نصر المجالي: أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مجددا تأييد بلاده قطر، وقال إن الرئيس رجب طيب إردوغان، ينوي القيام قريبا بزيارة إلى منطقة الخليج لدعم جهود حل الأزمة هناك، مشيرا إلى أن تركيا دعمت وساطة دولة الكويت لتجاوز الأزمة.

وأعرب جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عقد عقب محادثاتهما، اليوم الجمعة، في أنقرة، عن أمل بلاده في أن تلقى الأزمة حلا في أقرب وقت ممكن "في إطار الاحترام المتبادل والمساواة".

كما أعرب جاويش أوغلو عن تأييد بلاده مساعي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لحل الأزمة الخليجية عبر التحرك مع دولة الكويت، موضحا: "تتركز كافة جهودنا على الوصول إلى حل يتماشى مع العلاقات الأخوية".

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أنه تباحث مع نظيره الأميركي في إسطنبول حول الأزمة الخليجية قبيل جولته الأخيرة في المنطقة، مضيفا في هذا السياق: "تيلرسون& لدى استقباله من قبل رئيس جمهوريتنا أوضح لنا أهدافه من جولته في المنطقة، وشاركنا أفكاره، ونحن بدورنا أكدنا دعمنا له وأن مساعيه ستكون لها فائدة كبيرة".

القاعدة في قطر

وشدد جاويش أوغلو مجددا على أن بلاده لا يمكن أن تقبل المطالب، التي طرحتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على دولة قطر، وخاصة المتعلقة بإغلاق القاعدة العسكرية التركية في الدوحة. وقال: "أود تأكيد أنه لا يمكن قبول تلك المطالب، وخصوصا تلك التي تتعلق بقاعدتنا العسكرية في قطر".

وأضاف الوزير: "لقد تم التصديق على اتفاق إنشاء القاعدة العسكرية المشتركة.. القاعدة العسكرية التركية في قطر، ونحن في مرحلة تطبيقه، وتواصل وفودنا الفنية العمل المناسب على ذلك، ويقوم العسكريون بتنسيق مشترك".

وأردف مشددا: "إن اشتراط الدول الخليجية شرطا كهذا (إغلاق القاعدة) يتعارض مع سيادة الدولتين، ولا يحق لدولة ثالثة إملاء رأيها على قطر أو تركيا في هذا الموضوع".

كلام الوزير القطري

قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن "دول (الحصار) التي أطلقت على نفسها لقب الدول الراعية لمكافحة الإرهاب، تعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها بلاده" من خلال الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها ضد الدوحة.

وفي ما يتعلق بمطالب الدول المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) التي قدمتها عبر الوساطة الكويتية قال الوزير القطري: "إذا كان هناك مطالب لدى دول الحصار فليتم تقديمها وفق أسس سليمة، وليس باتخاذ إجراءات غير قانونية بمحاصرة دولة".

وأردف: "أطلقت (الدول المقاطعة) على نفسها الدول الراعية لمكافحة الإرهاب وهي بهذه الإجراءات تعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها دولة قطر". وشدد آل ثاني على أن "الدول المحاصرة لم تجد دليلا (على اتهاماتها) حتى اليوم ولم تطلق إلا الاتهامات المرسلة واستمرت في إطلاق الفبركات" ضد قطر.

وأضاف أن "دولة قطر راهنت منذ بداية الأزمة على الوعي لدى الرأي العام العربي والدولي"، وأعرب عن "تقديره لمواقف كافة الدول الصديقة والشقيقة التي وقفت إلى جانب دولة قطر في هذه الأزمة".

وساطة الكويت

وأشار الوزير القطري إلى أنه تناول في إطار زيارته الحالية آخر تطورات الأزمة خصوصا الجهود التي يقودها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالتعاون مع الولايات المتحدة.

وأضاف أنه بحث أيضا تطورات زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى المنطقة مؤخرا. وشدد على أن دولة "قطر أكدت في مباحثاتها مع الجانب الأميركي على موقفها القاضي بأن أي أزمة يجب حلها من خلال الجهود الدبلوماسية ومن خلال الحوار البناء المبني على الاحترام المتبادل وأسس القانون الدولي واحترام سيادة الدول".

وأفاد أنه "على الرغم من مرور 40 يوما على الحصار لم يتم إثبات تورط قطر بتمويل الإرهاب كما ادعت دول الحصار".

فشل زيارة تيلرسون

وفي ما يتعلق بتداول وسائل الإعلام أخبارا تتحدث عن فشل زيارة تيلرسون إلى المنطقة، أجاب آل ثاني: "لا يوجد هناك مقياس أو مؤشر لفشل زيارة السيد تيلرسون، والجهود التي يقوم بها مقدرة جدا وبالتعاون مع الكويت الشقيقة".

وأعرب عن اعتقاده بعدم إمكانية إيجاد حل للأزمة الخليجية في يوم واحد وإثر زيارة واحدة لتيلرسون، خاصة بعد الإجراءات التصعيدية غير المبررة من جانب الدول المحاصرة.

وقال محمد بن عبدالرحمن مجددا أن "دولة قطر تعاملت مع الموضوع منذ بداية الأزمة بمسؤولية وبطريقة بناءة وإيجابية وما زال هذا هو موقف دولة قطر الذي طرحته خلال زيارة السيد تيلرسون إلى الدوحة وخلال المتابعات المستمرة مع دولة الكويت الشقيقة في سبيل الوصول إلى نتيجة".

وفي الخير، نوه الوزير القطري بالارتياح المتبادل بين قطر وتركيا على مستوى التقدم الذي تحرزه هذه الآلية من التعاون بين البلدين. كما أوضح عبد الرحمن آل ثاني أنه بحث مع نظيره التركي قضايا إقيلمية وعلى رأسها الوضع في سوريا وآخر التطورات التي حدثت بعد الاتفاق على مناطق خفض التوتر وتبادلنا الآراء تجاهها.