نصر المجالي: مع وصول الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، فإن السفارة السعودية على ناصية شارع نيوهامبشير في ضاحية "نورث ويست" بحي السفارات العاصمة الأميركية واشنطن تتجهز لعهد دبلوماسي جديد يماهي العهد الشبابي الذي عُهد إليه في القرار القيادي على مختلف الصُّعد في المملكة .

وتأتي مباشرة الأمير خالد بن سلمان لمهماته كسفير لدى الولايات المتحدة في هذا الإطار مع تتويج ظاهرة تمكين الشباب السعودي ومن أبناء الأسرة الملكية في تسلم المواقع والمناصب الاستراتيجية المؤثرة والفاعلة. 

والسفير الجديد الشاب هو تلميذ مدرسة والده الملك سلمان، وهو شقيق ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان. وهو من مواليد 1985، ويعتبر أصغر السفراء السعوديين سناً.

 

الأمير السفير مقبلا يد والده الملك 

 

قيادة وتنظيم

وهو معروف على نطاق واسع كطيار مقاتل بذكائه ودقته وصرامته في القيادة والتنظيم والعمل بروح الفريق الواحد كسرب الطيارين المقاتلين المتقن الواثق في الأجواء كـ"عين نسر".

ويقول مصدر قريب على اطلاع بالدبلوماسية السعودية وخفاياها، إن العاصمة الأميركية واشنطن التي تستقبل الأمير السعودي الشاب خالد بن سلمان سفيرًا لديها شهدت فترات لم تكن فيها الدبلوماسية فيها نشيطة، إن لم تكن شبه راكدة بعد غياب الامير بندر بن سلطان بعد ربع قرن من الخدمة الدبلوماسية الدؤوبة هناك، كما أن الأمير تركي الفيصل لم يأخذ وقتًا كافيًا في مهماته كسفير والأمير سواء بسواء مع عادل الجبير، الذي كان مرتبطًا بين عمله كسفير وعمله في الديوان الملكي، كما ان الامير عبدالله بن فيصل بن تركي لم يجلس فترة طويلة في المنصب. 

ملفات عديدة

ويشير المصدر إلى أن هناك ملفات عديدة تنتظر الامير خالد في شأن العلاقات الاميركية السعودية وجاستا والكثير من الامور العالقة المرتبطة بمهمات السفارة وعدم التوازن في عملها في تلك الفترات السابقة وتقليص دورها سواء بسواء، فضلاً عن التوترات والتجاذبات التي شهدتها ولايتا الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما لثماني سنوات، لم تكن العلاقات خلالها بين الرياض وواشنطن في أفضل حالاتها. 

 

السفير الطيار على متن مقاتلة عسكرية

 

السفير العاشر

يذكر أن الأمير خالد بن سلمان الذي كان صدر أمر ملكي بتعيينه في منصب السفير في واشنطن، سيكون السفير السعودي العاشر لدى الولايات المتحدة منذ إعلان العلاقات الدبلوماسية العام 1945. 

وسبقه في المنصب أربعة من ابناء الأسرة الملكية وخمسة آخرون هم: أسعد الفقيه (1945 - 1954)، عبدالله الخيّال (1954 - 1964)، إبراهيم السويل (1964 - 1975)، علي رضا (1975 - 1979)، فيصل الحجيلان (1979 - 1983)، بندر بن سلطان (1983 - 2005)، تركي الفيصل (2005 - 2007)، عادل الجبير (2007 - 2015)، عبدالله بن فيصل بن تركي (2015 - 2017). 

إخوة

والسفير الأمير خالد هو الأخ الشقيق لولي السعودي الأمير محمد بن سلمان والأمراء تركي ونايف وبندر وراكان، وهو الأخ غير الشقيق لكل من الأمراء: الراحل فهد، سلطان، الراحل أحمد، عبد العزيز، فيصل، سعود، والأميرة حصة (الأستاذة المحاضرة بكلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة الملك سعود). وهو متزوج منذ العام 2012 من ابنة الأمير محمد بن مشعل بن عبدالعزيز.

يذكر أن الأمير خالد هو الطيار الثاني في بيت الملك سلمان، بعد أخيه غير الشقيق سلطان، أول رائد فضاء عربي. 

تعليمه 

يشار إلى أن الأمير خالد حاصل على شهادة البكالوريوس في علوم الطيران من كلية الملك فيصل الجوية، وواصل تعليمه في الولايات المتحدة لينال من جامعة هارفارد شهادة (كبار التنفيذيين في الأمن الوطني والدولي)، كما درس الحرب الإلكترونية المتقدمة في باريس.

بدأ العمل على دراساته العليا في جامعة جورج تاون للحصول على درجة الماجستير في الآداب في تخصص الدراسات الأمنية، ولكن تم تعليق دراسته نظرًا لمهام عملية مختلفة، وذلك قبل تعيينه سفيرًا للمملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة.

السلك العسكري

عند تخرجه في كلية الملك فيصل الجوية، انضم الأمير خالد بن سلمان إلى القوات الجوية الملكية السعودية. وقد بدأت مسيرته المهنية في الطيران على طائرتي (تيكسان6) و (تي-38) في قاعدة "كولومبوس" الجوية في ميسيسبي.

وبعد ذلك، بدأ الأمير خالد بن سلمان برنامج طيران على طائرة (إف-15 إس)، وعُيّن ضابط استخبارات تكتيكياً، إلى جانب مهنته كطيار لطائرة (إف-15 إس) في السرب الثاني والتسعين، التابع للجناح الثالث في قاعدة الملك عبدالعزيز في الظهران.

وتقول التقارير إن الأمير خالد تدرّب كطيار مقاتل بإجمالي يقارب 1000 ساعة طيران، وقام بمهام جوية ضد تنظيم "داعش" كجزء من التحالف_الدولي، كما قام بمهمة في أجواء اليمن كجزء من عملية (عاصفة الحزم) وعملية (إعادة الأمل).

الجيش الأميركي

وتدرب الأمير خالد بشكلٍ مُكثف مع الجيش الأميركي في كل من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، بما في ذلك التدرب في قاعدة (نيليس) الجوية في ولاية نيفادا. أجبرته إصابة في ظهره على التوقف عن الطيران، فعمل ضابطاً في مكتب وزير الدفاع.

وبعد انتهاء مهام الطيران، عُين الأمير خالد في مكتب وزير الدفاع، وأصبح بعد ذلك مستشاراً مدنياً رفيع المستوى في وزارة الدفاع السعودية عند انتهاء خدمته العسكرية، وفي أواخر العام 2016، انتقل الأمير إلى الولايات المتحدة وعمل مستشاراً في سفارة المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة.

وفي الأخير، يشار إلى أنه كان تم تكريم الأمير السفير الطيار من جانب سلاح الجو الملكي السعودي، بمنحه نوط درع الجنوب، ونوط المعركة، ونوط الاتقان، ونوط سيف عبدالله.