إيلاف: إذا صدقت الأخبار التي يتداولها "جهاديون" في مواقعهم عبر تطبيق تلغرام (تكفير البغدادي وتحميله مسؤولية الهزيمة بسبب اللين والتساهل في الأحكام الشرعية) فإن من سيخلف داعش بعد انهياره في الموصل والرقة، سيكون أكثر غلوًا وعنفًا وتطرفًا وتنكيلًا بالناس، وهم "تيار الحازميين" نسبة إلى أحمد بن عمر الحازمي، الذي اعتقلته السعودية في 2015.

إيلاف: ظهر "تيار الحازميين" في شكل معارضة للمفتي العام لتنظيم الدولة الإسلامية تركي البنعلي (بحريني) الذي قتل في مايو الماضي في غارة روسية على الرقة. بالنسبة إلى البنعلي لا يمكن تكفير الجاهل، لكن الشيخ ابن عمر الحازمي يقول بتكفير الجاهل والغافل "وكل من وقع في الشرك بقصد أو بدون قصد"، وكانت القاعدة أولى من هاجمت هذا الشيخ في مؤسسة سحاب عبر سلسلة من المقالات والبيانات.

الشيخ أحمد بن عمر الحازمي 

فتاوى الحازمي

على ما يبدو أن هذا النقاش لا يمكن أن تكون له أسباب بين قيادات وأتباع التنظيم على الأرض... كنا قد شهدنا وتابعنا عددًا من الأخبار والمقالات والتقارير في الأسابيع الماضية عن حملات اعتقال تنظيم الدولة لأعضاء فيه وإعدامات قيل إنها لمعتنقي التيار الحازمي، لكن لا يوجد دليل على أنها كانت تستهدف من يؤمنون بفتاوى الحازمي.

اليوم وبعد خبر مقتل البغدادي (غير المؤكد) ظهر حديث مجددًا عن هذا التيار الحازمي، الأكثر غلوًا، خاصة مع كتابات حول "تكفير البغدادي" وتحميله مسؤولية "انهيار الخلافة"، وهو التيار المشكك في إيمان الجاهل وغير الجاهل، الخاصة والعامة، حسب مصطلحات "الجهاديين"، وقد كفروا القاعدة والظواهري، والإخوان المسلمين ومحمد مرسي إلخ.

 

الباحث عبد العالي رقاد

 

زيارة تونس

للتذكير، فإن الحازمي الذي يقبع في سجون السعودية منذ عامين، زار تونس في ثورة الربيع العربي بعد 2011 وليبيا أيضًا، وقيل إنه استمع إلى فتوى تكفير الجاهل من إسلاميين تونسيين، واعتنقها في ما بعد، وليس واضحًا إن كان هو مخترعها أو ناقلها من تونس، التي شهدت ظهورًا مفاجئًا للسلفية الجهادية المروعة.

كتابات وأشرطة الحازمي موجودة ومتفرقة، وهي تكفّر تنظيم الدولة الإسلامية، والقاعدة، وتدعو الشباب المجاهدين إلى عدم التقيد بالعلماء، حتى ولو كانا الإمام محمد بن عبد الوهاب أو الشيخ ابن تيمية، وتكفير وقتل من يشتبه في كفره ومن يتبع أي قانون مخالف لقانون الشرع، حتى ولو كان يستند إلى فتوى علماء المذاهب.

وإذا ثبت كل هذا، فإن الشرق الأوسط والعالم سيكونان مقبلين على تنظيم الدولة الإسلامية في نسخته الجديدة الأكثر دموية وقتلًا وتدميرًا من خلافة البغدادي، خاصة إذا كان من سيخلفه أبو حفص الجزراوي والي دير الزور، والذي يقال إنه من أقطاب الحازميين المتمردين على أبو بكر البغدادي.

* عبدالعالي رقاد باحث في شؤون الحركات الإسلامية 

 

تيار الحازميين ظهر كمعارضة لتركي بنعلي