إيلاف من لندن: غادر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون منطقة الخليج، اليوم الخميس، بعد جولة في دول خليجية عربية بهدف تخفيف أسوأ خلاف إقليمي منذ سنوات، مع عدم وجود اية مؤشرات على انفراج. 

ورفض تيلرسون تلقي الأسئلة بعد اجتماع مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو الثاني من نوعه في غضون يومين، لبحث خلاف بين الدوحة وأربع دول عربية قطعت علاقاتها معها يوم الخامس من يونيو بسبب مزاعم عن تمويلها الجماعات المتطرفة وتحالفها مع إيران. وتنفي قطر ذلك.

وقال الشيخ محمد بن حمد آل ثاني شقيق أمير قطر لدى وداعه تيلرسون في مطار الدوحة إنه يأمل في رؤيته مرة أخرى في ظروف أفضل.

مغادرة جدة

وكان تيلرسون غادر مدينة جدة السعودية يوم الأربعاء بعد محادثات مع وزراء من السعودية والبحرين والإمارات ومصر وهي الدول الأربع التي فرضت حظر سفر وعقوبات تجارية على قطر.

وعقد وزير الخارجية الأميركي اجتماعا منفصلا مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، لبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله. وأعرب بن سلمان أثناء استقبال تيلرسون عن سعادته بما اعتبره "تعاونا مستمرا بين البلدين" وتعهد "العمل على تعزيزه وزيادته".

أو مع السلامة 

وإلى ذك، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، الخميس 13 يوليو، إنه على قطر أن تكون عضوا في التحالف ضد الإرهاب أو "مع السلامة".

ودعا الشيخ عبدالله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك، قطر إلى بذل جهد أكبر لتحسين الثقة في ما توقعه وما تنفذه، وقال إن الدوحة وقعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون الخليجي ولم تلتزم بهما.

كما أكد أن هناك رغبة حقيقية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب في أن تلتزم قطر بتغيير هذا المسار.

ترحيب

ورحّب الوزير الإماراتي بتوقيع قطر اتفاقية لمكافحة تمويل الإرهاب مع الولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه أكد ضرورة أن تقوم الدوحة بجهد مضاعف لتغيير رؤية الكثير من الدول.

وأكد "أن دول المنطقة قررت عدم السماح بأي نوع من أنواع التسامح مع الجماعات المتطرفة والإرهابية أو الجماعات التي تدعو إلى الكراهية"، مشيرا إلى أن "المنطقة عانت بما يكفي، وعندما تقرر ذلك دول بحجم مصر والسعودية فنحن متفائلون".

وقال: "إذا كانت قطر تريد أن تكون عضوا في هذا التحالف فأهلا وسهلا، أما إذا أرادت أن تكون في الجانب الآخر فمع السلامة".

ومن جهتها، قالت نورة الكعبي، وزيرة الدولة الإماراتية لشؤون المجلس الوطني الاتحادي لـ(بي بي سي) إن بلادها "سعت لحل دبلوماسي، لكنها طالبت قطر باتخاذ إجراءات ملموسة".

وشككت الكعبي في مذكرة التفاهم التي وقعتها قطر وأميركا بشأن وقف تمويل الإرهاب ومحاربته. وقالت الوزيرة إن قطر وقعت على تعهدات سابقة في 2013 و2014 ولم تلتزم بها.

ووقعت الدوحة وواشنطن المذكرة يوم الثلاثاء الماضي خلال زيارة تيلرسون. إلا أن دول المقاطعة الأربع وصفوها بأنها "غير كافية لتبديد مخاوفهم".