة عمليات فتح حلب ذهاب وفد كتائب المعارضة العسكرية إلى محادثات أستانة ٥، وقال كان هذا للتخفيف من معاناة الشعب السوري بعد أن "تآمرت عليه معظم دول العالم"، وشدد على أن الوفد لم يوقع على أي اتفاق يؤذي الشعب السوري منذ أستانة ١.

‎وأكد في مؤتمرٍ عقده في الشمال السوري بحضور عدد من الصحافيين أن المجتمع الدولي عموماً ترك القضية السورية ولم يناصرنا ولم يقدم لنا الأسلحة النوعية، وأراد الذاهبون إلى أستانة "أن يصل صوتهم لمعظم دول العالم ويخففوا من معاناة الشعب السوري".

‎ورأى أن “كرامتنا جُرحت في عدة مواقف ولكن اعتبرنا أن كل ذلك لأجل الشعب السوري، ولكي لا تطير طائرة إيرانية أو روسية وتقصفه ولكي نخفف عليه".

‎وأضاف "ذهبنا لإيصال صوتنا وصوت المعتقلين الذين لم يصل صوتهم وهم في سجون بشار الأسد وقلنا إن هناك ميليشيات إيرانية".

‎وأكد عبد الرحيم انّ حضور الفصائل في أستانة كان لرفض التقسيم، ونقل المعاناة. 

‎وأعلن أنّ الوفد العسكري المعارض لم يوقع على أي شيء يضرّ بمصلحة الشعب السوري في أستانة وذلك منذ عقد أول مؤتمرٍ "ونحن مسؤولون عن كلامنا".

‎وأشار الى الانفراجة التي عاشها السوريون عقب اتفاق وقف التصعيد قبل نحو شهر، من حيث "انخفاض كمية القصف على المدنيين الذين عادوا لممارسة نشاطاتهم اليومية".

مايكل راتني يوضح

وحول الاتفاق الأميركي الروسي الأردني لوقف إطلاق النار في الجنوب السوري شرح مبعوث الولايات المتحدة الخاص لسوريا مايكل راتني في رسالة ماهية الاتفاق الذي تم بين الأميركيين وبين الروس والأردنيين بشأن وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه مؤخراً في جنوب سوريا. وقال "آمل أن تتاح لي الفرصة في وقت قريب للقاء بشكل شخصي مع الثوار من الفصائل والفعاليات المدنية لكي نخوض تفاصيل الموضوع في العمق، لكنني حالياً أعتقد أنه من الضروري أن أزوّدكم ببعض المعلومات ولو بصورة غير رسمية، وأرجو أن تشاركوا هذه الرسالة مع أية جهة ثورية تعتقدون أنها تجدها مفيدة".

وأوضح يأتي الاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة الماضية في عَمَّان، والذي دخل حيّز التنفيذ يوم الأحد الماضي "في إطار نقاشاتنا المستمرة مع الروس والأردنيين حول خفض التصعيد في الجنوب السوري. فنحن نريد إنهاء العنف وإنقاذ أرواح السوريين؛ هذا هو الهدف، ونبقى في هذا الإطار ملتزمين بوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وجميع محادثاتنا حول الجنوب تستند إلى هذه المبادئ". 

وأضاف " إن هذا الاتفاق ليس خطوة باتجاه تقسيم سوريا. وإنما هو محاولة لإنقاذ الأرواح وخلق مناخ أكثر إيجابية لعملية سياسية وطنية برعاية الأمم المتحدة. وهذا الاتفاق يشمل الأراضي التي يسيطر عليها الثوار على حدود الأردن والجولان غربي السويداء، ولا يشمل المناطق الواقعة شمال السويداء أو القلمون".

وفي هذا الصدد، أشار بتقدير إلى حقيقة "أن الجبهة الجنوبية على ما يبدو ملتزمة حتى الآن بوقف إطلاق النار".

وأكد راتني " نتوخى الوصول إلى ترتيب أكثر دقة ومتانة لوقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا، بما في ذلك آليات قوية للمراقبة، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين علينا القيام به للتوصل إلى اتفاق على كل هذه التفاصيل.

إن وقف إطلاق النار الذي أعلن نهاية الأسبوع الماضي هو ترتيب موقت يهدف إلى خلق بيئة أفضل لمناقشة خفض التصعيد في منطقة الجنوب بمزيد من التفصيل. وقد كان وقف إطلاق النار ضرورياً بسبب التصعيد الذي شهدته تلك المنطقة خلال الأيام والأسابيع الماضية".

أما بالنسبة إلى تفاصيل هذا الاتفاق، فأضاف المبعوث الاميركي " هو في جوهره عبارة عن تعهد باستخدام تأثيرنا، نحن والروس، على جميع الأطراف لوقف القتال، ويضع تصوراً لخطوات معينة نعتقد أنها يمكن أن تساعد في تعزيز وقف إطلاق النار. وتلك الخطوات تتضمن إمكانية نشر قوات مراقبة في المنطقة وتشكيل مركز مراقبة".

وقال" سوف نستمر في مباحثاتنا مع الأطراف المعنية في الأسابيع القادمة حول تنفيذ خطة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا". 

وفي غضون ذلك، عبّر عن أمله في أن يؤدي هذا الاتفاق إلى وضع حد للعنف.

تحذيرات 

من جانبه، حذّر مركز دراسات استراتيجية أميركي، من أن إيران ربما تسعى إلى إفشال اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب سوريا، المُبرم بين أميركا وروسيا والأردن.

‎وأكد مركز دراسات الشرق الأوسط في تقرير نشر الاثنين، على أن الاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين "أخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف بما فيها موسكو وواشنطن وإسرائيل والأردن".

‎ولفت التقرير إلى "المكالمة الهاتفية التي أجراها بوتين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل لقائه بترامب لضمان عدم قيام إسرائيل بتخريب الاتفاق".

‎واعتبر أن الاتفاق “يعكس رغبة موسكو في عدم اتخاذ نهج أحادي الجانب في النزاع السوري بل إنها تسعى للتوصل إلى حل وسط من شأنه أن يقرّب واشنطن والأردن وإسرائيل من الموقف الروسي".

‎ولفت التقرير أنه "في حال نجاح اتفاق وقف إطلاق النار فإنه سيعطي روسيا الفرصة لتوسيع تعاونها مع الولايات المتحدة في سوريا"، مضيفًا أنه "مع ذلك فإن موسكو تواجه مخاطر في ما يتعلق بإيران التي يمكن أن تكون غير سعيدة باتخاذ روسيا مواقف أكثر ليونة تجاه النزاع".

‎وشدد على أن "ايران يمكن أن تلعب دورًا تخريبيًا وعلى موسكو أن تكون مستعدة لذلك".