أعلن رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، أن الجيش سينفذ عملية في منطقة جرود عرسال بشمال شرقي لبنان قرب الحدود السورية.

ووصف الحريري في كلمة أمام البرلمان هذه العملية بأنها ستكون "عملية مدروسة"، مشددا على أنه لن يتم التنسيق في تلك العملية بين الجيشين اللبناني والسوري.

وجرود عرسال منطقة قاحلة تقع في الجبال الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان، وتمثل قاعدة لعمليات الجماعات المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني قوله إن الجيش اللبناني قد كثف نشر قواته في منطقة عرسال خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.

وأضاف المصدر إن عديد المسلحين في جرود عرسال يقدر بنحو 3000 شخص، ثلثاهم يتبعون لتنظيم الدولة الإسلامية أو الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة، والثلث الباقي من جماعات مسلحة سورية معارضة أخرى.

ويقول مراقبون إن كلام الحريري جاء ليؤكد تقارير عدة عن قرب انطلاق عملية أمنية ضد مسلحين من المعارضة السورية في منطقة جرود عرسال الحدودية، متوقعين أن يتم استهداف المسلحين من قبل الجيش السوري وحزب الله من الجانب السوري في حال وقوع المعارك في الجانب اللبناني.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال حسن نصر الله، زعيم حزب الله، إن الوقت ينفد أمام المسلحين السوريين على امتداد الحدود قرب عرسال للتوصل الى اتفاق مع السلطات السورية، مشددا على أنهم "يشكلون تهديدا للجميع... وآن الأوان لإنتهاء من هذا التهديد".

وفي عام 2014 كانت منطقة عرسال أحدى أكثر المناطق اللبنانية التي امتدت إليها الحرب الدائرة في سوريا بعد سيطرة المسلحين لفترة قصيرة على بلدة عرسال.

جرود عرسال
AFP
تقع جرود عرسال في الجبال الواقعة على الحدود بين سوريا ولبنان

ويشارك حزب الله اللبناني في القتال الدائر في سوريا إلى جانب القوات التابعة للرئيس السوري بشار الأسد، ويتعرض لانتقادات شديدة من معارضيه في المشهد السياسي اللبناني، ومن بينهم الحريري.

وكان وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، أعلن في بيان الاثنين عن رفض إعطاء تصريح للتظاهر"حفظا للسلم والأمن الأهلي"، في أعقاب دعوة مجموعة من النازحين السوريين إلى التظاهر والاعتصام احتجاجا على حملة اعتقالات نفذها الجيش اللبناني في مخيمات اللاجئين السوريين في الأسابيع الماضية ووفاة أربعة من السوريين الذين اعتقلهم الجيش في هذه الحملة.

وافادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية أن القوات الأمنية أوقفت 13 شخصا من السوريين يستخدمون هويات لبنانية للتنقل داخل الأراضي اللبناني وعبور النقاط العسكرية وفي معاملات رسمية، إثر عملية دهم في منطقة سهل نايل، وقد أضيفوا إلى سبعة أشخاص اعتقلوا الأسبوع الماضي بالتهمة نفسها ليصبح عدد الموقوفين السوريين 20 شخصا.

وقد اشتعل جدل في مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأيام الماضية بين الداعين إلى التظاهر دعما للنازحين السوريين والداعين لمظاهرات مضادة دعما للجيش اللبناني.